البارت الثامن

83 2 0
                                    

همس الصباح في اذن الشمس انه يوم تخرج الأميرة ،ابتهج الشمس واشرق نوره على نافذتها مبشرا ابتداء هذا اليوم الذي لاينسى ولاتفاصيله تنمحى من صفحة الذاكرة. أنه اليوم المنتظر لتتوجيها بخريجة الثانوية العامة .فلقد انتهى الانتظار وحان وقت استقبال الوان الطيف ,في مثل هذا اليوم الذي تتمناه كل فتاة ,يوم ارتفاع رؤؤس الأباء عاليا نحو السماء .انبعث نور الصباح كقرص من العسل ينسكب على ارجاء الغرفة ويعطي رونقا وطعما غير اعتيادي .نعم انه رونق تلك الاميرة الذي كان يتلألأ في وجهها تفرقت تلك الرموش لتبدأ بالتقاط صور من الحياة,نهضت ومدت يداها كجناح عصفورينطلق في هذا الكون الواسع ,داعب النسيم خصلات شعرها اصيل اللون ,احست به بارتسمت , على شفتيها ابتسامة بريئة .ذهبت كي تجهز نفسها ليومها الذي كان منتظر لكن توقفت ساعة الرمل معلنة قدوم هذا اليوم .تستعد خوله بكل تفاصيلها الدقيقة ,تلبس ملابس التخرج تتبرج بشكل بسيط لان لايعجبها المبالغة كي لاتظهر مثل مهرج في سيرك ,تترك شعرها منسدل وبعض الاكسسوارات الخفيفة واخيرا تضع قبعة التخرج الذي يكمل مظهرها,تنظر في المرآة تبتسم وتقول :مااجملك ياخوله ثم فجأء تدخل والدتها الغرفة وتقف محدقة بها وتقول:ماشاءالله تبدين في غاية الجمال حفظك ربي من كل عين وتأخذ الكحل وتضع القليل منه تحت اذن خوله (انها عادة لكي تبعد الحسد ). بعدها تنتبه للوقت وتقول هيا يااميرة سوف نتأخر .

خوله: حسنا ياامي هيا


(في الحفلة)

الكل كان حاضر صديقاتها واقربائها ولكن هناك شخص لم يحضر بحثت عنه لكن لم تجده اجتاح بعض الحزن على قلبها

الأم: ابنتي تعالي هنا قليلا

تعرفت على بعض صديقات والدتها وشجعنها كثيرا ,ابتهجت لدعمهن ,رأت خديجة اسرعت عندها وقامت باحتضانها كطفل فقد حنان امه

خوله:لقد اشتقت لكي كثيرا ,أين ذهبتي؟

خديجة:وانا اكثر منك ,لم اذهب اي مكان لكن تعلمين مشاغل الدنيا ,خوله ماشاء الله تبدين رائعة

خوله:شكرا هذا من حسن ذوقك ,وانتي ايضا تبدين جميلة

خديجة:شكرا لك ايضا ,هيا لنذهب ونجلس عند شمسة وامل وفاطمة(صديقات الصف)سيبداون

خوله:لكن لم يأتي جاسم

خديجة:ربما طرأ له عمل طارىء

خوله:حسنا لنذهب

كل شي كان جميلا الحفلة والاجواء والطعام لكن بقي جزء لم يكتمل وفرحتها لم تكتمل .بدات مناداة الاسامي بالترتيب لاستلام الشهادة الى ان اتى اسمها :خوله .....ذهبت بكل فخر الى المنصة وتعالت اصوات التصفيق بحرارة ,بلحظة احست انه حلم لم تكاد تصدق مايحدث لكن ببرهة استعادة الواقع وعيناها ممتلئة بجواهر من ماء وفي نفس الوقت بكت امها دموع الفرح الذي تشعر به كل ام بتخرج ابتنها من هذة المرحلة بالذات لان بعدها سوف تحدد مصيرها بيدها . استلمت الشهادة بفرح كبير كطفل رأى امه بعد غياب طويل ,بعدها اسرعت لحضن والدتها وهي قائلة : أمي لقد نجحت لقد حصدت مازرعت وها انا نجمة احلق في سماء الناجحين

الأم: نعم ياابنتي انتي كذلك وانا فخورة بك جدا .اسعدك الله ياابنتي وحقق لك امنياتك المفقودة

ثم بدأت الام بالتقاط صور لخوله مع الشهادة ومع خديجة , كان الضجيج عالي من اصوات البكاء والضحك ومناداة الاسماء وملىء الصحن بالطعام ,بعدها احست خوله بالجوع فكان بالخلف مائدة الطعام للضيوف ذهبت واكلت قليلا وانتهت الحفلة على خير .وصلت البيت فكان هناك ابيها لاستقبالها قائلا: يااميرة انا فخور جدا بك لكن لاتنسي شيئا

خوله:ماهو ياابي؟

الاب: تذكرة سفر الى ايطاليا لتكملة دراستك , فانتي لم تعدي صغيرة لقد كبرتي ياابنتي ولقد اصبحت عجوزا برؤيتك تكبرين

خوله وهي تضحك: لا ياابي من قال لك انك اصبحت عجوزا فانت في ريعان شبابك ,وايضا لم انسى التذكرة ,متى سوف اذهب؟

الاب: بعد شهرين ياابنتي ,وسوف نشتاق لكي كثيرا

خوله: لكني لم اذهب حتى الان فلا تقلق , بالمناسبة من سيذهب معي الى ايطاليا ؟

الام والاب ينظران ببعضهما البعض وعلى شفتيهما ابتسامة

الاب: من تتوقعين ان يذهب معك ؟

خوله وهي تفكر: اممممم انتما الاثنين

الام: لا لن نذهب معك

خوله محتارة : اذن من سيذهب معي؟

الاب: جاسم ابن خالتكي

خوله وهي مستغربة وواقعة في وحل السؤال: م ماذا جاسم ؟ لكن لما جاسم ؟

الاب: نحن نثق به وهو ليس بغريب انه ابن خالتك وسوف يقوم بحمايتك

خوله:لكن انه يقطن في روما !!!

الاب:اعلم ذلك لكن هو ايضا ارسلوه لعمل مهم هناك

خوله:ابي لا لااريد لن اذهب ألغي الرحلة

الاب:ولما لا لطالما اردتي السفر لتكملة دراستك

خوله :نعم اريد لكن اذهب مع جاسم وانا لااعرفه جيدا هذا مخجل بعض الشي

غضب الاب ونهض وقد اعطى كلمته الحسمة قائلا: لن اسمع شي اخر سوف تذهبين ,برضاك او بغير رضاك هل فهمتي ؟

خرج الاب من المنزل وذهبت الام الى المطبخ

خوله :ماذا حصل لهم . ياالهي ياابي كم انت عنيد وقد خرج دون ان يسمعني ماذا افعل ياالهي

وفي نفس اللحظة اتصلت خديجة: السلام عيكم يااميرة

خوله وهي حزينة:وعليكم السلام

خديجة :هيا لنذهب الى السوق

خوله وهي غير متحمسة: لا لااريد الذهاب اليوم لست بحال جيدة

خديجة:ماذا مابك ؟ هل انتي مريضة؟

خوله : لا فقد اريد البقاء في المنزل .اغلقت الهاتف وهي تفكر هل تذهب ام لا .لكن الاب اعطى قراره النهائي

ماذا ستفعل ؟؟



لانك تكفيني ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن