صديق الطفولة!!

58 3 3
                                    

نظرة حائرة وإحساس غريب لا يمكن وصف كأنك تفقد ذاكرتك ثم تحاول تذكر شيئا حدث سابقا. تسيطر على الأجواء كأن كل منهما يحاول تذكر شيء من الماضي او بالأصح ذكريات الماضي. يحاولان بعصف الذهن لعل ذلك ينفع. او ربما نفع مع جاسم فقد شرد إلى عالم آخر تحت مسمى (ماضي جميل لايسعنا النسيان )حيث كان جاسم فالسابق يبلغ من العمر التاسعة، كان الجو رائع للعب حيث كان هو وأصدقائه يلعبون كرة القدم ففي يوم ما لفت انتباهه طفل يجلس وحيدا لا يشارك باللعب ولا يطلب ذلك بل يأتي كل يوم لرؤيتهم يلعبون. ذهب جاسم نحوه وهو يساله:ما اسمك؟!
الطفل :اسمي علي، وعمري تسعة
ابتسم جاسم وطلب منه أن يلعب معهم إلا أنه رفض ذلك قائلا أنه لم يخالط الناس كثيرا فكان مترددا إلا أن جاسم حاول إقناعه بذلك فوافق علي. بعد ذلك اليوم أصبحا صديقين يلعبان معا ياكلان معا يساعد ان بعضها وكان جاسم لا يفعل شيء إلا وقد علم به علي حتى أن عائلتهم أصبحا اصدقاء.
دامت صداقة علي وجاسم خمس سنين الا أن وصلا في عمر الرابعة عشر فكانت صداقتهم ذات روابط قوية مبنية على الحب والمودة والتعاون وكان الناس تحسدهم على مثل تلك الصداقة. إلا أن حصل الانفجار لم يكن انفجار مدينة او حقل!، بل كان انفجار قلوبهم حيث أن أب علي حصل على وظيفة جيدة في إيطاليا فكان مجبر على الذهاب لسداد ديونه التي تفاقمت عليه. وحدت ما حدث ففي ذلك اليوم الذي أسماه جاسم (اليوم الأسود) قد حان أوان الوداع وكم يكره البعض الوداع كأنما لا توجد هذه الكلمة في عقول الناس بل بالروايات النهاية الحزينة فنصدم بوجودها في الواقع ومع أعز الناس. علي وهو مودع جاسم والبكاء قد ترجم تلك اللحظة، لوح جاسم لعلي كأنما لا يوجد لقاء او بالأحرى لا توجد سعادة. نظرات الألم والأسى تتجتاحهم. فبكت الغيوم مطرا لفراقهم كأنما كل شي يصبح حزين وموحش فقد اختفت تلك الابتسامة التي تشرق السماء بضيائها. بعد أشهر كان هناك اتصال وحديث بينهم لكن بعدها قد انقطع الاتصال ولانعلم السبب وراءه. لكن القدر يلعب
لعبته فقد شاء أن يلتقون مرة أخرى وأن تشرق السماء مرة أخرى وهاهم الأن يلتقون. الأرض تهتز!! هكذا شعر جاسم لكن ماذا! أنها هزة يد خولة وهي ترجعه إلى الواقع. فانتبه جاسم وعينيه تكاد لاتصدق والابتسامة تعلو وجه شيئا فشيء :علييي صديقي العزيز
علي وهو يمسح قطرات دموع جاسم يحتضنه مدركا أنه قد استعاد ذاكرته وأجمل ذكرياته مع جاسم:لقد اشتقت إليك ياصديقي..
خوله وهي مصدومة بعض الشيء :ماذا!! علي وجاسم أصدقاء الطفولة ياللروعة أكاد لااصدق :))
تبتسم تارة وتمسح دمعة فرح تارة اخرى
بعد دقائق ولايزالان محتضان بعضها...
خوله وهي سعيدة:حسنا حسنا هل ستبقيان كذلك إلى غداا!!
ضحك كل من جاسم وعلي وهم ينظران ل خولة :بالطبع لا فقد عرفنا اليوم أننا أسعد شخصين
خوله :حقا!، لكني أريد أن اكل شيئا
علي :حسنا ماذا تريدين أن تاكلي؟!
خوله :اممم المثلجات
جاسم :ماذا!! في هذا الجو بارد؟
خوله:لا مشكلة في ذلك
جاسم :لا لن تاكلي المثلجات سوف تمرضين
خوله :لاتقلق يوم واحد لايسبب لي المرض
علي:حسنا حسنا يأتي المثلجات بعد دقائق
بينما ذهب علي لإحضار المثلجات كانت خوله تنقل نظراتها إلى الأطفال للاطمئنان عليهم كأم تراقب من بعيد وابتسامة الطمأنينة تكسو وجهها، ثم نقل جاسم بصره إلى باتجاه خوله كم الجميل تنظر في وجه من تحب بتمعن ومحبة دون أن يراك كأنما تقول بتلك النظرات انت اجمل ما حصل لي حقا! مأجملها من لحظة.
جاسم :خوله كم انتي رقيقة وجميلة..
لكن خوله لم تلتفت بل ابتسمت وشعرت بالخجل وأطلقت تلك العلامة التي تزيدها جمالا (غمازة)، لكن في نفس أحست خوله بشعور غريب لم تفهم ما هو وبدقات قلبها تتسارع بشكل مسموع وفاضح وضعت يدها على قلبها لترى كيف يكاد قلبها يبدأ بتوقيت الانفجار. لكن لم تعره اهتمام واضحا. لأنها اول مرة تشعر به او ربما عاصفة يحمله الله قلبها بعد الهدوء. مثل عبارة تقال (الهدوء ماقبل العاصفة )نسمعها كثيرا لكن لاندرك معانهت الا في وقت العاصفة. بعد رحيل علي وجاسم بعد ما اوصلا خوله إلى بيتها أخذت تفكر وتفكر لكن قاطعها رنين الهاتف مرة أخرى
ترررررن تررررررن
رأت بالمتصل وإذا بالأم تتصل أجابت بسعادة واشتياق :الو السلام عليكم؟ كيف حالك يا امي
الام:وعليكم السلام، بخير الحمدلله
خوله :لقد اشتقت لك كثيرا يا امي اشتقت بحنان ونومي في حضنك وإلى خوفك واهتمامك بي
الام والدموع بدأت تتساقط قطرة ورا قطرة :وانا اشتقت لكي أكثر يابنتي، اشتقت ابتسامتك و عنادك وإلى كل شي
خوله:بالتأكيد انتي تشعرين بالوحدة يا امي
أمي :نعم أنه كذلك لكن خالتك معي انا والحمد لله. كيف الأخبار مع جاسم؟
خوله وهي تبتسم :الحمدلله بخير، لايتركني وحيدة ويجعلني ابتسم دوما يكره أن يراني حزينة ويد المساعدة دوما مفتوحة.
يجتاح ابتسامة على شفتي الام وطمأنية:نعم أنه بن خالتك فمن الضرورة أن يرعاك. قولي لي ما أخبار دراستك هل تدرسين جيدا؟!
خوله :بالطبع يا امي. بالأسبوع القادم لدي مسابقة الأزياء سأكون مشغولة ان شاء الله اتقدم أكثر
الام:رائع ياله من خبر لقد أسعدتني. بالتوفيق يابنتي :)
خوله :شكرا أمي
الام:حسنا سوف انام الآن سوف اتصل بك لاحقا
خوله :حسنا يا ام إلى اللقاء.
أغلقت الهاتف واوت إلى فراشها لم يكن قطني
لكن كان مريح. حاولت النوم لكن هذا الشعور يتكرر أكثر فأكثر نهظت وقرأت سورة الملك وقرأت المعوذات وظلت تستغفر إلى ان اخذها النوم من أرض الواقع إلى أرض الخيال.

لانك تكفيني ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن