ٍبعد أسبوع
بينما كنتُ أثبتُ حجابي ذا اللونِ الأحمرِ الدموي بالدبابيسِ، لفتتْ يدا لوسيندا -شريكتي بالسكن ِ- انتباهي؛ لأنهما كانتا مُغطيتان بالجروحِ و الندباتِ المخيفةِ و التي بالطبع لمْ اترددْ في سؤالها عنها.
"لوسيندا؛ هل هذه اثارُ ايذاءٍ ذاتي -self harming- ؟"
ٍرفعتْ عينيها عن جهازها المحمولِ و قالتْ بوقاحة
" و هل ستستفيدي إن علمتي؟""ََمهما كانَ الذي تمرينَ فيه صعباً؛ توقفي عن ايذاءِ نفسكِ و روحكِ؛ أنتي بالتأكيد لا تدركينَ أنكِ في كلِ مرةٍ تفعلينَ هذا تمزقين روحك".
ْقلتُ لها و شعرت بأنها فعلاً تستمعُ لما أقوله؛ لكنها مع ذلك لم تتوقف عن عنادها و قالت
" جسدي و أنا حرةٌ فيه، روحي و هي ملكي""في الواقعِ جسدكِ و روحكِ ملك للخالق سبحانه و تعالى، و سيحاسبكِ على كلِ أذىً سببتيه لنفسكِ؛ سواءَ كان نفسياً أم جسدياً.
هناكَ أناسٌ يهتمونَ لأمركِ؛ أناسٌ سينهاروا لو علموا عن الذي تفعليهِ هذا، لذا توقفي عن كونكِ أنانيةً و فكري بكل الإيجابيات الموجودة بحياتك".
أجبتها."أنا حياتي مريعةٌ، و في كل مرة أهمسُ لنفسي كوني أقوى من كل ما حولكِ تزدادُ حياتي سوءاً.
أنتي لا تعرفين مقدارَ الأكتئاب الذي أعاني منه، أنا أرى الموت بين عيني في كلِ ليلةٍ ولا أحد يبالي للعنة التي تحل علي.
إلى أن وصلتُ لدرجة أصبحتُ أرفض فيها أي نوع من الإهتمام؛ هجرتُ حبيبي و تركتُ و الدي و حتى اصدقائي تقاتلتُ معهم جميعاً ً.و بالتأكيد لن تأتي أنتِ أيتها العاهرة اللعينة و تحليِ جميع مشاكلي بكلامك الروحاني و المبتذل هذا، يبدو أنكِ مجردُ فتاة سطحيةٍ و من المستحيلِ أن تفهمي كل ما قلتُه لذا أغربي عن وجهي".
اردفتْ و هي تنظر عميقاً داخلَ عيناي، كلامها كان قاسياً و مؤلماً ، لذلك لم أشعرْ بنفسي و أنا أحملُ حقيبتي و أخرجُ مسرعةً من الغرفةِ متجهةً إلى أي مكان يكون بعيداً عنها و عن كلامها.
جلستُ في إحدى الساحات المليئة بالعشب الأخضر و المناظر الخلابةِ، لكنني مع ذلك لم انتبه لكل ذلك الجمال من حولي ووجدتُ نفسي أبكي تأثراً بكلامها.
ِأنا حتى لا أعلم السبب الحقيقي لبكائي، أهو كلامها الذي اخترق جسدي كسهمٍ جارحَ وجعلني لا أقوى على تحملِ المزيدِ من الحديث القاسي بحقي و بحق كل شيء اعرفه.
ديني و عائلتي و بلادي و نفسي كل هذه الأمور اصبحت مباحةً للجميعِ لكي يتحدثوا عنها، فأجدهم منذُ اللحظةِ الأولى يطلقون أحكامهم المخيفة علي.أم السبب الحقيقي لبكائي هو إشفاقي عليها و خوفي من أن تكون خطيتها برقبتي يوم القيامةِ إن آذت نفسها و أنهت حياتها و لم أنصحها أو أعدها إلى الطريق الصحيح.
أنت تقرأ
انا ، هي و القمر™
Fanficأنا و أنت كنا حلماً من الأحلام ِ، طاردتُ السراب كأنني الصياد، و لكنني لم أدرك أنني تخطيتُ عالمي و أحلامي و حتى حدودي لأجلك. لربما الهيام ُأعماني؟ فكلما غبت عن عيني و ربي لم تغب عن قلبي، هل سأغرقُ قبل أن ينقذني أحدهم... قبل أن أغوص في عالم لم أعر...