ليل - الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء
الفصل السادس والعشرون - بقلمي منى سليمان
* خيانة *
جلس زين يُراقب ليل وهي تُطعم صغيرته فخفق قلبه وشعر أنه يراها للمرة الأولى بعمره فتساءل في نفسه كيف تحمل تلك الصغيرة كل هذا الحنان بداخلها، كيف تحملت ابنته على مدار عاماً كاملاً في حين أهملتها أمها؟!... رفعت ليل رأسها قليلاً وانتبهت لنظراته فابتسمت له بود ثم حملت ليان ودلفت إلى الداخل لتُنظف وجهها من أثار معركة تناول (الجاتوه) فترك زين مقعده ولحق بها ثم تأمل ما تفعله باهتمام اندهشت له ليل دون أن تُعلق فانتظر حتى انتهت تماماً ثم حمل ليان عنها وهتف بهدوئه المُعتاد
- روحي كلي أنتي كمان وخليها معايا
- هي شكلها عايزه تنام أصلاً هنيمها وبعدين أكلمدت يديها لتسترد الصغيرة لكن زين أبعدها وردد بحزم: روحي كلي، أنتي من الصبح مشغولة بتجهيز الحفلة وأنا هخلي أم محمد تنيمها
- بس
قاطعها قائلاً بصوت أقرب إلى الرجاء: روحي علشان خاطري
- حاضر
انتظر حتى ابتعدت وحاول حس صغيرته على النوم فغفت في أقل من دقيقة وهي تمتص أصبعها، فتأملها والابتسامة تُزين ثغره لكنها سرعان ما تلاشت حينما تذكر رزان فصعد الدرج ووضع ليان بفراشها الكائن بغرفة ليل ثم جلس على أحد المقاعد ليتحدث إلى رزان إلا أنه وجد هاتفها مغلقاً فزفر بضيق وغادر المكان وهو يتوعد لزوجته عند عودتها...
على الجانب الأخر كانت رزان قابعة بين أحضان عشيقها الذي أعاد إليها الحياة بعد أن أتسعت الفجوة بينها وبين زين... أغمضت عينيها حينما عادت إليها ذكرى اليوم الذي تبدلت فيه حياتها وأتخذت قرار الخيانة- أنا نسيت أني ست وليا حقوق وجنابك على طول مشغول، وأكلمك تقولي عندي مشاكل في الجرنال، الجرنال بيقع مني، الجرنال أتأثر من الإشاعات اللي بتطلع عليا
- الجريدة حلم حياتي وكان مستحيل أتخلى عنها وأسيبها تضيع، لكن جنابك رامية بنتك ومشغولة بشركتك وصفقاتك، أنا مقدرتش أتخلى عن جريدة وأنتي أتخليتي عن بنتكتقدمت منه وأشهرت سبابتها في وجهه ثم تحدث بحدة: وإيه السبب اللي خلاني أهمل بنتي وأهرب من حياتي بالشغل يا حضرة الصحفي العظيم، أنا حاولت كتير أرجع علاقتنا زي الأول بس كنت كل ما أقربلك تبعد
- بعدت لما رجعتي تدخني وكانت النتيجة أن بنتك رضعت لبن صناعي، وقتها عرفت قد إيه أنتي إنسانة أنانية وعمرك ما حبيتي ولا هتحبي غير نفسك
لم يترك لها فرصة للرد وغادر الغرفة ليذهب إلى عمله فالتقطت مفتاح سيارتها وانطلقت نحو منزل الشخص الوحيد الذي جعلها تحتفظ بأنوثتها وبمجرد أن وصلت إلى وجهتها صعدت إلى شقته وسلمت نفسها إليه لتجد بقربه كل ما حرمها زين منه...
تنهدت بحرقة وأعادت فتح مقلتيها فلامس عشيقها جبينها بشفتيه وكأنه على علم بما يدور داخل رأسها فتدخل ليُعيدها إلى الحاضر
أنت تقرأ
ليل - منى سليمان (الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء)
Romanceالمقـــدمــة آه يا قلبي... لِمَ تنسى الدنيا دوما حظك من الفرح والسعادة؟ لمَ كُتب عليك العذاب من الشخص الوحيد الذي سلمته مفتاحك فاستولى عليه وبادل مشاعرك بالذل والمهانة؟ إلى متى ستظل تنبض بإسمه وإلى متى ستبقى أسير عشقه وبلا كرامة؟.. تحول العمل إلى...