الخاتمة

113 11 4
                                    

"أراكم لاحقاً يا رفاق!" ودعت ري رفاقها بأبتسامة.

منذ اليوم الذي عادت به من العالم السفلي أشياء كثيرة تغيرت في حياتها ، أصبحت منفتحة أكثر و أجتماعية أكثر.

الأبتسامة لم تهتز للحظة عن شفتاها كما سارت لمنزلها و الحماس أرتفع بداخلها مع كل خطوة كانت أقرب للمنزل.

حين عادت من العالم السفلي أقنعت والداها بعدم بيع المنزل و الحفاظ علية كتراث و الحفاظ على عادتهم القديمة بأمضاء السبت في منزل الجدة تخليداً لذكراهم.

تحسست ري القلادة حول عنقها و أسترجعت بعض الذكريات مع الفتيات ، لا يمكنها أن تقول أن كل هذا من نسج مخيلتها و الدليل بين يديها ، لكنه كان جنوناً على آيه حال.

"مرحباً سيدة غرينفورد!" لوحت ري لجارتهم كما مرت بجانبهم ، أبتسمت السيدة بلطف و ردت التحية قبل أن تعيد تركيزها على زهور فناء حديقتها.

سارت ري داخل فناء منزلهم و فتحت الباب " لقد عدت !" أعلنت ري و سارت بسرعة نحو غرفتها.

ألقت حقيبتها بجانب مكتبها و خلعت معطفها ، تنهدت و سارت نحو مرأتها الكبيرة ثم أفلتت شعرها لينسدل وصولاً لخصرها.

قامت تعديل غرتها الشقراء ، أطراف شعرها تُضيئ باللون الوردي ، نفس الأطراف التي كانت سوداء ، حمراء ، زرقاء و خضراء ، المرة القادمة ستكون بلون البنفسج ، قررت ري قبل أن تستدير لتبدل ملابسها .

حين خرجت ري من الحمام سمعت طرقاً خفيفاً على باب غرفتها قبل أن تدخل أبنه عمها دونا الغرفة و تُغلق الباب.

"لقد وصلتي!" علقت ري تسير نحوها.

أرتمت دونا بضحر على سرير ري " آه أنا متعبة ! سنحتجز في وسط الغابة طوال عطلة الأسبوع!"

"لا تكوني كسولة سنستمتع بوقتنا!" ردت ري كما سارت نحو خزانتها لتُخرج ملابس جديدة.

أعتدلت دونا شعرها الأسود القصير مُبعثر قليلاً ، عضت شفتاها الحمراء بتفكير قبل أن تقول " أتظنين أننا نستطيع الذهاب للعالم السفلي حقاً!"

تسمرت ري قليلاً ف بالرغم من أنها أمضت وقتاً جميلاً هناك لكن العالم السفلي كان مكاناً خطيراً لأمثالهم.

"الأمر ليس سهلاً كما تعتقدين ، أنا لا أعلم كيف أستطيع فتح البوابة ، بجانب أن الأمر ليس كتمضية عطلة ، لقد كدتُ أُقتل مراتٍ لا تُحصى!" قالت ري بهدوء و جدية.

أدارت دونا عيناها البندقية و لكنها تركت الأمر و شأنه ، في أعماقها هي تعلم أن العالم السفلي موجود لكن واقعها يُجبرها على أن تُفكر بطريقة مختلفة.

بعد أن تناولت العائلة الغداء بسعادة أنطلق الجميع لوجهتهم المحددة و بعد بضع ساعات وصل الجميع للمنزل القديم بوسط الغابة.

الأشجار الكثيفة أبتلعت المراهقين كما ذهبوا للتنزه و الأمهات ذهبن ليُحضرن العشاء ، بينما الرجال أشعلوا النار و جهزوا المكان.

تجمعت العائلة بسعادة على طاولة الطعام و أستمتعوا بسماع الموسيقى و الأحاديث المتبادلة حتى وقت متأخر ليلاً.

في الظلام المحيط بهم كانت هناك أعين متربصة ، أنتظرت و أنتظرت طويلاً و راقبت كل حركة.

حين أُخمدت الأضواء و غط الجميع في النوم عادا جوش شقيق ري الأكبر الذي نهض من فراشة ليُحضر شيئاً ما كان منسياً حين لمح ظل ما يسير في الردهة.

أخرج سماعة من أُذنه و حاول الأنصات لأي صوت لكنه لم يسمع سوى صوت الموسيقى الواهن الخارج من سماعته.

تنهد و بدأ بالسير مجدداً لكنه لمح نفس الظل يسير داخل غرفة جدته ، عقد حاجبيه و تسائل بخفوت " من هناك؟!"

سار بحذر نحو باب الغرفة المفتوح قليلاً ، ضوء واهن كان داخل الغرفة و الفضول أزداد داخل جوش كما دفع الباب و دخل للغرفة.

"ما الجحيم؟!" أوقع جوش جهازة بغفلة ، عيناه مركزتان على المرآه يحاول أن يجد تفسيراً عقلانياً.

توقف جوش بأرتباك أمام المرآه الكبيرة و الدوامة بداخلها ، و بينما هو غارق في أفكارة المتسارعة تسلل الشخص خلفه و دفعه لداخل المرآه.

و هكذا أختفى جوش و بقيت المرآه تهتز كل حين و أخر ، بينما لعبت أبتسامة شريرة على شفتان مسمومتان بأنتصار.

The Underworld |العَالمُ الْسُفليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن