ليل - الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء
الفصل الخامس والأربعون والأخير - بقلمي منى سليمان
* ليل *
كان الصمت حليف الجميع وتملك الخوف منهم لدرجة أفقدت ليل قدرتها على الحركة والكلام، فقد حاولت التحرك بإتجاه زين ولم تستطع وحاولت كذلك مناداته ولم تقدر ففقدت وعيها على الفور وكان صوت ارتطام جسدها بالأرض الصوت الوحيد الذي صدر عنها فأفاق زين من غفلته وركض بإتجاهها بينما استغل مالك الفرصة وأبعد نادر عن المكان عن طريق سُلم الطوارئ
- ليل
قالها زين وهو يضرب على وجنتها بخفة ولم تستجب فحملها وسار مُسرعاً نحو غرفتهما، وبمجرد أن وضعها على الفراش ركض بإتجاه الهاتف وطلب من عامل الاستقبال إرسال طبيب الفندق ثم عاد إليها حاملاً زجاجة عطر ونثر القليل منه بالقرب من أنفها فاستفاقت وبعد لحظات قليلة استردت وعيها وبصعوبة رفعت جسدها وخبأته بين ذراعي زين وهي تُردد بطريقة هستيرية
- عفريت يا زين، عفريت نادر كان واقف و
قاطعها وتحدث بهدوء بالرغم من الخوف الذي يتملكه: أهدي يا ليل ده مجرد واحد شبهه
- مستحيل يا زين ده أكيد عفريته وجاي ياخدنـ..
توقفت عن إكمال كلماتها حينما استمعت إلى صوت طرق على باب الغرفة ثم ابتعدت عن زين وأخذت تتراجع إلى الخلف وهي تحتضن جنينها وتتحدث بصوت أقرب إلى الهمس
- تعالي يا زين نستخبى قبل ما يدخل و
قاطعها بهدوء عله يحتوي ما تمر به: مفيش عفاريت يا ليل ده الدكتور اللي طلبته ودلوقتي هفتح وهتتأكدي
- أوعى تفتح، ده.. ده أكيد عفريت نادر، هياخدني منك زي ما كان عايز ياخدني زمان
اقترب زين منها وأحتوى خوفها باحتضانها فتمسكت به لدرجة جعلته يشعر أنها تود الاختباء بداخله
- محدش هيقدر ياخدك مني، واللي شوفناه مجرد واحد شبهه واللي على الباب الدكتور وعلشان تطمني وتتأكدي لازم نخليه يدخل
لم يترك لها مجالاً للاعتراض وأمر الطارق بالدخول فدلف الطبيب على الفور واقترب منهما، وقبل أن يتفوه ولو بكلمة سبقته ليل وأطلقت صرخة ناتجه عن الألم الذي عصف بجسدها فتسارعت نبضات قلب زين خوفاً من فقدانها أو فقدان جنينها وبالرغم من ذلك حملها وأعادها إلى الفراش ثم طلب من الطبيب مساعدتها ففحصها الأخير لدقائق قليلة وبعدها تقدم من زين وهتف
- تُعاني من انقباضات بالرحم نتيجة للحالة العصبية التي تمر بها ويجب نقلها إلى أقرب مشفى حتى لا تفقد الجنين
نزلت كلماته على مسامع زين كالصاعقة لكنه لم يكن يملك رفاهية الانهيار فعليه إنقاذ حبيبته وطفلته التي لم تأتٍ للدنيا بعد... طلب من الطبيب مساعدته وإرسال سيارة إسعاف ثم عاد إليها وحاول تهدئتها حتى لا يزداد الوضع سوءاً، وما هي إلا دقائق قليلة حتى تم نقلها إلى المشفى المُجاور للفندق فتركها داخل غرفة المُعاينة وجلس يدعو الله لكي لا يفقد أحد منهما.
أنت تقرأ
ليل - منى سليمان (الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء)
Romansaالمقـــدمــة آه يا قلبي... لِمَ تنسى الدنيا دوما حظك من الفرح والسعادة؟ لمَ كُتب عليك العذاب من الشخص الوحيد الذي سلمته مفتاحك فاستولى عليه وبادل مشاعرك بالذل والمهانة؟ إلى متى ستظل تنبض بإسمه وإلى متى ستبقى أسير عشقه وبلا كرامة؟.. تحول العمل إلى...
