الفصل السابع عشر

70.3K 4.9K 659
                                    

#سامنثا:

عادت عمتي بعد يوم من حجزي بالمنزل ولم تكن سعيدة بما فعله أبي، لكنها كانت مرغمة على السكوت وانتظار إنتهاء نوبة غضبه.

بدل الاستجابة للرغبة في البكاء التي لم تغادرني منذ تلك الليلة، قررتُ القيام ببعض الأبحاث في الكتب التي أعطاني إيّاها أبي وركّزتُ أكثر على كتاب التعاويذ محاولةً إيجاد تعويذة مُضادة للتي استعملها في إحاطة المنزل بحقل الطاقة ذاك.

تمكّنتُ أيضا من الإتصال بذئبتي والتحدث معها من حين إلى آخر، لكنها أخبرتني أنه لن يمكننا التحول إلا مع توأمنا الروحيّ وعندها أدركتُ أنه جوش، الأحمق الكبير...

تعلّمتُ أنّ المستذئبين ليسوا كما تصفهم الأفلام السخيفة ولا يتحولون كل قمر مكتمل بل عندما يريدون ذلك، يعيشون في قطيع يقوده 'الألفا'، هو القائد الأول لا أحد يشكك قراراته، يكون دائما أقوى من البقية وحجم ذئبه أكبر بالطبع؛ ثم يأتي 'البيتا'، وهو القائد الثاني يساعد الألفا في بعض المهام أيضا؛ وبعده 'الغاما'، يهتم بالأمور الصغيرة وتدريب أفراد القطيع.

ولا ننسى 'لونا'، وهي التوأم الروحيّ لـلألفا وقائدة القطيع. ذلك سيكون منصبي حين أتقبل جوشوا كـتوأمي الروحيّ، هذا إن قررتُ ذلك أصلا.

أغلب الصفحات عن التوائم الروحيّة تشير إلى أنه إذا مات أحدهما يموت الآخر من شدة الحزن على فراقه، أما البقاء بعيدا عن توأمك فهو يسلب قواك شيئا فشيئا إلى أن يقتلك ببطء. أتساءلُ كيف صمد والدي كل هذه الفترة...

بتعبير أبسط التوأم الروحيّ هو شخص خُلِق من أجلك، هو النصف الثاني من روحِك. يُحِبك ويعمل على سعادتك حتى تفنى روحه ولن تسطيع أبدا أن تكرهه حتى إن حاولت ذلك. وإن حدث وكان غير وفيّ لك ستُعاقب بآلام مبرحة بينما الآخر مشغول يقوم بـ. .. أحم أحم.

لا داعي للقول أنني قد جهّزت أكثر من مئة طريقة لقتل جوش بعد أن أخرُجَ من هنا على ما فعله بي، كل تلك الكدمات التي غطّت جسدي كانت بسببه... ألا يستطيع إبقاءه في سرواله يوما واحدا؟!

وعقاب ماركوس سيكون أسوء لأنه أبقى كل هذه الأسرار عنّي طيلة حياتنا.

أجبرتُ عقلي الغبيّ على عدم التفكير في ذلك كلّه وأعدتُ قراءة الورقة بين يديّ. لقد وجدتها أخيرا، التعويذة المُضادة، لكنها تتطلب الكثير من التركيز والطاقة...

"لقد ذهب لإبتياع بعض الحاجيات، إنها فرصتك"
أبلغتني عمتي كاثرين فحملتُ كتاب التعاويذ وأسرعتُ إلى الباحة الخلفية.

"الآن أو أبدا"
همستُ وأمسكتُ بيدها ثم بدأنا نردد كلمات باللغة اللاتينية.

اشتدّت الريح قليلا فارتفع شعري ولوّح في الهواء. أغمضتُ عينيّ حتى لا يدخل فيهما الغبار وواصلتُ تكرار التعويذة إلى أن قاطعنا صوت غاضب...

جوشوا | JOSHUAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن