...
لم تعر حديثي اهتماما ولم تنتظر حتى إكمالي لحديثي ونهضت من مكانها للذهاب، لم استطع عدم ايقافها وسؤالها
جوزيف: آسف.. لكن أبسببه لم تريدي حتى الحديث معي؟؟ ..
حملت حقيبها وتجاوزتني وكانني غير موجود
جوزيف: قلت توقفي! .. ماهذا؟!..شكلك مثقف وأفعالك عكسها تماما!!!
نضرتُ إليه بعدم صبر فأنا لا أُريد الحديث مع أي غريب..
أُف..لكنه ليس بغريب, انني أعرفه.. وما هَمي إن كنت أعرفه او لا..فأنا لا أريد الحديث ولا أريد النظر لأي انسان.. أريد البقاء لوحدي..
تيفاني: دعني..
فأوقفني بإصرار
جوزيف: ليس قبل ان تُجيبيني
نظرتُ اليه بنفاذ صبر : حسنا ماذا تريد؟
سألني بنظرات شك: هل رَفضتني من أجله؟
نظرتُ إليه بتمعن.. لم يكن يوما واقفا بجانبي بهذا القرب, إنه طويل جدا ..
لقد تَمكن من وضع بصمته في ذاكرتي رَغم أننا لم نتحدث مطولا ولقاءاتنا كانت قليلة..أول لقاء لنا كان إن لم أنسى في العيد الوطني (عيد باستال يُقام كل 14 من شهر يوليو أي جويليا )، كان مصرًا على شراء إحدى صُوري..
سألني بكل لباقة
جوزيف: أنت تيفاني تايلور؟
تيفاني: نعم سيدي
جوزيف: صورتك تلك مختلفة ورائعة وهي تُظهر العديد من المشاعر والأفكار وفوق هذا بسيطة.. هل من الممكن شرائها منك؟
تيفاني: لا هي ليست للبيع.. كل الصور ليست للبيع.. هي للعرض فقط
جوزيف: مممم.. حسنا إذا هل من الممكن ان تلتقطي من اجلي صورًا؟
تيفاني: لا
كنت جالسة بمفردي وأنتظر إنتهاء المعرض.. فأنا لم أُرد عرض صوري لولا إصرار أستاذي..
إنتظرت بفارغ الصبر إنتهاء اليوم.. والعرض بأكمله وأملي كان في أن ينتهي بهدوء، لكن هذا الشخص جعله أكثر ملل وأفسده بإصراره..
أجبته بكل وضوح وباختصار شديد حتى يذهب عني بسرعة
تيفاني: لا
جوزيف: لا أقصد صورا لي.. بل التقطي صور لمواضيع مختلفة من أجلي
قاطعته: فهمتك وقلت لك لا
جوزيف: أرى انك غير مُهتمة.. لكن فكري في اقتراحي وسأعود غدا..لم أُجبه.. فوقت غلق المعرض حان وأنا كل تفكيري كان في الخروج..
لم أَتصور انه كان يتكلم بجدية فقد عاد بعد يومين
جوزيف: حسنا هل فكرتي بعرضي؟
أجبته باستغراب فقد نسيته: ماذا؟!!
جوزيف: هل نسيتني؟ حسنا أتيت اليك منذ يومين و
تيفاني: اااه.. لا!
ضحك علي، ربما من رفضي التام لفكرته وطريقة تعبيري... لا أعرف ولا أريد أن أعرف
توقف عن الضحك وتكلم وهو مبتسم
جوزيف: حسنا كما تريدين.. لكن يمكنني اسداء نصيحة، إنكِ فنانة وأرى انك لا تعرفين.. إن طريقة التقاطك للصور قمة في الإبداع.. وابقي على رفضك هذا ولكن من دون إصرار فموهبتك يمكن أن توصلك للبعيد إن استغليتها ..
تيفاني: شكرا سيدي
ابتسم لي وأردف: انا لست ناقدا محترفا وليست لي علاقة بفن التصوير.. رغم هذا أثرت فِيَّ .. وداعا
في ذلك الوقت لم أهتم بكلامه... لكن بعدها صار حافزا لي في عملي... فقد آمنت بقدراتي.. في الحقيقة يمكن القول انه ساعدني كثيراانه الآن مختلف.. أكبر أعتقد وعيناه الناعستان لا اتذكر انهما سود هكذا .. زيه الرسمي هذا تجعله يبدو أكثر صرامة..
جوزيف: أجيبيني تيفاني!!
سألته في محاولة ثانية لتغيير الحديث: متى أصبحت جنديا؟!!
كان أول لقاء لنا في إحتفال وطني.. وبعدها شاهدتها في حصة تلفزيونية، وآخر لقاء لي بها كان منذ سنة في إحتفال خاص بأحد الجنرالات وكانت هي من المدعويين.. وقد تحدثت إليها وهنأتُها بنجاحها...
جوزيف: مرحبا تيفاني تايلور
إلتفتت اليَ ترمقني بنظرات متوترة
جوزيف: أعتقد أنك نسيتني... أنا جوزيف هيلر
تيفاني وهي تصافحه: تشرفت بمعرفتك وأنا
جوزيف: لا داعي فانا اعرفك ويبدو انك نسيتني رغم انني كنت أول من طلب منك التقاط صور من اجله... وتنبأ لك بالنجاح في ميدانك..
تيفاني: اسفة لكنني...
جوزيف: لا داعي للاسف...
تيفاني بعد تفكير: تذكرتك... انت الشخص الغريب الأطوار... في أول عرض لي
ضحكت من تسميتها لي: أعتقد انك اكثر غرابة مني
تيفاني: لم اتصور انك جندي... هل للجنود حس بالفن!!
جوزيف: هل تعتقدين أننا من دون مشاعر أو إحساس!!... ما هذا!!
ابتسمت وكانت أجمل ابتسامة..عكس ما هي عليها الآن، كلها كآبة...
جوزيف: متأكد من أنكِ تعرفين أنني جندي .. اجيبيني الآنردت بحزم: لا ليس بسببه
لم أصدقها
جوزيف: لقد مات صغيرا.. هل هو شقيقك
الاسم في الفبر براون وانت تايلور... لكن يمكن ان يكونا اخوين غير شقيقين
حاولت الذهابجوزيف: لا يوجد شيء أسهل من السؤال عن قبر
أجابتني بمضض: لم اقبل بك .. لانني لن أكون صادقة معك .. لن اعطيك مثلما تعطيني
جوزيف: بل أنت صادقة.. وأنا لن اتركك هذه المرة
تيفاني: قلت لك اتركني وحدي ولا تزعجني.. ارجوك!!

أنت تقرأ
شوقي لك .. يعذبني
Romanceتعتبر هذه الرواية الجزء الثاني لقصة "طلبي ان تبقى معي" .. لكن يمكن اعتبارها قصة منفصلة فلمن لم يقرأ الجزء الاول يمكنه قراءتها .. فقد ربطت الاحداث من دون جعلها مبهمة .. اتمنى لكم قراءة ممتعة تحكي القصة عن كيف راح تكمل تيفاني حياتها بعد موت تيم وكيف...