في اليوم التالي استيقظت رينا نشيطة على غير عادتها ، كانت متلهفة للذهاب للعمل و لكن أدركت أن اليوم هو الأحد ، نهضت من سريرها و اتجهت إلى الحمام ، تحممت و ارتدت ملابسها و وقفت أمام مراة الحمام تفرش اسنانها بعد أن انتهت وضعت اصبعها على شفتيها و قالت لنفسها : "هكذا إذاً هو شعور القبلة الأولى " و ابتسمت ابتسامة خفيفة ثم بسرعة صفعت خديها بخفة و قالت :"تباً لم تكن قبلة حقيقية و مع ذلك الوغد الأحمق أيضاً" .
خرجت إلى غرفة المعيشة ، تعيش وحدها في ذلك المنزل الكبير ، جلست على الأريكة مللة فأخذت كتاباً لتقرأه و تزيح مللها ، بعد مدة من القراءة أمسكت هاتفها كأنها تترقب شيئاً ما ، و لكن عندما تداركت نفسها وضعت الهاتف بقربها بسرعة .
بعد ساعة ورد إتصال لهاتف رينا ، كان المتصل :
"أكيرا 눈‸눈" فأسرعت رينا بالرد :
أكيرا : رينا سان ، ما هذا الرمز التعبيري المزعج الذي تضعينه بجانب اسمي ؟؟
رينا : كيف علمت ؟؟؟
أكيرا : لقد كنت نائمة في منزلي قبل البارحة أنسيتي ؟؟ فراودني الفضول لمعرفة بماذا تسجلينني في هاتفك ... على أي حال أرسلي لي عنوان منزلكِ لكي آتي ، اشتريت بعض الطعام و لن أتناوله وحدي .
رينا : ..... حسناً .
بعد ربع ساعة :
أكيرا : هيا لنأكل بسرعة أنا جااائع !!
رينا : صوتك ...عالي ... لاتنسى أنت في منزلي الآن .
أكيرا : تتصرفين كالأطفال ... ولكنك طفلة لطيفة حقاً (قرص خدها)
رينا : أبعد يدك ...قبل أن أكسرها لك ....
أكيرا : طفلة مخيفة أيضاً (يبعد يده)
بعد أن تناولوا الطعام :
أكيرا : إذاً تعيشين وحدك في هذا المنزل الكبير ؟؟
رينا : نعم ، والدتي توفت وأنا في العاشرة و تزوج والدي مباشرة بعد وفاتها ، كنت أنتظر تخرجي من الثانوية لكي أسكن وحدي.
أكيرا : يبدو أنكِ مررت بوقت صعب جداً .... ولكن أنا معك الآن (يلف يده حول رقبتها)
رينا : إلى متى ؟؟ حتى تتزوج مثل أبي ؟؟ أو تتركني للأبد مثله !!!
أكيرا : من هو ؟؟
رينا :(تبعد يده و تقف بعيداً عنه) لا عليك فقط ...
عم الصمت بينهم لدقائق ثم ذهب أكيرا إلى غرفتها.
أكيرا : كما توقعت !! المديرة الكئيبة !! ما هذه الغرفة المغطاة بالسواد ؟؟ هل هذه غرفة عزاء ؟؟
لحقت به رينا عندما سمعته يتكلم فرأته يحمل صورة و يتأمل فيها و لم ينتبه لدخولها الغرفة .
رينا : (تحاول أن تأخذ منه الصورة) أعطني إياها !! توقف عن العبث بأغراض الآخرين !! (رفع عنها الصورة و أصبحت تقفز محاولة الوصول إليها و لكن لم تقدر لفرق الطول بينهما)
أكيرا : (تغير وجهه الذي كان مبتسماً قبل قليل وأصبح وجهاً جاداً ممزوجاً بالغضب و الحزن) من هو أخبريني ؟؟؟ هل هو من تحدثتِ عنه قبل قليل ؟؟ هل هو حبكِ الأول ؟؟
رينا : لا أريد أن أتحدث عنه (تتغير ملامحها و يعتريها الحزن و الألم و تتجمع الدموع في عينيها)
أكيرا : (سحبها إلى حضنه) لا بأس إن بكيتي أمامي فسوف أكون هناك من أجلك لأحتضنك و أمسح دموعك .
رينا بدأت البكاء بشدة و شهقاتها العالية تمزق قلب أكيرا حتى انخفض صوت بكائها قليلاً و لكن ما زالت شهقاتها مسموعة ، ابتعدت عنه قليلاً ، فأمسك بوجهها بين يديه و نظر إلى عينيها و مسح دموعها برفق .
أكيرا : لن ترتاحي حتى تقولي ما بقلبك !! قولي كل شيء!!
رينا : لقد وعدني (شهقة) أنه سيبقى معي إلى الأبد (شهقة) ولكنه ... (شهقة) جعلته يموت بسببي !!! لماذا أنقذ حياتي ؟؟ حياتي كانت تعيسة و كان هو الشيء الوحيد الذي يبقيني على قيد الحياة ، لماذا تركني و ذهب وحده ؟؟ ما المميز في حياتي لكي ينقذها ؟؟ لماذا لم يدعني أموت فحسب ؟؟ أريد الموت فقط !!
غضب أكيرا من آخر كلماتها فقام بإسكاتها بقبلة عميقة ، اتسعت عينا رينا و لكنها سرعان ما استسلمت له و بادلته و استمرت الدموع في النزول من عينيها و شعرت بالراحة في قلبها ، فصل أكيرا القبلة و نظر إلى عينيها .
أكيرا : يمكنني مسامحتك إذا غضبتي ، إذا بكيتي ، إذا تجاهلتني ، إذا أحببتي فتى و تركتني وحدي ، و لكن لا يمكنني أن أسمح لكِ أن تتحدثي عن الموتِ أمامي مطلقاً ، سأبقى بجانبك سأحميك لذا لا تقولي مثل هذه التفاهات مرة أخرى !!
عادت رينا للبكاء بشدة و احتضنها و بعد مدة من الزمن وجدها نائمة في حضنه .
أكيرا :(ضحك بخفة) تباً ، إنها طفلة حقاً !! إياكِ أن تغفي في أحضان شخصٍ آخر هكذا !!
حملها إلى السرير و غطاها و قبل جبينها و غادر بهدوء.
أنت تقرأ
هل ستتغير حياتي ؟
Romanceكانامي رينا هي بطلة القصة التي تعيش في عالمها الخاص عازلةً نفسها عمن حولها ، تخفي نفسها تحت قناع البرود خوفاً من أن يتحطم قلبها مرة أخرى ، هل هي بهذه القوة حقاً ؟ هل ستظل باردة كما تدعي ؟ . . الحالة : مكتملة . . عدد البارتات : 15 . . تم النشر : 06...