#هاري
"هل تعتقدين بأنها سوف تخبرهم?"
سألت أمي بينما كانت ترتب مائدة الطعام.
"لا أعلم. ربما سوف تخبرهم!"
أجابتني و وجهها يحمل تعابير حزن...
"هيا، لنأكل"
قالت أمي، ثم اومأت لها.
"أنا قلق بشأن ليزا!"
قلت و أمي كانت تناولني الصحن.
"وأنا أيضا، ولكنهم سوف يتدبرون الأمر!"
قالت أمي ثم نظرت إليها.
"صدقني!"
قالت أمي مجددا.
"على أي حال .. بعد إنتهائك من تناول صحنك إرتدي ملابسك، خالتك بإنتظارنا."
قالت أمي و هي تضع القليل من البطاطس المهروسة في صحنها.
"حسنا"
قلت لها.
-
#ليزا
"صدقيني هذا ما حدث!"
قالت أمي و الدموع تذرف على خديها.
"أمي، أنا لا .. أنا لا أستوعب ما تقولينه"
قلت لها و أنا على وشك البكاء أيضا! فتاة مثلي لا يمكنها تقبل موضوع تزوج أبيها من إمرأة أخرى! أبي .. أبي الذي كان دائما يفاجئني بالألعاب و الهدايا عندما كنت مازلت صغيرة! أبي الذي كان يتصل بنا كل سبت منذ سفره للإطمئنان علينا! لالا .. هذا واقع و يجب علي تقبله أو علينا تقبله .. أمي تبكي هنا و هي تحمل منديلا! و أنا واقفة أمامها واضعة يداي على رأسي و ناش.. لا أعلم ما الذي يشعر به الآن!
يجب علينا التعود على هذا الواقع، و تقبله بكل ما يأتيه لنا من حلو و مر! ربما أقنعة الناس هي الشئ الوحيد الذي يساعدهم على الكذب و الإختباء من وجههم الآخر! كحقيقة أبي! لا إنه ليس أبي!
"أنا ذاهبة للنوم"
هذا كل ما إستطاعت أمي قوله. ثم أومأت لها و هذا أيضا كل ما إستطعت فعله!
ذهبت لتبديل ملابسي و عند مروري لغرفة ناش طرقت الباب و لكنه لم يفتح فتركته و ذهبت أنا أيضا إلى غرفتي و جلست على 'اللاب توب' الخاص بي لتفحص مواقع التواصل الإجتماعي ولكنني ريثما أغلقته مسرعا و خلدت إلى النوم.
-
#هاري
"قد إشتقت لكما"
قالت خالتي 'مونيكا'.
"ونحن أيضا!"
قالت أمي ثم أتت خالتي نحوي وقرصت على خدودي كما وأنني ما زلت بالرابعة من عمري!
"ااااه!"
قلت بعد أن إبتعدت عنها قليلا ثم سمحت لنا بالجلوس على الأريكة وبعدها أتت بصينية تحمل أكوابا من الشاي المثلج الذي لطالما شعرت بالإشمئزاز منه.
"تفضل"
قالت و هي تناولني كوبي.
"لا شكرا، أنا لا أشعر ب...."
قلت.
"لا، يجب عليك شربه هارولد"
قالت و هي تشربني إياه.
"لدي يدان، خالتي!"
قلت لها ثم أبعدت رأسي، و بعدها ذهبت للجلوس بجانب أمي و خالتي بينما كانا يتحدثا بأمور الأخوات و النساء..
"اشربه!"
قالت لي بعد أن لاحظت أنني أرجعته للطاولة .. ثم أخذته مجددا و لاحظتها تراقبني بينما تتحدث مع أمي! يا إلهي!
وشربت منه رشفة واحدة ثم أرجعت الكوب مجددا على الطاولة فابتسمت لي ...
وحاولت ابتلاعها! أنا بالفعل أكرهه خصوصا أن خالتي 'مونيكا' قد اختارت نكهة الخوخ.
"نعم أنا أعلم"
قالت أمي لخالتي بينما كنت أبتعد عنهما بكرسيي الخاص و أخرج هاتفي من جيبي لأبعث به ولكن يبدو أنني قد نسيته في المنزل! أكره نفسي...
-
#ليزا
هذا ما إعتقدته.. والد هاري هو من نقل الخبر لنا مع توافقي لعلم أن والدي و والد هاري يعملان في نفس المؤسسة.
"حسنا، ومتى قد أخبرتك بذلك?"
سألت والدتي، بينما كانت تأخذ الكوب لتصب به الماء.
"صباح هذا اليوم عندما كتت في العمل"
أجابت والدتي بهدوء.
"هل.. هل تحدثتي لأبي?"
قلت لها ثم تنهدت أمي تنهيدة طويلة و كان يصدر صوتا من صبها للماء في الكوب.
"لا!"
قالت لي بهدوء أيضا.
"أمي، يجب عليك محادثته و جعله يندم .. جعله يشعر بما نشعر به نحن .. و جعله....."
"كفى ليزا، كفى الآن أنا لست بمزاج لتحمل ما تقولينه"
قالت أمي مقاطعة لقولي.
"عفوا أمي و لكن ما أقوله .. للأسف الواقع!"
قلت لها ثم استدرت بناحية غرفة ناش و طرقت الباب .. ثم فتح لي الباب وكان يبدو منزعجا.
"ناش"
قلت له ثم هز رأسه لي.
"أنا... لقد حدثت أمي بشأن إنها لم تتصل بوالدي"
قلت.
"والمطلوب?"
قال لي لي بعدم مبالاة. لن أقول كعادته لأن هذه المرة مختلفة عما كان يفعل من قبل.
"اممم، حسنا أريد منك أن تتصل بأبي .. ولا تخبر أمي فقط تحدث معه، دعه يعلم بأننا علمنا بالأمر. لا حاجة لجعله يتظاهر بالأب الحنون بعد اليوم!"
قلت بهدوء.
"لا، لن أفعل"
قال ثم هز كتفيه.
"أرجوك، وسوف أساعدك بما سوف تقوله."
قلت. ثم أغلق الباب! لاا .. هذا لا يحتمل أود إن كان بإستطاعتي الإتصال به ولكن إذا فعلت سوف... حسنا سوف أغضب غضبا لم أغضبه من قبل!
-
#هاري
"نعم بالتأكيد"
قالت أمي بينما كنا نتوجه للباب للذهاب.
"حسنا، إلى اللقاء كونا حذرين على أنفسكم"
قالت خالتي ثم استدارت أمي لتوديعها و بعدها دخلنا إلى السيارة.
"كان يجب عليك رؤية وجهك عندما شربت الشاي"
قالت أمي ثم ضحكت.
"كفاك الآن أمي"
قلت لها ثم استدرت لمشاهدة المنظر من نافذة السيارة.
"هل تحدثت إلى ليزا?"
كسرت أمي حاجز الصمت.
"لا"
أجبت.
"لم?"
سألت أمي مجددا.
"لقد نسيت هاتفي"
أجبتها بدوري.
"أمي، أقليني لمنزلهم!"
قلت لها.
"في وقت كهذا?" *تعني أن ما يمرون به الآن لا يناسبه وقت زيارة*
قالت أمي.
"نعم، سوف أذهب لإصطحابها للخارج"
قلت.
"جيد"
قالت أمي.