الفصل العشرون

64.8K 4.5K 765
                                    

#سامنثا:

الشمس.
كرة اللهب اللعينة التي تجرؤ على إرسال أشعتها إلى غرفتي لتنبئني أن النهار قد طلع.

هل طلبتُ أنا منها ذلك؟ لا.
هل طلب منها أيّ أحد ذلك؟ طبعا لا.

ورغم ذلك، تأتي كل صباح بكل وقاحة وكأنها تقول "أوه أنظروا إليّ أنا لامعة! اتركوا أحلامكم الجميلة وعيشوا الواقع المرير فأنا أتوهج!".

"شمس لامعة" تقول؟ بل شمس مزعجة! عليكِ اللعنة، دعيني أنام في سلام.

"هل أقتلها من أجلك، حبيبتي؟"
قاطع تخطيطي لكيفية القضاء على الشمس ضحك جوش بجانبي.

"هل قلتُ ذلك بصوت عالٍ؟!"
الوقت المثاليّ للإحراج هو الصباح الباكر، ثقوا بي...

"إنه منتصف النهار لذا لقد تجاوزنا فترة الصباح"
تكلّم الأحمق بتحاذق فضربتُه على بطنه.

"كيف تفعل هذا؟"
سألتُه مستغربة.

"قراءة الأفكار. بعد كل المرح الذي حضينا به البارحة صارت رابطتنا أقوى والآن بإمكاني سماع ما تفكرين فيه"
أشار لرأسِه ثم نقر أنفي بابتسامة شقيّة فرفعتُ الغطاء وغطيتُ وجهي في خجل.

"أكرهك..."
تمتمتُ بانزعاج، هذا غير عادل البتّة!

"لا تقلقي، حبيبتي. بإمكانك فعل هذا أيضا، فقط ركّزي عليّ ولا أحد غيري"
انضمّ اليّ تحت البطانية وجعلني أنظرُ إليه.

"التركيز عليك صعب وزين يغزو أفكاري..."
تعمدتُ استفزازه فزمجر وتحول لون عينيه إلى الأسود.

"اسحبي كلامك!"
استغللتُ لحظة غضبه وتسللتُ إلى أفكاره الدموية، أحدها كان وضعي في قفص في قبو مغلق والأخرى تعذيب زين بطريقة كانت لتجعل هتلر فخورا.

"أهلا ثاديوس، اشتقتُ إليك!"
تكلمتُ بصوت ناعِم حتى لا يفقد السيطرة.

ثاديوس هو اسم ذئب جوش، يظهر عادة عندما يكون غاضبا أو يشعر بالغيرة.

"أين ليلاف؟"
وليلاف هو اسم ذئبتي التي لم أتعرف على شكلها بعد.

"إنها نائمة. والآن أعِد إليّ الأحمق"
داعبتُ خصلاته الداكنة إلى أن هدأ قليلا وعادت عيناه إلى لونهما البحريّ.

"شريرة... لكن جميلة"
حضنني إليه فاستمتعتُ بدفئه وحاولتُ النوم من جديد.

"اذهب واجلب لي طعاما"
همستُ له بعد أن تيقنتُ أن النعاس قد طلّقني.

"سبق وأن طلبتُ من أحد الطباخين أن يُحضِر لنا الفطور"
ردّ هامسا وبدأ يلعب بخصلات شعري القصيرة.

"كم أنت كسول! هل ستقتلك بعض الرومانسية في تحضير الفطور لي بنفسك؟"
تنهدتُ بطريقة درامية وأدرتُ ظهري له.

جوشوا | JOSHUAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن