الفصل الأول

444 29 9
                                    

الفصل الأول

رفعت ري رأسها و حاولت النهوض ، عيناها متسعه و الأدرنلين يركض داخل عروقها ، أول ما لاحظته هو أنها كان ترتدي فستان أسود طويل و منفوش ، بأكمام قصيرة .

كانت في غابه ذات أشجار عملاقة , نظرت ري للأعلى لترى أن قمم الأشجار تتلاقى سوياً ، و فوراً عقدت حاجباها .

كيف لم ترتطم بهم ؟ تسألت ري داخلياً .

الجو بارد و يكسوه بعض الضباب ، و كل شئ كان متشابهاً ، لم تتعرف ري على مشاعرها ، هل هي خوف ؟ ذعر؟ ضياع؟ أم ماذا ؟ و لكن أهم سؤال قد طُرح ، هل هذا حلم ؟

أخذت ري تدور في مكانها , تنظر حولها , ولا تدري ماذا عليها ان تفعل ، من أين تذهب !

لكن بعد لحظات بدأت ري بالركض سريعاً حيث لا تعلم ، فقط تركض بين الأشجار  ، ركضت و ركضت حتى شعرت بالتعب و اليأس فالمكان يشبه بعضه ، كان يبدو لها أنها لا تتحرك .

أنه كالمتاهة و لكن أسوء ، لأنك تعلم أن للمتاهة مخرج ، و لكن هي لا تعلم ما الذي تورطت به .

توقفت ري تلتقط أنفاسها ، مررت أصابعها بين شعرها ، تجذبه للخلف .

" من أنتي ؟ و ما الذي تفعلينه هنا؟"صوت فتاه عميق تحدث .

جفلت ري و ألتفتت نحو مصدر الصوت ، لتقع عيناها على فتاه ببشره حنطية ، و شعر بني لامع و غرة تغطي جبهتها .

عيناها البنية تلمعان بتحدي ، و الرداء الأحمر الدموي الذي ترتدية بدا خيالياً .

أرتبكت ري من نظرتها القاسية و لكنها كانت سعيدة لوجود أحد ليساعدها .

"أين انا ؟ ما هذا المكان ؟ " سألت ري بسرعة ، ثم تابعت " أيمكنك مساعدتي ؟ أرجوك أنا أحتاج المساعدة "

تقدمت ري نحو الفتاه التي كانت تعاين ري بنظراتها "أّذاً أنتي من فتح البوابة " نطقت الفتاه ببرود.

" بوابه ؟ أي بوابه ؟ عن ماذا تتحدثين ؟" تسألت ري مجدداً .

" أنتي في العالم السفلي يا صغيرة ، و عليك العودة بسرعة من حيث أتيتي " قالت الفتاه ثم أسدارت لتذهب .

أستوقفتها ري بسرعة " لحظه ، ما الذي تتحدثين عنه ؟ أرجوك ساعديني لأعود لمنزلي "

توقفت الفتاه و جلست بجوار شجرة  " أنا لن أساعدك ! " قالت الفتاه ، عقدت ري حاجباها .

" لماذا ؟" ردت ري .

" لأنكِ لا تحتاجينها " أجابت الفتاه ، تأتأت ري قليلاً ثم قالت " بلى أحتاجها ، و إلا لما قد أطلب منكِ المساعدة ! "

" أنتي تعتقدين أنكِ تحتاجينها لكنك لا تحتاجين المساعدة " ردت الفتاه بهدوء .

تنهدت ري بتعب  " حسناً أيمكنك فقط أرشادي لمخرج هذة الغابة ؟" سألتها ري .

أشارت الفتاه بيدها لري ، أومئت ري و قبل أن تلتفت و تذهب ،  سمعت صوت الفتاه للمرة الأخيرة تقول " ولا تثقي بأحد "

سارت ري حيث أرشدتها الفتاه ، بعد بضع ساعات كانت أخيراً قد وصلت لنهاية الغابة ، و بدأت ترى الضوء الساطع .

ما رأته تالياً كان يخطف الأنفاس كان هناك مدينة جميلة ، ألوانها زاهية ، و تستطيع رؤية أبراج قلعة عالية من مكانها .

كانت أسوار المدينة على بضعه أميال أمامها ، و تستطيع سماع موسيقى جميلة في المكان ، السماء لم تبدو سماءً و الغيوم لم تبدو غيوماً .

كل شئ بدا خيالياً ، و كأنها وقعت داخل صندوق ألعاب ، أو ربما داخل كتاب أطفال .

" إلى اليمين ، إلى اليمين قليلاً " سمعت ري صوت أحدهم يتحدث ، و نظرت ليمينها كان هناك عربة جميلة , كلها أضواء براقة ، ورغم أنه النهار ، ألا أنها تشع كما لو كان ليلاً .

بجانب العربة يقف فأر كبير و مرتدي بذلة قرمزية و خضراء ، فركت ري عيناها بغير تصديق ، ثم أعادت النظر مجدداً و لكنها كانت ترى الفأر كما هو .

" هكذا ، و الآن ثبتوه جيداً " تحدث الفأر مشيراً ، نظرت ري للأعلى لترى قزمان يقومان بتعليق غيمة ، و كل شئ يزداد غرابه ، وقف القزمان كل منهما على سُلمه الخاص ، و السلم تقلص حجمه حتى وصلا للأرض .

" لابد أنني أحلم " تمتمت ري بذهول ، ألتفت الفأر السمين نحو ري " أوه ، سيدتي ،  هل أستطيع مساعدتك ؟" تحدث الفأر .

أبتسمت ري سريعاً لأنها ظنت أنه سيساعدها على العودة للمنزل  " أه , نعم ،  أريد العودة للمنزل ، أنا لا أعلم أين هو الطريق " قالت ري .

" أوه ، هذا بسيط ، سأساعدك " قال الفأر ثم تابع " ولكن بينما أنتي هنا ستكونين في ضيافتي " قالها بلطافه فائقة ، لدرجة أن ري شعرت للحظة بأنها تنبئ بالشر.

The Underworld |العَالمُ الْسُفليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن