PART-15-

435 37 37
                                        

احم

كل عام و انتو بالف الف خير
ان شاء الله تحقيق الامنيات

😭💗🫶🏻💋

ـــــــــــــــــ♕قرائة ممتعة♕ـــــــــــــــــــ

---

خرج ويليام من المتجر بخطوات ثقيلة، وكأن القلادة التي يحملها لا تثقل يده فحسب، بل تثقل قلبه أيضًا بأفكارٍ ظلّ طويلاً يهرب من مواجهتها. الهواء كان مشبعًا برائحة المطر، والسماء ملبّدة بغيوم رمادية ثقيلة تُنذر بليلة طويلة. المساء بدأ يُسدل ستاره على المدينة، وراحت أضواء المصابيح القديمة تتلألأ بخفوت على الأرصفة المبللة، تنعكس بكسل على البرك الصغيرة التي شكّلها الرذاذ.

أمسك الكيس الورقي الصغير بين أصابعه الطويلة، يحدق فيه للحظة، ثم أطلق تنهيدة ثقيلة خرجت من أعماقه.

"زمردة... لعينيها." تمتم، كأن الكلمات انزلقت من فمه دون إذنٍ منه، ودون أن يدرك أنه نطق بها.

القلادة ما تزال ترقص في خياله، بتفاصيلها الساحرة: سلسلة فضية دقيقة، بالكاد تُرى حين تُلبس، تتدلّى منها قطعة زمرد بيضاوية، مصقولة بإتقان تام، تحيط بها هالة ذهبية من الذهب الأبيض، تلمع بهدوء كوميض نجم خافت خلف سحبٍ كثيفة. بسيطة، نعم... لكنها آسرة بشكلٍ يربك الحواس.

لكن لمن؟!

شدّ على قبضته حتى شحبت مفاصل يده، يحاول عبثًا أن يفهم لمَ سمح لنفسه أن يُقاد بهذا الإحساس. لمَ سمح لعينيها أن تسكن عقله بهذا الشكل الوقح؟ هل رأى فيهما شيئًا؟ خوفًا؟ جرأة؟ أم ذلك السرّ الذي يشبه سرّه؟!

وصل إلى عربة الأجرة التي تنتظره عند ناصية الشارع، فتح الباب ودخلها بهدوء، ثم أعطى السائق عنوان قصره بنظرةٍ فقط، دون أن ينطق بكلمة.

في داخل العربة، خيّم الصمت، ولم يُسمع سوى هدير العجلات فوق الحصى، وصوت المطر وهو يطرق الزجاج بنغمةٍ رتيبة. لكن في داخله، كان هناك ضجيج آخر… ضجيجٌ صاخب من الأفكار، والصور، والذكريات. صوتها كان يتردد في أذنه بوضوح:

"ليس وكأنني الوحيدة التي عيناها خضراء، أليس كذلك؟"

ارتخت ملامحه للحظة، قبل أن يعاود العبوس.

"إنها مجرّد طالبة... لا أكثر." تمتم بتصميمٍ زائف.

لكن الكيس الورقي على ركبته كذّب كلماته بوقاحةٍ لاذعة.

---

عندما توقفت العربة أمام قصر آل مورياتي، نزل منها بخطى ثابتة رغم التوتر الذي يشتعل في داخله. استقبله هدوء القصر المعتاد، هدوء يُشبه احتضانًا بارداً، جعله يزفر براحة طفيفة.

"𝑬𝒍𝒆𝒈𝒂𝒏𝒄𝒆 𝒊𝒏 𝑩𝒍𝒐𝒐𝒅"~آنِآقُةّ فُيَ آلَدٍمًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن