#جوشوا:
لم أخبركم من قبل كم كنت أحب جدتي، فهي الوحيدة التي تفهمني على عكس والديّ.
أما الآن، فأنا أعشقها بشغف! من كان ليصدق أن المجلس الأعلى سيُضيف تعديلات على قوانينه بسببي أنا وسام.
هذا الأمر يدعو للفخر، لأنني أعلم أن هناك غيرنا من فرّقتهم تلك القوانين السخيفة فقط لإختلاف أجناسهم.
بعد الكثير من القفز والهتاف وحضن جدتي وإليانور، والدة سام، انطلقنا في طريقنا لنعود إلى مدينتنا من دون ماركوس الذي تخلّى عنّا.
"ألا يمكنك أن تسرع أكثر يا فتى؟!"
صاحت إليانور وهي تكاد تضربني من الخلف."إن أسرعتُ أكثر أشك في أنني سأصل إلى فتاتي قطعة واحدة!"
أجبتُها مقاوما الضغط على دواسة الوقود أكثر.****************
#سامنثا:
"الآن أو أبدا"
همستُ وأمسكتُ بيدها ثم بدأنا نردد كلمات باللغة اللاتينية.اشتدّت الريح قليلا فارتفع شعري ولوّح في الهواء. أغمضتُ عينيّ حتى لا يدخل فيهما الغبار وواصلتُ تكرار التعويذة إلى أن قاطعنا صوت غاضب...
أبي!!
"سامنثا! ماذا تفعلين؟!"
صرخَ وقد ظهرت أوردة على عنقه وتلونت عيناه بالذهبيّ.لم أسمع أيّ شيء بعد ذلك، وكأنني صرتُ صمّاء، ثم صدر صوت صفيرٍ حاد في أذني جعلني أمسك برأسي وأجثو على ركبتيّ.
شعرتُ بسائل كثيف يسيل من أنفي فمسحتُه بكمّ قميصي الأبيض فتلطخ بالأحمر القاتم... دم!
أُصبتُ بالغثيان لكنني دفعتُ نفسي للوقوف وإكمال التعويذة اللعينة بما بقي لي من طاقة.
"توقفي حالا! أنتِ لا تزالين مبتدئة، ستقتلين نفسكِ!"
صاح من جديد لكن الصوت كان بعيدا للغاية، وكأنه في بئر عميقة.سمعته لكنني لم أستوعب حقا ما قاله فاستمررتُ دون توقف إلى أن وقع الحاجز ثم صار عالمي باللون الأسود.
***********
"سام! سام! سامنثا!! بحق السماء انهضي! لا يمكنكِ فعل هذا بي، لقد استعدتكِ للتو. هيّا استيقظي!!"
شعرتُ بدفء يسري في جسدي فاقشعر بدني ثم استرجعتُ حواسّي.لم يكن دفئا فقط، بل شرارات أيضا على خدّي ويدي. هذا يعني شيئا واحدا...
"إنه هو!"
هتفتْ ذئبتي متحمسةً لتؤكد شكوكي.فتحتُ عينيّ ببطء فقابلتني تلك الأعين الزرقاء اللامعة، ارتسمتْ ابتسامة عريضة على شفتيه فرأيت بريق السعادة يشع منه.
"أيها الأحمق!"
رفعتُ يدي وصفعتُه فأمسكَ بخدّه منصدما."حسنا... استحققتُ ذلك"
اعترفَ مُبتعدا بضعة خطوات للاحتياط.سمعتُ صوت ضحكات فنظرتُ حولي لأجد نفسي على الأريكة في غرفة المعيشة وأبي، عمتي كاثرين، الجدة مارلين، جوليا، جيفري وامرأة مألوفة كلهم يُحيطون بي.
رمقتهم بنظرات حادة فتوقفوا بعض الشيء وتظاهروا بالبراءة. ركّزتُ انتباهي على تلك المرأة الغريبة محاولةً التعرف عليها.
"سام هذه إليانور... والدتك"
نطق أبي مترددا فتوقف قلبي عن الخفقان لوهلة."أمي؟!"
سألتُ بصوت مرتجف فابتسمتْ لي وتقدمتْ نحوي."نعم صغيرتي"
ردّتْ بحنان واقتربتْ مني فقفزتُ في حضنها وعانقتُها بقوة."كيف هذا؟"
فشلتُ في كبح دموعي فأخفيتُ رأسي في صدرها."الفضل يعودُ للجدة مارلين"
تيقن أبي أن أمي لن تستطيع أن تجيبني لأنها كانت تبكي كذلك فاجاب مكانها، ثم انضم إلى العناق فتبعته عمتي.اجتمع شمل عائلتي أخيرا، كم حلمتُ بهذه اللحظة!
لكن ينقصني شخص ما... أين جروي المزعج الظريف؟
"أين ماركوس؟"
انفصلتُ قليلا عن العناق حتى أرى تعابير وجوههم لكنهم جميعا تجنبوا النظر إليّ.عمّ الصمت بعد ذلك ولم يجرؤ أحد على كسره.
"ماذا حدث لـ ماركوس!؟"
رصصتُ على أسناني وكررتُ السؤال."لقد بقيَ في المدينة التي كانت فيها والدتكِ..."
تكلم جوش لكنه بدى وكأنه يُخفي الحقيقة الكاملة."لقد وجدَ توأمه الروحيّ وقرر البقاء معها"
أكملتْ الجدة مارلين."مُدهش"
تمتمتُ بسخرية ووقفتُ من مكاني لكنني فقدتُ توازني فأمسك بي جوش."انتبهي! لقد أتعبتِ نفسك كثيرا، فلترتاحي الآن"
دفعني على الأريكة برفق حتى استلقيتُ وغطاني ببطانية."لازلتَ أحمقا بنظري"
همستُ له وسحبتُ شعره بقوة ثم استسلمتُ للإرهاق.
أنت تقرأ
جوشوا | JOSHUA
Kurt Adamسابقًا: جليسة الذئب الشقيّ. | بعد أن وجد لها صديقها المقرب وظيفة كـجليسة أطفال لعائلة "سانييتي" خلال العطلة الصيفيّة، تبيّن أن "سامنثا" ستعمل لدى عدوّها اللدود، "جوشوا". لا يكفي أنه متغطرس ووقح في معاملته معها، بل سيكشف لها عالمًا جديدًا وأسرارًا ع...