ليل - الفصل الأول - بقلمي منى سليمان

19.5K 394 86
                                    

ليل - الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء

الفصل الأول - بقلمي منى سليمان 

* عناق * 

بسم الله الرحمن الرحيم ❤️ نبدأ أول فصل من الجزء الأول لأن الرواية طويلة جداً وقسمتها على جزئين تم كتابة الجزء الأول بالكامل وجاري كتابة الثاني ❤️

هبطت طائرة مصر للطيران القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية داخل مطار القاهرة في السادسة والنصف صباحاً لكنه لم ينتبه لذلك فقد أخذه النوم نتيجة لشعوره بالتعب والإرهاق، فمنذ ما يقارب الخمسة أيام لم يحصل على قسط كافي منه نتيجة لانشغاله بتغطية مؤتمر الرئيس بالعاصمة الأمريكية واشنطن، اقتربت منه المضيفة ونادته بطريقة رسمية ففتح عينيه ورأى جميع ركاب الطائرة يستعدون لمغادرتها فظهرت على شفتيه ابتسامة دبلوماسية وهتف بعد أن أزال حزام الأمان الخاص بالطائرة عن خصره

- شكلي نمت كتير
- حمدالله على سلامة حضرتك

قالتها المضيفة وهي تنظر مُباشرةً إلى عينيه الملونة بلون الليل ثم بدأت تتأمل وسامته في صمت لدرجة جعلتها تشرد في ملامحه، لكنها فاقت من غفلتها حينما حمحم قائلاً

- فرصة سعيدة

لم ينتظر ردها وغادر على الفور فتعلقت عينيها بطيفه حتى اختفى تماماً ولم يُوقظها من شرودها سوى زميلتها التي وكزتها في كتفها ورددت مازحة

- فوقي خلينا ننزل إحنا كمان
- شوفتي حلاوته ولا هيبته، هو ده فارس أحلامي بجد
- ومين ما بتحبش زين الالفي، ده فتى أحلامنا كلنا، أنا بستنى البرنامج بتاعه كل أسبوع على أحر من الجمر وبشتري الجرنال بتاعه كل أسبوع علشان أقرأ مقالاته، ولا رواياته حاجة كده بتخليني فوق السحاب
- وأنا زيك بالظبببط، يارب يسافر تاني في نفس الطيارة اللي أنا فيها
- ياااااااااااارب

في ذات الوقت كان زين في طريقه إلى الخارج، وضع نظارته الشمسية حتى لا يتجمع حوله أحد ولكن هيهات فبمجرد وصوله إلى السير الذي يحمل الحقائب اقترب منه العديد والعديد من متابعيه لالتقاط الصور التذكارية فاعتذر منهم لشعوره بالإرهاق، وخلال دقائق قليلة انتهى من إجراءات وصوله وغادر المطار ثم تقدم من سائقه العجوز

- حمدالله على السلامة يا ابني
- الله يسلمك يا راجل يا طيب
- هنطلع على الفيلا ولا الجريدة؟
- هنطلع على بيت عمي علشان وعدت ليل أوصلها المدرسة زي كل سنة

ضرب السائق جبهته بباطن كفه وهتف: اه صح النهارده أول يوم في الدراسة، ربنا ما يقطعلك عادة ويجبر بخاطرك زي ما بتجبر بخاطرها

ربت زين على كتف العجوز وقال: ليل بنتي مش بنت عمي وبس

- ما تكبرش نفسك قبل الأوان كل اللي بينكم عشر سنين
- ما تنساش أن عمي أتوفى وعمرها ست سنين وبقت مسئولية بابا، وقتها أنا وسليم كان نفسنا ماما تخلف بنت بس جت ليل وبقت أختنا وبنتي اللي ربتها على أيدي
- ربنا يسعدك يا ابني وتتجوز وتخلف

ليل - منى سليمان (الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن