الفصل الثاني

1.3K 185 261
                                    


  هي استعدت ليومها الجديد و حصَّنت نَفسِهَا من كلِ ما قد يزعجها و يبعدها عن الصراط المستقيم بتلاوتها لأذكارِ الصباح إضافةً لورد قدْ داومت عليه منذ نعومة إظفارها.

فَاللّه يحمينا مِنْ شرّ أنفسنا وَشر مِنْ حولِنَا، و َيرْزقنَا مِنْ حيث لَا نعلم، صدق مَنْ قالَ أَنْ الذِي يرضى بقضاء اللهِ أرضاه الله بجميل قدره.

اِرْتدَتْ شمس ملابسَ ملَائِمَة للخروج ثم َّ تفحصت جَدْولَ محاضراتها للمرة المليون لهَذَا اليَوْم، فَهِيَ لَا تريد أَنْ تضيع أَبدًا، وَلَا تحبذ فكرة التأخرِ عَنْ أَولِ مُحاضَراتِهَا؛ خاصةً أَنهَا ستكون مَحطَّ أنظار الجميع لأسباب عديدَة؛ مِنْهَا لأنها قادمة مِنْ دولةٍ بعيدة أو لِأنها لَمْ تَحْضرْ منذ ُ بداية الفصل الجامعي ِّ الخَاص بِهَا.

"أستطيع ِفِعْلَ ذَلِكَ، لَسْتُ خَائِفةً مِنْ الفَشَلِ و لا مِنْ أي ِّشَيْءٍ سيء".
رَددت مَع نفسها، هيَ تعلم أنها تَشعر بالخوف و لَوْ اِستَطَاعتْ لَهربتْ و عَادتْ إِلَى وَطنِهَا.

رَمَتْ تلكَ الأفكار صوب مؤخرة ذِهنِهَا، لتجد نَفْسَهَا قَدْ وصلت إِلَى بوابةِ الجامعة الرئيسية.

وجهة نظر شمس:

"بطاقتك الجامعية و هويتك رجاءً"

قال الشرطي بطريقة آلية، لذلك لم أتردد و اعطيته ما يحتاج، ها هو ذا يسلمني أوراقي، أتسائل لما لا يوجد الكثير من الأشخاص؟ لعلي قدمتُ مبكرةً أكثر من اللازم؟ من يدري؟

أتذكرُ كيف كان والداي يكرهان التأخير، و لقد كان المتأخر هو الشخصُ الوحيد الذي لا يثقان به، ففي اعتقادهما، من تأخر عن موعد معك فهو لن يتردد في أن يخدعك من وراء ظهرك و لن يتردد في خيانتك؛ فلقد فقد احترامك منذ اللحظة التي تجاهل فيها موعده معك.

و يالسخرية القدر، فلقد كنتُ دوماً ما أتثاقل و أحاول أن أتأخر عن مواعيدي لكي اغضبهما، كنت عنيدة للغاية في مراهقتي علي أن أن أعترف! و اللآن ورثتُ عنهما دقة المواعيد و الإلتزام بها...

رفعتُ رأسي و نظرتُ إلى داخل المبنى من خلال الزجاج، كان هناك من يسير في طريقه و من يجري مكالمات هاتفية و آخر يصعد على السلالم.

زممتُ شفتاي و دفعتُ الباب لكي أدخل إلى المبنى؛ فتزايدت نبضات قلبي عندما رأيت لافتةً كُتِبَ علبها "كلية الهندسة" و تقدمتُ بخطوات طغى عليها الإرتباك نحو القاعة التي افترضتُ أن المحاضرة ستقام فيها؛ محاضرة التصميم المعماري، و التي تعد من أهم المواد التي علي التركيز فيها لضمان تفوقي.

انا ، هي و القمر™حيث تعيش القصص. اكتشف الآن