الفصل الثامن

94 11 4
                                    

أسدلت السماء ستائرها السوداء و لكنها أبقت القمر ينشُر سراب أمل بأن هذا الظلام سينتهي.

و ري تمسكت بهذا الأمل كما سارت في برد هذه المدينة.

لا أزقة ، لا أزقة! كانت ري تردد داخلياً ، لم تكن لتخاطر بدخول أحد الأزقة مجدداً.

من أمامها ، خرج شخص ما بلا عيون ، بلا فم و كأن أحدهم وضع مكواه ساخنة عليه ليُلصقة سوياً ، جسده ملفوف بالأسود بضيق ، بالكاد يستطيع المشي.

ري أستدارت لتعود أدراجها لكن قابلت أمرأة بفستان من السبعينات أسود حالك ، وجهها به ثقوب و أسلاك حديدية تُغطي وجهها على هيئة تقاطعات و كأنه مشد.

دم جديد يسيل من جروحها على  وجهها و مسامير أخترقت أظافر يدها.

أستدارت ري مجدداً و أنعطفت في أول زقاق وجدته .

أختبئت في أحد الظلال و راقبت الطريق ، لكن الطريق بدأ بالأمتلاء رويداً رويداً ، و كأنه قد حان وقت الخروج.

"موت ، موت !" سمعت ري همسات من خلفها و ببطئ حركت رأسها لتنظر خلفها.

أستطاعت ري أن ترى بضع عتبات درج في ضوء القمر ، لكنها لم ترى أي شئ أخر.

قطرة حمراء سقطت على الدرج و ري رفعت عيناها على طول الحائط .

لمحت ري أصابع نحيلة جداً و طويلة بأظافر حادة ثم رفعت بصرها أكثر ليدين نحيلتان ، مخلوق يُشبه الأنسان و لكنه نحيل جداً ليكون أنسان ، العظام بارزة من تحت جلده و بشرتة شاحبة رمادية و مجعدة .

علقت أنفاس ري في حلقها كما شاهدت المنظر أمامها.

يسير على أربع مثل الزواحف على الحائط ببطئ شديد نحو ري.

ألتصقت ري بالحائط خلفها على أمل أن لا يراها في الظلام.

"لحم ، أشتم اللحم الطازج !" هسهس المخلوق يقترب أكثر.

أنزلقت ري للأرض و تحسست الأرض لأي حجر و ألتقطت أحدهم.

"أياك أن تقترب !" هددت ري بضعف.

ألتفت المخلوق نحوها مباشرة قبل أن يقفز بأتجهها ، ري بسرعة أبتعدت عن مرماه و بدأت بالركض داخل الممر.

لكن المخلوق كان أسرع و أمسك بقدمها ، أرتطم وجة ري بالأرض و عظمة أنفها أنكسرت.

أطلقت ري تأوه و بدأت بالنهوض و تحسست أنفها ، دم!

أمسك المخلوق ري من كتفها و أوقعها أرضاً ، هذه المرة وجهة يقابل وجهها.

عيناه كبيرة ، لا بؤبؤ ، فقط بياض ، فتح المخلوق فمة يُظهر أسنانة الحادة ثم أخرج لسانه المُفترق.

ري بدأت بالأرتجاف خوفاً و عيناها بدأت بتجميع الدموع ، لكنها لم تجرؤ على التحرك كما أنحنا المخلوق و لعق خط الدماء الذي سال على خدها.

The Underworld |العَالمُ الْسُفليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن