لقد مرت أربعةُ أشهرٍ منذ وفاة ريو شقيق أياكو، في أول أيام وحدتِها هيّ بقيت حبيسة المنزل متمسكه بأحد قمصانِه التي يحبها وتنبثق منها رائِحَتُه، تبكي طوال الوقت ولا تأكل جيداً، ولكن بعد مرور أول أسبوع من وفاتِه هي تغيرت فجأه صحيح أنها لا تزال لا تأكل جيداً ولكن هي توقفت عن البكاء وبدأت بالخروج من المنزل والذهاب للمدرسة وبدأت تبحث عن عمل بدوام جزئي... هيّ لم تتخطى وفاته بعد ولكنها لم تتحمل الشعور بالوحدة...والأن هي تعمل في مقهى كانت ترتاد له كثيراً مع شقيقها ريو، تذهب منذ الصباح الباكر إلى المدرسة ولا تعود سوى متأخراً جداً مساءً بعد انتهاء مناوبتها في المقهى، تحسنت حالتها النفسية كثيراً بسبب مساعدة زملاؤها في العمل.
اليوم هو يوم اجازة المقهى فلا عمل لأياكو لليوم فعادت مباشرة بعد المدرسة، أعدت لها طعاماً خفيفاً أكلته ثم أراحت جسدها المتعب على أريكة غرفة الجلوس وأغلقت عينيها بهدوء محاولةً أن تنال قسطاً من الراحة، ولكن هذا لم يدم كثيراً فهي لم تكد أن تدخل في نومٍ عميق حتى تجفل بسبب صوت طرق الباب القويّ، وقفت بصعوبة وبخطواتٍ حذرة إتجهت للباب، ألقت نظرة من خلال عدسة الباب لتتعرف مباشرة على العجوز في الخارج، فتحت الباب لتسأل مباشرة بقلق "ما الخطب؟"
ليجيبها بصوتِه الغليض مع نظراتٍ حادة من أعينِه النمرية المحاطة بالتجاعيد "لا تدّعي البراءه!" وأكمل " أنتِ لم تدفعي إيجار شهرين وستكملين الثالث، وليس هذا فقط بل وأيضاً أنتِ تخرجين منذ الصباح الباكر ولا تعودين سوى في منتصف الليل!"
"أنا أعمل لأدفع لك إيجارك، فالتنتظر قليلاً فقط فأنت تعلم أن لا أحد لديّ" قالتها أياكو باحترام وهدوء.
ليجيبها ببرود وبنبرة أمرَه "لا لن انتظر أكثر، إما أن تدفعي الأسبوع القادم أو فالتحزمي حقائبك وأخرجي!!" ليستدير ويعود أدراجه.
تنهدت أياكو بانزعاج، أغلقت الباب واستندت عليه لتحدث نفسها "ما الذي عليّ فعله؟ لا استطيع أن ادفع الايجار مهما فعلت... ولا يوجد أحدٌ يستقبل طالبة في المتوسطه ولا تستطيع دفع الايجار دائماً.."
أنت تقرأ
Seeking for the LIFE
Romanceاحساس الفقدان المؤلم هو ما تحاول بطلتنا اياكو التعايش معه في حياتها اليومية، فوالداها قد توفيا، وهي الان تعيش مع اخيها الوحيد ريو. فكيف ستعيش عندما يختفي اخيها وعائلتها الوحيده عن وجه الارض؟ هذا ما ستعرفونه في احداث رواية السعي وراء الحياة اعلى ترتي...