الفصل الثاني والعشرون

57.2K 4.3K 282
                                    

#سامنثا:

"أنتِ أولا، لورا. خذي باقة الورود"
تكلمتْ مُنظمة الحفل مستعجلة ودفعت لورا باتجاه الباب.

حاولتُ أن أركز على صوتها بدل أفكاري المظلمة حتى لا يُغمى عليّ من شدة التوتر.

"حان الوقت صغيرتي"
قاطعني أبي وشبك ذراعه بذراعي ثم بدأ السير على البساط الأحمر بين الحضور.

لم أنطِق بكلمة وسِرت دون رفع نظري عن أطراف ثوبي الأبيض. خِفت إن رفعتُ رأسي أنني سأتعثر كالبلهاء، أو أسوء، أن لا أجد جوش ينتظرني في النهاية.

أعلم أن مخاوفي سخيفة، جوش لن يجرؤ على فعل ذلك إلا إذا أراد أن يلعنه أبي أو أن أمزقه أنا إلى أشلاء. لكن هذا لا يمنع يديّ وركبتيّ من الإرتجاف كورقة شجر في فصل الخريف.

توقف أبي فجأة فنظرتُ أمامي لاإراديا لاستطلاع السبب وليتني لم أفعل، نظرةُ الفخر والسعادة في عينيّ جوش جعلتْ رعشة تسري في جسدي ورغبة مُلحة بالبكاء تراودني.

كفى تفاهات رومانسية! ركزي هنا، لا وقت للإغماء!

عاتبتُ نفسي داخليا وقرصتُ يدي، كاد جوش أن يضحك بصوت عالٍ لكنه عضّ على شفته بقوة حتى لا يثير الاشتباه.

"تبدين جميلة للغاية حبيبتي"
همس في أذني بعد أن أخذني من أبي الذي ذهب ليجلس في مكانه.

"أعرف هذا"
أجبتُه بغرور وابتعدت عنه قليلا لأقِف بجانب القسّ.

"اجتمعنا اليوم لعقد قران عصفوريّ الحب هذين..."
بدأ في الكلام فحجبتُ صوته عنّي وأشغلتُ نفسي بالنظر إلى الياقة على عنق جوش.

لقد سهل عليّ الأمر كثيرا، خطوة خاطئة واحدة وأخنقه بها...

*************

"اذهب وأحضر لي قطعة أخرى من الكعكة"
نكزتُ بطن جوش بمرفقي بعنف وحافظتُ على الإبتسامة المزيفة التي خدعت بها الحضور.

"على ماذا أحصل بالمقابل؟"
قرّب وجهه من وجهي فدُستُ على قدمه.

"لن أُبرحك ضربا لمدة ساعة أخرى..."
همستُ له مُهدِدة.

"حسنا حسنا، كم أنتِ عنيفة!"
تذمر وذهب ليُحضر لي ما طلبته.

حين آكُل يمكنني التوقف عن الإبتسام لبعض الوقت وبهذا أُريح وجنتيّ قليلا.

"لن تصدقي من رأيتُ قبل قليل"
جاءتني لورا تركض وعلى وجهها تعابير الصدمة، لكن قبل أن تصل إليّ وقف أحدهم في مجال رؤيتي وحجبها عني.

"لونا سامانثا، مبارك لكِ"
الصوت ليس غريبا عني لكنه قد مضى وقت طويل منذ أن سمعته آخر مرة...

"شكرا"
تظاهرتُ بأنني لم أعرفه وابتسمت له بـزيف.

"لقد رأيتُ ماركوس اللعين!"
انضمّت إلينا لورا أخيرا وهي تلهثُ بعض الشيء.

جوشوا | JOSHUAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن