ليل - الفصل الثالث والأربعون

373 15 7
                                        

ليل - الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء

الفصل الثالث والأربعون - بقلمي منى سليمان 

* مفتاح اللغز *   

أشرقت شمس يوم جديد واستيقظ تميم حينما استشعر عدم وجود علا إلى جواره، فتح مقلتيه على الفور وترك الفراش ليبحث عنها فأتجه مُباشرةً إلى غرفة صغيريه ولم يجدها ما زاد قلقه فبحث عنها من جديد إلى أن وجدها تجلس بنهاية الشرفة الملحقة بإحدى الغرف فشعر بالقلق عليها وتقدم منها ثم جلس إلى جوارها وتساءل بقلق

- مالك يا قلبي؟ قاعدة على الأرض كده ليه؟

أدارت وجهها إليه وتحسست وجهه بباطن كفها لتُرسل الطمأنينة إلى قلبه ثم أجابته بهدوء: مكنش جايلي نوم فجيت هنا أتفرج على شروق الشمس

- خضتيني عليكي

رسمت ابتسامة زائفة على شفتيها لكنها لم تستطع خداع تميم بها فعلم جيداً أنها تُخبئ عنه أمراً ولا ترغب في إزعاجه ومع ذلك لم يستسلم وسألها بحنان: مخبية عني إيه؟

تلاقت أعينهم بنظرة طويلة كانت أصدق من الكلام فمال عليها وطبع على جبينها قبلة ثم أردف: بقيت عارفك أكتر ما عارف نفسي علشان كده حاسس أنك مخبية عني حاجة، مالك يا قلبي؟

- قلقانة يا تميم، يعني مامتك وباباك رجعوا لبعض أمبارح وهترجع والدتك جزء من حياتنا، صحيح هي أتغيرت بس أنا قلقانة وخايفة واللي مخوفني أكتر أننا مسافرين كمان يومين وكنا متفقين نسيب الولاد مع ماما شروق زي ما مريم هتسيب ولادها هناك بس دلوقتي والدتك موجودة وأكيد هتصمم تخلي الولاد معاها وحاسه مش هكون مرتاحة
- كل حاجة هتمشي زي ما خططنا ليها وهنسيب الولاد عند ماما شروق وطول ما أنا عايش مش عايزك تخافي من حاجة ولا من حد، مفهوم؟

ردد كلمته الأخيرة بمرح ثم داعب أرنبة أنفها بسبابته فابتسمت على فعلته ثم خبأت جسدها في صدره فضمها إليه بحنان وطبع على خصلات شعرها قبلة حانية وبقى محتفظاً بها بالقرب من قلبه حتى ابتعدت عنه وسألته بمرحها المعتاد

- تيجي نفطر؟
- هتفطري من غير القرود ولا هتصحيهم؟

رفعت أحد حاجبيها باستنكار وبادلته المشاكسة قائلة بجدية مصطنعة: ما تقولش على عيالي قرود

- في دي عندك حق، بنتي حتة سكرة طالعة بسبوسة بالقشطة زي أمها لكن كريم طالع جحش زي العبد لله
- ربنا يصبرني عليك وعليه، يلا بطل هزار وقوم علشان نصحيهم ونفطر سوا
- أوامرك يا قمر

وقف عن الأرض وأوقفها معه ثم اصطحبها إلى الداخل وقبل أن يدلف إلى غرفة صغيريه انتبه إلى صوت رنين هاتفه فاتجه نحو غرفته وأجاب بمجرد أن وجد الاتصال من والده

- صباحية مباركة يا عريس
- أحترم نفسك يا قليل الأدب

رددها منير بغضب فكتم تميم ضحكته بصعوبة وهتف: الحق عليا بباركلك

ليل - منى سليمان (الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن