الفصل الثامن

1.1K 136 119
                                    

لا تنسوا تعلقوا على الفقرات يا حلوين 💜

اليَومَ التَّالِي، التَّاسِعةُ وَ النِّصْفُ مَسَاءً بِتَوْقِيتِ أُكْسفُورد.

"لوسيندا، اِخْفضِي صَوتْ المُوسِيقى فَأَنا أُحَاول أَنْ أُدَرِّسَ هُنَا".
تَذَمَّرتْ شَمسٌ بِصَوْتٍ مُرْتَفعٍ لِتسْمعها لوسيندا المَوجُودةُ فِي الحَمَّامِ،
كَانَتْ تَحمِلُ قَلَمًا تَرْسُمُ بِهِ بِمهَارَةٍ عَلَى الأَوْراقِ الكَبِيرَةِ، مُصوَّبَةُ نظَرُهَا بِاِتّجَاهِ الوَرَقَةِ لِكَيْ تَحْصُلَ عَلَى القَلِيلِ مِنْ التَّرْكِيزِ، كَانَ شكْلُهَا ظَرِيفًا لِلْغَايَةِ فَلَقَدْ جَمَّعَتْ شَعْرهَا فِي كعْكَةٍ وَ اِرْتَدَتْ مَنَامَةَ تَحَمُّلِ نقُوشٍ طُفولِيَّةٌ..

"لِستٍّ أَنَا، إِنَّهمْ يُقِيمُونَ حَفلةً عَلَى سطْحِ البِنَايةِ؛ لِلاِحْتِفَالِ بِالكْرِيسْمَاس".
أَجَابَتْ لويسندا بِصَوْتٍ عَالٍ أَيْضًا ثُمَّ أَضافَتْ..

"يُمْكِنُكَ الدِّرَاسَةُ فِي المَرْسَمِ، بِالتَّأْكيدِ سيَكُونُ فَارِغًا لِأَنَّ الأَغْلَبَ فِي ذَلِكَ الحَفلِ".

"لَكِننِي حَقًّا مُتعِبَةٌ".
تَهَكَّمتْ شَمْسٌ دَاخِلِيًّا ثُمَّ تثَاءَبَتْ بِكْسِل لَكِنَّهَا عَدَلَتْ عَنْ كَسَلِهَا عِنْدَمَا بَدَأَ ضَمِيرُهَا يُؤَنِّبَهَا وَ تَذَكَّرَتْ الثَّوَابَ الَّذِي يَنْتَظِرُهَا لِطَلَبِهَا العِلْمَ وَ لِتَحَمُّلِهَا المَشَقَّةَ فِي سَبِيلِهِ. فقَامَتُ وَ اِرْتَدَّتْ مَلابِسُ مُلَائِمَةٌ لِلخرُوجِ ثُمَّ حَمْلَتُ أَوْرَاقُهَا وَ قرطاسيتها.

كَانَتْ سَتُغَادِرُ لَكِنّهَا اِسْتِدَارَتُ عِنْدَمَا سَمِعَتْ صَوْت لوسيندا الَّتِي تُحدِّثُهَا بِصِدْقٍ قَائِلةً:

"بِالتّوْفِيقِ شَمْسٌ، اُدْرُسِي جَيِّدًا عَزِيزَتِي"
ثمَّ اِبْتَسمَتْ لَهَا شَمْسٌ بِعُمْقٍ وَ غَادَرَتْ الغُرَفةَ، سَمِعَت صَوْتَ المُوسِيقِى يَتَزَايدُ وَ لَاحظَتْ خُلُوَّ المَمَرَّاتِ مِن الفتَيَاتِ بِالبِدَايَةِ لَمْ تُعِر اِنْتبَاهَهَا لِذَلِكَ، لَكِنَّهَا لَمْ تَشْعُرُ يُقَدِّمَاهَا تَجُرَّانِهَا نَحْوَ مَصْدَرِ الصَّوْتِ - السّطْحُ - أَوْ هَذَا مَا أَقْنعَتْ نَفْسَهَا بِهِ.

فُضُولُهَا جَعْلُهَا تَصِلُ إِلَى المِصْعَدِ وَ مِنْهُ إِلَى سطْحِ المَبْنَى، وَ بِصِدْقٍ كَانَتْ نِيّتَهَا فَقَطْ أَخذَ نَظْرةً أَقْربَ وَ مِن ثَمَّ العَوْدَةُ أَدْرَاجُهَا، إِلَّا أَنَّ الفُضُولُ قَتلَ القِطَّةَ.

"أَنَا سَأَدَّعِي أَنَّنِي رَفِيقُكِ وَ لِنَدْخُلْ مَعًا، فَأَنَا مِثْلَكَ لَمْ أَجَدُّ رَفِيقَةٍ جَمِيلَةٌ مِثْلَكَ تَحْضُرُ الحَفْلَ مَعَي''
قَال صَوْتٌ مِنْ خَلْفِهَا، كَانَ صَاحِبُهُ شَابَ أَشْقَرَ الشِّعْرِ وَ أَزْرَقَ العَيْنَيْنِ، هِيَ لَمْ تَجِدْ الفُرْصَةَ لِرَفْضِ عَرْضِهِ لِأَنَّهُ دَفَعَهَا إِلَى الإِمَامِ وَ أَدْخُلُهَا إِلَى الحَفْلِ؛ مُصَدِّرُ المُوسِيقَى الصَّاخِبَةِ.

انا ، هي و القمر™حيث تعيش القصص. اكتشف الآن