صديقي

301 15 7
                                        

جوزيف: هل تتذكر أول لِقاء لنا!!
جان: كم مضى على صداقتنا عشر سنين!!
جوزيف: لا إحدى عشرة سنة و ثلاثة أشهر و يومين
جان: واو.. أنت تعد الأيام!!
جوزيف لا.. لا اعد أيام صداقتنا، بل منذ متى تحررت
جان: آسف لتذكيري  لك بتلك الأيام
جوزيف: ليس هناك مشكل فأنا لم أنساها حتى أتذكرها
جان: آسف صديقي..لكنها على الأقل عرفتنا ببعض
جوزيف: نعم... وفرقتني عن عائلتي
جان: سأبقى معك هذه الليلة فقد يعود السارق
جوزيف: لا.. عد لعائلتك لن أعطلك أكثر فهم أولى مني...
جان: لكن
جوزيف: لا تخف، يمكنني الإعتناء بنفسي
توجه جان نحو التلفاز أشعلها وجلس فوق الأريكة..
جان: معليش، سأبقى قليلاً فأنا الآن خائف مما ستفعله أنت بنفسك
أجبته بتعجب: أنا!!! هل أنت مجنون!! لم أأذي نفسي في الأيام الصعبة وسأأذي نفسي الآن... لا تكن مجنونا!!
جان: حسنا أصدقك، فلنجس معا فقد إشتقت إليك
جوزيف: أنا لم اغتسل حتى، هل تنتظرني
جان: بالطبع
فتحت صُنبور المياه وكانت دافئة... منذ عشر سنين لم أكن أتصور أنني سأغتسل يوما بمياه دافئة مثل الآن

" بدأت معاناتي وأنا في.. أضن العاشرة، تائه وسط الغابة، لم أتصور وأنا خارج صباحا في قمة السعادة بالرحلة المدرسية للغابة أنني سأتوه عن أصدقائي ومعلمي.. وأنه سيكون أخر يوم أرى فيه أمي..
كُنت أمشي مُنهك القوى من التجوال في الغابة والصراخ طلبًا للمساعدة، جسدي مليئ بالكدمات والرضوخ من كثرة سقوطي وتعثري .. كانت ليلة طويلة وباردة قضيتها فوق الشجرة خوفا من الحيوانات البرية.. في الصباح أكملت البحث عن مخرج من ضالتي..
صرخت مستنجدا: أمي.. أبي.. ساعدوني
لم أيأس رغم الألم والتعب، فقط الخوف من عدم العودة للمنزل أمدني بالشجاعة لمواصلة المشي.. وأيضا تذكري لِكلمات أمي " إنك فتى قوي وشجاع ولديك شخصية قوية لن أخاف عليك" جعلتني أكثر إصرار على النجات..

لم أصدق عينيَّ عندما قابلني منزل خشبي جميل مُزين بالأزهار وشجيرات صغيرة محيطة به، كان بيتا يشبه القصص الخيالية تماما كشعوري عندما رئيته.. ركضت باتجاهه مفكرًا "لقد نجوت"

ناديت: هل من أحد هنا؟؟؟

سمعت صوت مياه من خلف المنزل فركضت بإتجاهها متناسيا ألم الجرح في ساقي وشاهدت إمرأة مُنهمكة بنشر الملابس ..

رَجوتها: سيدتي أرجوك ساعديني

إلتفتتْ المرأة لي مندهشة: يا إلاهي!!

عند إلتفاتِها أحسست أنه مسموح لي الآن الشعور بالأَلم والتعبير عنه ..جلستُ على الأرض، أتت لي المرأة وسألتني وهي خائفة علي: مابك صغيري؟؟

شعرت بالأمان بعدما سمعت صوتها الهادئ الحنون، كانت إمرأة في الثلاثينات من العمر .. تشبه كثيرا أمي ببشرتها البيضاء وعينيها الزرقاوين وخصلات من شعرها الأسود خارجة من الفولار على رأسها..

توسلت إليها: سيدتي..سيدتي..ساعديني أرجوكي

حاولت مساعدتي للوقوف: مابك؟؟ من أنت؟؟

شوقي لك .. يعذبنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن