ليل - الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء
الفصل الخامس والعشرون - بقلمي منى سليمان
* لحظات مُحرمة *
مرت الأيام سريعاً وانشغل الجميع بتحضيرات العرس لكن ذلك لم يمنع علا من الالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية لتبقى بالقرب من حبيبها ومالك قلبها بالرغم من حصولها على مجموع يُؤهلها للالتحاق بكلية الألسن كما تمنت في الماضي ولكن جاء تميم وأغناها عن العالم بأسره...
التحقت ليل أيضاً بكلية الإعلام وحققت حلمها وحلم والدتها فعادت السعادة لتطرق بابها من جديد...
انتهى سليم من تجديد بيت المزرعة ليليق بعروسه في حين جهزت شروق لهما جناحاً كاملاً بالقصر...
تحسنت العلاقة بين رزان وزين الذي جاهد بشتى الطرق عدم الانشغال عنها، كما سمح لها بممارسة عملها واشترط عليها عدم إرهاق جسدها وجنينها...
لم يتوقف نادر عن مطاردة ليل فكلما ذهبت إلى مكان وجدته أمامها ومع ذلك لم يرق قلبها له...
لم تتوقف مُحاولات شاهيناز لإيقاف الزيجة ولكن فشلت جميع مخططاتها بعد أن عقد تميم قرانه على علا بعد يومين فقط من خطبتهما...***
دلف إلى الغرفة وبكت عيناه رغماً عنه تأثراً بجمالها وطلتها الملائكية، اقترب منها وطبع على جبينها قبلة حانية فتفاجأ بها تُلقي بجسدها في صدره وتبكي... تذكر والدتها حينما بكت بين ذراعي والدها يوم عرسها فظهرت على شفتيه ابتسامة تحمل السعادة والألم في آن واحد
- النهارده مفيش دموع، عايزك تفرحي وتسيبيني أفرح ببنتي الحلوة اللي شبه أمها
ردد بهاء كلماته بهدوء فكفكفت علا دموعها وقالت ببراءة: هو ما ينفعش بعد الفرح أروح معاك؟
أسر ضحكته بصعوبة وحرك رأسه يميناً ويساراً ليُخبرها باستحالة طلبها فزمت شفتيها بطريقة طفولية وتابعت مازحة: شكلي كده هغير رأيي، أصلي مش هقدر على بعدك وبعد عابد
- لو تميم سمعك هيولع فيا وفي عابد
رددها والدها بطريقة تمثيلية فضحكت علا بجنون وبمجرد أن استردت أنفاسها تأبطت ذراعه ومضت برفقته لتبدأ حياتها الجديدة بالقرب من حبيبها ومالك قلبها
***
بالغرفة المجاورة تضاربت المشاعر داخل مريم بين السعادة لقدوم اليوم الذي سيجمعها بمن ملك قلبها إلى الأبد، وبين الحزن لشعورها بالوحدة فليس لها أب يدق بابها ليصطحبها إلى سليم، وليس لها أم تغمرها بحنانها... انتبهت شروق إلى شرودها فوقفت عن مقعدها وتقدمت منها ثم عانقتها بدون سابق إنذار وكأنها شعرت بما تحتاج إليه مريم في تلك اللحظة فبادلتها العناق ثم همست في أذنها
- ربنا يخليكي ليا يا ماما شروق
- ويخليكي ليا يا قلبيقالتها شروق ثم أنهت العناق بمجرد أن انتبهت إلى صوت طرق على باب الغرفة فظنت مريم أن سليم جاء لاصطحابها لكنها وجدت منير يدلف إلى الغرفة ويقترب منها وابتسامة عذبة ترتسم على ثغره فبادلته إياها وتساءلت
أنت تقرأ
ليل - منى سليمان (الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء)
Roman d'amourالمقـــدمــة آه يا قلبي... لِمَ تنسى الدنيا دوما حظك من الفرح والسعادة؟ لمَ كُتب عليك العذاب من الشخص الوحيد الذي سلمته مفتاحك فاستولى عليه وبادل مشاعرك بالذل والمهانة؟ إلى متى ستظل تنبض بإسمه وإلى متى ستبقى أسير عشقه وبلا كرامة؟.. تحول العمل إلى...