"حسنا، إلى اللقاء"
قلت لأمي عندما كنت أمام منزل ليزا ثم طرقت الباب وفتح ناش.
"مرحبا"
قلت بدوري، أنا أتعجب من صداقتي السطحية بناش الآن. كنا أكثر من أصدقاء قديما.
"أهلا!"
قال هو أيضا بدوره ثم رفع حاجبه و فهمت أنه يتسائل لما أنا بحق الجحيم هنا?
"تفضل على أي حال"
قال مسرعا و أنا كنت على وشك إخباره بسبب وجودي هنا.
"حسنا هل ليزا هنا?"
سألته.
"ليزا?"
سأل بتعجب .. ثم اومأت له.
"نعم هي في غرفتها على ما أعتقد، لم?"
سألني.
"أريد إصطحابها للخارج.
"حسنا..لا أعتقد...."
قال و فهمته.
"نعم أتفهمك"
قلت مسرعا. ثم تنهد و أخذ السلالم للصعود و بعدها طرق الباب.
"هاري!"
قالت أمي بعد أن فتحت الباب و كانت تحمل هاتفي.
"ها هو هاتفك، أراك قريبا"
قالت ثم ابتسمت لها و ذهبت، فأغلقت الباب.
#ليزا
"نعم إنه هنا"
قال ناش.
"حسنا سوف أنزل الآن أعطني دقيقة"
قلت له ثم ذهب و لم يغلق الباب خلفه فذهبت أنا و أغلقته، أدخلت ملابسي في خزانتي الخاصة ثم بخخت العطر على تيشيرتي. و أخذت السلالم للنزول.
"ليزا"
قال هاري بعد أن إقتربت منه وحضنته ثم ابتعدنا عن بعضنا البعض.
"كيف أحوالك?"
سألني هو.
"امممم، لا أعلم حسنا اعتبرني بخير"
قلت له و تلك العبارة قشعرت بدني 'اعتبرني بخير'.
"أتمنى ذلك"
قال هو بدوره.
"حسنا.. ما رأيك بالذهاب للخارج?"
سألني.
"إلى أين?"
سألته أنا أيضا.
"لا أعلم ماذا عن المطعم?"
سألني ثم ابتسمت له.
"جيد، فأنا أتضور جوعا .. لم أتناول وجبة الغداء"
قال ثم ابتسم لي و فتحت الباب و خرجنا.. وفي هذه المرة أعتقد بأنني بحاجة إلى سيارة.
"سوف أسأل ناش لأخذ سيارته"
قلت له ثم اومأ لي.
"ناش"
ناديته.
"ناااااااااااش"
ناديته مرة أخرى ثم رأيته يأخذ السلالم.
"ماذا? ماذا هناك? أخفضي صوتك اللعين!"
قال لي.
"سوف أخذ سيارتك"
قلت له ثم استدار.
"أرجووك، أنا بالحاجة إليها!"
توسلته، أعتقد بأنني قد توسلته عدة مرات اليوم. ثم استدار لي و ابتسم.
"موعد? ها?"
قال ثم أغمضت عيني قليلا.
"لا ناش، ليس بموعد صدقني! و الآن هل بإمكاني أخذ سيارتك?"
سألته.
"حسنا!"
قال ثم صعد.
"يسسسس!"
هههههههه، هذا ما استطعت قوله.
"لقد وافق!"
قلت لهاري ثم توجهنا للسيارة و أدخلت هاري و بعدها شغلت السيارة وها نحن ننطلق.
"حسنا، هل تعرف أي مطعم قريب من هنا?"
سألته.
"اممممم، لا أعلم .. ربما كان هناك مطعم يبعد شارعين من هنا."
قال لي.
"حسنا سوف نذهب له.
"هل تتذكر مكانه تحديدا?"
سألته.
"نعم عند الإشارة الثانية اعطفي السيارة يمينا وسوف يكون في هذا الشارع"
قال. ثم اومأت له.
"اممم، هاري"
ناديته.
"هممم?"
"كيف علم والدك بأمر زواج أبي?"
سألته ثم نظر إلي.
"هل أنتي متأكدة بأنك تريدين التحدث عن هذا الأمر?"
سألني.
"نعم"
قلت له بثقة.
"حسنا لقد اتصل بي ب ليلة أمس ثم أجبته من إتصاله الثاني و قد أخبرني بأن والدك قد تزوج من زميلته في العمل وهي صغيرة سألته عن عمرها وأجابني أنها بال31 من عمرها وبعدها قال لي بأنهما قد كانا في علاقة من قبل و لكنهما قررا أن يتزوجا لعل هذا يرضي والدتك ليزا! ولكنني سألت أبي إذا كان بعلم أنهما قد كانا في علاقة مسبقا و أجابني بالنفي"
قال لي هاري، ثم تنهدت. و ها هو هاري للمرة الثانية يمسك يدي. ثم نظر إلي وبسرعة ترك يداي و إلتفت ناحية النافذة بينما كان يلعب بخاتم إصبعه في شفتاه.
"يمينا"
قال بسرعة لدرجة أنني لم أسمعه.
"ماذا?"
سألت ليكرر.
"يمينا"
قال و بعدم النظر إلي، أنا حقا لا أفهمه.
ثم رأيت لافتة المطعم و ركنت السيارة وأنزلت هاري و أنزلت كرسيه أيضا ثم دخلنا المطعم، وجلسنا في الطاولة بصمت ثم ناولني هاري لائحة الطعام بصمت .. و اخترت وجبتي وأظنه هو أيضا ثم نادى النادل و أخبره بطلبه ثم نظر إلي نظرة جانبية و أخبرت النادل طلبي ثم ذهب.
"امممم، مطعم رائع!"
قلت كاسرة لحجز الصمت بيننا. ولكنه لم يجب كل ما فعله إخراج هاتفه و العبث به.
"هاري!"
ناديته و أظن أن هناك نبرة تعجب في صوتي.
"هممممم?"
قال بعدم النظر إلي.
"لقد قلت أن المطعم رائع و تجاهلتني!"
قلت.
"حسنا?"
قال ثم هز كتفيه. أردت بأن أحدثه و لكنني إخترت الصمت.
"ها هو طلبكما سيدي"
قال النادل ثم وضع الصحنان و كوبان من الماء فأخذت رشفة من كوبي و لاحظت هاري يرجع هاتفه في جيبه ثم بدأ بالأكل وبصمت أيضا! أنا لا أفهم ما الذي يحدث هنا!
انتهينا من طعامنا وكنت أنظر لهاري بين كل برهة و برهة و لكنه لم يكن يعطي أي إهتمام!
ذهبت إلى دورة المياه التي بالمطعم لأغسل يدي، ثم عدت إلى مكاني و أخذت حقيبتي.
هاري لم يطلب مني أن أحركه بل هو من حرك نفسه بنفسه وعندما وصلنا للسيارة كنت على وشك أن أساعده للنهوض و لكنه سرعة ما نهض و سند بكتفه على باب السيارة ثم دخل إلى السيارة مسرعا، كان على وشك أن يقع. وكل ما فعلته أنني حملت كرسيه و وضعته بحقيبة السيارة الخلفية ثم ذهبت للجلوس بالسيارة لأبدأ بالقيادة.
"لم فعلت ذلك?"
سألته.
"فعلت ماذا?"
سأل هو أيضا.
"عندما نهضت من الكرسي بنفسك و لم تطلب مني المساعدة كما تفعل، وعندما كنا على وشك الخروج من المطعم .. وحركت الكرسي بنفسك و لم تطلب مني كما تفعل"
قلت بينما كنت أحك فوق حاجبي.
"حسنا، لا يجب علي دوما بأن أطلب منك كما أفعل .. صحيح?"
قال بعدم مبالاة. أكره ذلك.
"نعم لا يجب عليك! اعتمد على نفسك!"
قلت محاولة لتجاوز هذا النقاش.
"جيد، ولكنني بالفعل أعتمد على نفسي!"
قال و نبرة الغضب في صوته.
"ولم كنت تتجاهلني طيلة وجودنا في المطعم?"
سألته.
"و هل يجب علي أن أتحدث معك طيلة الوقت و عدم تجاهلك?"
قال، و شعرت كما أنه و هناك شخص قد قرصني في قلبي!
"لا هاري، وأفضل لك أن لا تتحدث معي إطلاقا و تجاهلي طيلة الوقت"
قلت ثم تنهد بدوره و عندما وصلت ركنت السيارة فيما بين منزله و منزلي 'بين منزله و منزلها' ثم أنزلت كرسيه و دفعته بعصبية ولم أساعد هاري للنهوض من السيارة .. نعم يجب علي جعل كلماته لتصبح حقيقة بأن يعتمد على نفسه!
ثم ذهبت بعيدا و ضغطت زر إغلاق أبواب السيارة بعد أن سمعت صوت دفع الباب لإغلاقه، أخذت المفاتيح لفتح باب المنزل .. و عندما فتحت الباب وجدت ناش جالسا على كرسي أمام طاولة الطعام يحمل هاتفه.
"مساء الخير"
قلت محاولة لتلطيف الجو هنا.
"مساء الخير"
قال ناش.
"ااااااه، امي"
سعت صوت هاري من الخارج! ذهبت مسرعة إتجاه الباب فرأيت هاري على الأرض و كرسيه بجانبه.
"هاري!"
قلت و كانت الحروف تخرج من شفتاي بسرعة. بينما كنت أركض نحوه.
"هل.. هل أنت بخير?"
قلت و أنا أمسك ذراعيه لأساعده على النهوض، و لاحظت قدوم ناش خلفي.
"ابتعدي عني!"
قال هاري بغضب بينما كان يسحب ذراعه من يدي.
"أنا أأ.....ن"
قلت و كلماتي متقطعة ثم أمسك ناش بهاري و حمله لكرسيه.
"ما الذي حدث?"
سأل ناش وكانا حاجبيه معقدان.
"كنت أحاول أن أجلس على الكرسي و لكنني تعثرت لأنه لم يكن بإمكاني الوقوف، وسقطت على الأرض"
قال هاري و كان ينظر إلى قدميه معقد حاجبيه أيضا.
"هل أصبت أو شئ?"
سأله ناش.
"لا، ولكن قدماي تؤلمني قليلا"
أجابه هاري.
"حسنا، سوف تنام في منزلنا اليوم .. أمك بالتأكيد نائمة و لا نريدها بأن تقلق"
قال ناش ثم صدمت!
"لا، لا داعي لذلك"
قال هاري و هو يهز رأسه.
"يجب أن تستريح الآن و سوف تبيت في منزلنا أبيت أم لا"
قال ناش بهدوء حتى لا ينزعج الجيران من صوتنا. ثم نظر إلي هاري نظرة غير مريحة و اومأ لناش ثم حركه ناش و كنت خلفهما .. و بعدها دخلنا إلى المنزل.