الفصل السابع

1.2K 135 189
                                    

بحيوية تحركت نحو قسم المخطوطات القديمة، ثم اتجهت نحو الرف الثالث المختزن بمخطوطات عدة مغبرة، بدأت بإزاحتها بحذر؛ محافظة على هدوء المكتبة.

"تبا!"
هتفت بألم عندما سقطت تلك المخطوطات من فوق الرف لتصيب قدمي، ثم نزلت على الأرض و خلعت حذائي لأتأكد من أنني لم أصب بأذى، تنفست بعمق عندما لاحظت الانتفاخ البسيط الذي ظهر على قدمي، حمدا لله لم يحدث شيء خطير!

"لوسيندا حاولت ان تنتحر، هي في المشفى الآن تحت مراقبة الأطباء"
سمعت احدهم يتفوه بهذه الكلمات بصوت منخفض، كان مصدر الصوت يقف مباشرة خلف الرف الذي أنا عنده، رأيته من الأسفل بوضوح، كان المتحدث يقف مع ليام، ما علاقته بلوسيندا يا ترى؟

"لا أحد يعبث معي و ينجو، هي تستحق ان يحدث لها هذا"
حكى ليام بغرور، ابتسامة فخورة احتلت محياه، ثم ضرب يده بيد ذلك الشاب أشقر الشعر.

"أشفق عليها"
قال الشاب مجهول الهوية، قررت الوقوف على قدمي و تجاهل حديثهما الذي لن يفيدني بشيء؛ لأتفاجأ ببقية المخطوطات تتوالى في السقوط علي.

بالتأكيد سمع جميع من في المكتبة الضوضاء التي سببتها؛ تقدمت مني شابة في مقتبل عمرها تعمل في المكتبة و كان معها أيضا ليام و ذلك الشاب.

"هل حدث لك مكروه؟!"
سأل الشاب الأشقر مطمئنا، يده تقدمت لي لترفعني؛ لكنني وقفت على قدمي دون مساعدته؛ نظرات فضولية كانت تحدق في.

"لا أنا بخير؛ اسفة على إحداث كل هذه الجلبة"
اعتذرت للفتاة؛ تقدمت لترتب الفوضى لكنني أصررت ان أرتبها بنفسي، بعد أن ادرك ليام أنني نفس الفتاة التي توعدها بالإنتقام؛ نظر إلي بحقد و سحب الشاب معه و ذهب.

لم يتخذ الأمر وقتا طويلا، حتى انتهيت من ترتيب الفوضى تلك، بعدها أمضيت وقتي في قراءة المخطوطات العربية القديمة، و قد كان ذلك كفيلا بجعلي أفكر في كل الامور التي حدثت في اليومين السابقين.

و عندما شعرت بقرصة الجوع تزعجني، التقطت سترتي الجلدية برفقة حقيبتي المطابقة و خرجت نحو الكافيتيريا، تلك التي كانت فارغة تماما إلا من بضعة أشخاص بقوا في سكن الجامعة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مثلي تماما!

جلست على أحد الكراسي الملونة بلون السماء الجميل ، و ذلك بعد أن حصلت على وجبتي الدافئة مقارنة بالبرد الذي يحيط بي، و كدت أنغمس في طعم الدجاج المتبل اللذيذ لكن صوتا ما اوقفني...

"شمس! كيف حالك؟!"

"اوه لوي أنا بخير، و أنت؟!"
قلت باستغراب، حقا كيف يستطيع ان يتواجد في كل مكان و في كل وقت؟ كان يتحدث وثغره يحمل ابتسامة مصطنعة.

انا ، هي و القمر™حيث تعيش القصص. اكتشف الآن