الفصل الخامس عشر

71.2K 5K 505
                                    

#سامنثا:

"تعال للمبيت معي، أرجوك"
أمسكتُ بيد ماركوس الضخمة مقارنة مع يدي وتوسلته بأفضل تعبير بريء مقنع لديّ.

"لا أستطيع، والدي..."
بدأ يفسر لكنني قاطعته .

"والدي هذا! والدي ذاك! ألا يمكنني قضاء بعض الوقت مع جروي الظريف دون أن يمنعنا؟! كما أن عمتي غير موجودة وسأكون بمفردي تمام ، بإمكان سارق أن يدخل عنوة ويغتصبي في نومي ولن تكون هناك لإنقاذي"
تركتُ يده ونظرتُ خارج النافذة لأُضيف تأثيرا دراميّا أكثر.

"سام أنا..."
لم أدعه يُكمل وشهقتُ متظاهرة بالبكاء.

" لا يهم أمري بأي حال..."
همستُ وفتحتُ باب السيارة ببطئ.

"حسنا، سأتصل به وأُخبره أنني لن أعود للمنزل الليلة. سعيدة الآن؟"
أوقفني في آخر لحظة فقفزتُ عليه وعانقته.

"نعم! سعيدة للغاية!"
استقريتُ على فخذيه فلاحظتُ أنه يحدق برقبتي مطولا، لمستها بأطراف اصابعي أتحسس إن كان هناك شيء ما عليها.

"لا شيء، هيا بنا"
حاول أن يجعلني أقِف لكنني تسمّرت بمكاني ونظرتُ في المرآة الجانبية للسيارة.

"يا إلهي! ما هذا؟"
بخط راقٍ ورفيع، كُتِب «Joshua» على عنقي بحبر لا يُمحى... وشم على ما يبدو.

"اهدئي سيسمعكِ الجيران"
وضع ماركوس يده على فمي ليُسكت صرختي.

"ذلك الأحمق اللعين! كيف يجرؤ على فعل هذا؟ سأذبحه بملعقة صدئة!!"
زمجرتُ غاضبة وضربتُ المقود بقبضتي فصنعتُ فيه حفرة.

نظرتُ إليها متفاجئة ثم إلى يدي وانتظرت الالم لكنه لم يأتي أبدا. تبا، متى صرت بهذه القوة؟

"لندخل للمنزل الآن، سنقتله فيما بعد"
رفعني من حضنه بهدوء ثم خرجنا من السيارة.

"لا تجرؤ على لمسه"
صحتُ به بصوت غير صوتي فنظر إليّ منصدما. حتى أنا انصدمت من كلامي، من يسمعني يظنني ثنائية القطب.

"حسنا"
همس بهدوء وجرّني إلى منزلي.

تبعته في صمت ثم فتحت الباب وصعِدتُ لغرفتي لآخذ حماما، بينما ماركوس ذهب ليتصل بوالده.

غيّرتُ ملابسي ودخلتُ إلى المطبخ لأُعِد العشاء برفقة جروي الظريف.

بعد ذلك، جلسنا على الأريكة في صمت نتابع أحداث فيلم رعب بكل تركيز، وأطفأنا الأضواء لنزيد الجوّ حماسا.

بدأت أغنية بطيئة تتسارع شيئا فشيئا ثم فُتِح الباب على الشاشة بقوة حتى إرتطم بالحائط، قفزتُ من مكاني إلى حضن ماركوس وتشبثتُ به.

مرّت لحظة ثم صرخت الفتاة على الشاشة وفُتِح الباب الأمامي لمنزلي فصرختُ معها مرتعبة.

جوشوا | JOSHUAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن