"كلاااااا انتبه يامادا سيييينسيييي"
كانت هذه الكلمات آخر ما صرخت به رينا حتى استيقظت من نومها فزعة ، ما زالت تلك الكوابيس تراودها في منامها ، الحادث الذي أخذ منها آخر شخصٍ أحببته . تعكر مزاجها بعد ذلك الحلم ، ذهبت لتجهز نفسها للعمل و خرجت راكبةً سيارتها الغالية ذات اللون الرصاصي .
دخلت مبنى العمل بوجهها المخيف فحاول العاملون تجنبها لأنهم يعلمون ما قد تفعله عندما تغضب ، اتجهت نحو المصعد فابتعد الذين كانوا يقفون أمام المصعد متظاهرين بإنشغالهم بأشياءٍ أخرى خوفاً من تلك المديرة ، دخلت المصعد و كاد الباب ينغلق لولا إمساك ذلك الفتى بباب المصعد و فتحه و دخل و هو يدندن بألحان أغنية ما ، عندما انتبه للمديرة التي كانت داخل المصعد فابتسم ابتسامته المشرقة تلك قائلاً :"صباح الخير". اكتفت رينا بالنظر له بنظراتٍ مخيفة . انغلق باب المصعد ، نظر أكيرا لوجه رينا الملىء بالنظرات غير المفهومة ، تظاهر بالعبوس ليقلدها و أخفض من رأسه و واجه وجهها ناظراً إلى عينيها .
أكيرا (بنبرة مضحكة): ما بال هذه الطفلة اللطيفة عابسة منذ الصباح ؟؟
رينا: (وجهت له نظرتها المخيفة تلك مرة أخرى) هل تود الموت ؟؟
أكيرا: هل تود الموت (يقلدها) هل تظنين أنني سأخاف من طفلة نامت البارحة و هي تبكي في حضني ؟؟
رينا: م م ماذا؟؟ (تذكرت فجأة أحداث الليلة البارحة فقد كانت قد نسيت كل شيء بسبب الحلم المزعج ذاك فتحول وجهها للون الأحمر و أبعدت عينيها عنه)
أكيرا(يفجر ضحكة عالية): انظري كيف تحول وجهك للون الأحمر !! يا إلهي كم أنتِ طفلة لطيفة.
رينا(بنبرة غاضبة و لكن لطيفة كالأطفال): هل أبدو لك كطفلة ؟؟ كل من في هذا المبنى يخافون مني !! ألم تر كيف ابتعدوا عن طريقي فور رؤيتي ؟؟ هل تريد أن أضربك ؟؟ (رفعت يدها مازحة متظاهرة أنها ستضربه).
أكيرا(ينفخ خدوده و ينظر إليها نظرة لطيفة كالأطفال): أنا هو الطفل انظري كم أنا لطيف !!
رينا(ضحكت ضحكة خفيفة): خفت بهذه السرعة ؟؟
أكيرا: لقد ضحكتِ !! لقد فعلتها !! رأيتك تضحكين أخيراً.
رينا(تبتسم بلطف): كلا لم أضحك!!
أكيرا: بل فعلتي !! (انفتح باب المصعد)
رينا(تخرج و هي تبتسم):لقد فتح المصعد أنا ذاهبة .
أكيرا: انتظريني !!
خرجت رينا ويتبعها أكيرا كانت تبتسم إبتسامة خفيفة ، نظر لها كل من بالطابق مندهشين و بالذات عندما ألقت عليهم التحية ثم توجهت إلى المكتب الخاص بها و لحقها أكيرا إلى هناك أيضاً.
الموظف ١ : هل هي تبتسم حقاً ؟؟
الموظف ٢ : كما توقعت إبتسامتها جميلة !! و لكن هل حيتنا للتو ؟؟
الموظفة ١ : هذا الفتى الوسيم الذي مع المديرة ، أليس هذا مدير المبيعات الذي تم تعيينه الأسبوع الفائت ؟؟
الموظفة ٢ : بلى إنه هو !! يا إلهي إنه رائع !! ماذا كان اسمه ؟؟ نعم !! ناكاموري أكيرا !! و لكن هل هو حبيب المديرة ؟؟
يومي : هذه الفتاة المتغطرسة لابد أنها أغرته بمالها !!
أكيرا : لاتتحدثي عن مديرتك بهذه الطريقة (قال بنبرة عالية و مخيفة) أنتم من قسم المبيعات أليس كذلك ؟؟ انتبهوا لعملكم جيداً و سلموا لي ما تعملون عليه في نهاية هذا اليوم و إذا وجدت فيه عيباً و لو صغيراً سوف أعاقبكم عليه مفهوم !!
جميع الموظفين : حاااضر سيدي.
أكيرا : و أنتِ صاحبة اللسان الطويل (يقصد يومي) إذا سمعتكِ تتحدثين عنها بهذه الطريقة مرة أخرى (اقترب من أذنها و قال بصوت مخيف) سوف أجعلكِ تندمين !! و الآن انصرفوا إلى أعمالكم .
و ذهب أكيرا تاركاً يومي وراءه التي تتمتم متوعدة بأنها ستنتقم لإهانته لها .
بعد عدة ساعات في مكتب رينا :
كانت توقع بعض الأوراق التي جلبها لها سكرتيرها ، فدخل أكيرا حاملاً كوب قهوة .
رينا : ألم تسمع بطرق الباب قبل الدخول ؟؟ لا تنسى أنا مديرتك هنا !!
أكيرا : حسناً أيتها الطفلة المزعجة أقصد كانامي سان !!
خرج من الباب و طرقه ثم دخل .
أكيرا : هل هذا يكفي كانامي سان .
رينا : اممم نعم يكفي ، تفضل بالجلوس .
أشارت له بكرسي أمام طاولتها فجلس و قدم لها كوب القهوة.
أكيرا (يمسح على رأسها بلطف): لقد عملتِ جيداً ، خذي اشربي هذه القهوة .
أخذت رينا كوب القهوة منه ببرود ارتشفت منه القليل و تظاهرت بأنها تنظر للأوراق التي في يدها الأخرى بينما هي فقدت التركيز تماماً منذ دخول أكيرا إلى المكتب ، وضع يده تحت ذقنه و اتكأ على طاولتها و أخذ يتأملها ، أصيبت رينا بالتوتر و لكن تظاهرت بعكس ذلك ، لم تستطع أن تتحمل .
رينا : لماذا تحدق بي هكذا ؟؟
أكيرا : لأنكِ جميلة .
رينا : أعلم ذلك !!
لم يقم أكيرا بقرص خدها كالعادة بل اكتفى بالإبتسام .
رينا : أليس لديك عمل ؟؟
أكيرا : لقد انتهيت و أنتظر إنتهائك من عملك أعني إنتهائك من تظاهرك بالعمل.
رينا : ماذا تعني ؟؟
أكيرا : الورق الذي بين يديكِ ، إنه مقلوب .
رينا انتبهت لنفسها ووضعت الورق و خبأت وجهها المحرج بين يديها فضحك أكيرا ضحكته المعتادة و مسح على شعرها.
أكيرا : هيا بنا ...
لم يكمل أكيرا جملته لأن سكرتيرها دخل المكتب.
السكرتير : كانامي سان ، والدكِ بإنتظارك في مكتبه .
رينا : حسناً سآتي معك.
خرجت رينا مع سكرتيرها فرتب أكيرا مكتبها و خرج منه .
في مكتب والد رينا :
كانامي مورو (والد رينا): لدي رحلة عمل بعد غد لمدة أسبوعين ، أريدك أن تعتني بأمور الشركة إلى حين عودتي .
رينا: كما توقعت ، تريدني لأمر يخص العمل .
مورو : تحدثي بأدب إنني والدكِ .
رينا : متى إعتبرت نفسك والدي ؟؟ إذا لم يكن لديك شيء آخر إعذرني إذاً .
غادرت رينا المكتب مسرعة بدون أن تسمع إجابته ، ضرب مورو على طاولته بقوة .
مورو : هذه الفتاة الفظة ما زالت كما هي!!
نزلت رينا و هي تمسك دموعها فوالدها ما زال يعاملها كوريثة لأعماله فقط ، نزلت إلى موقف السيارات لكي تذهب فوجدت أكيرا ينتظرها أمام سيارتها .
أكيرا : أعطيني مفاتيحك ، سوف أقود أنا .
أعطته رينا المفاتيح بدون تردد و صعدت إلى السيارة و جلست بالمقعد الذي بجانب مقعد السائق ، بعد مسافة من القيادة أحس أكيرا برينا تبكي بسبب شهقاتها المنخفضة فمد يده و مسح على رأسها .
أكيرا: كل شيء سيكون بخير .
توقف أكيرا قرب حديقة ، كانت شبه خالية فالظلام قد بدأ يحل .
رينا : ما هذا المكان؟؟
أكيرا : انزلي فقط أيتها الثرثارة .
وقف أكيرا أمام السيارة ، عندما خرجت من السيارة أمسك يدها ، و سحبها إلى الأرجوحة و أجلسها هناك و جلس بجانبها .
أكيرا : عندما كنت صغيراً كنت آتي إلى هنا و أجلس على الأرجوحة عندما أكون حزيناً ، منذ الصباح كنت تبدين حزينة ، لن أجبرك على التحدث ، ولكنني لا أحب أن أراكِ حزينة ، ابتسمي حتى ولو لم يكن هناك سبب للإبتسام ، كوني سعيدة ليس لأجل شخص من أجل نفسك ، هذه قاعدتي في الحياة .
رينا : لماذا أنت مهتم بي هكذا ؟؟ جميع الناس يرونني قاسية و يبتعدون عني و يكرهونني لماذا لست منهم فحسب ؟؟
نهض أكيرا و جلس أمامها .
أكيرا: لأنكِ ببساطة لستِ كذلك ، تتظاهرين بذلك لكي تبعدي الناس عنكِ لكنني لن أفعل (أمسك يدها) أعدك سأكون صديقاً مخلصاً لكِ ، لن أتخلى عنكِ كما فعل والدك ، لن أترككِ للأبد مثل حبكِ الأول ، فقط ثقِ بي ، و لا تتخلي عني ، و لا تحاولي أبعادي لأنني ملتصق بك لن أترك طفلتي اللطيفة !!
رينا (تضع يدها على شعره و تبعثره): للمرة الألف بعد المئة لست طفلتك ، الفرق بيننا سنتين فقط !!
نظرت لعينيه فإحمر وجهها فأبعدت نظرها ، ابتسم و نهض ، و وقف بعكس إتجاه الأرجوحة فإحتضنته من الخلف ، اندهش أكيرا فتجمد في مكانه .
رينا : لأن هذا محرج ، إستمع إلي فقط ، تألمت في الماضي كثيراً ، خسرت والدتي و أنا في العاشرة ، تزوج والدي بعد وفاتها ، خسرت حبي الأول بعد ثماني سنوات ، منذ ذلك الزمن فكرت بالموت كثيراً ، حاولت الإنتحار كثيراً ، حول والدي حياتي إلى جحيم ليجعلني مديرة شركته ، لذلك أصبحت رينا الباردة ، ليس لأنني قوية بل لأنني كنت خائفة، أردت أن أبعد الناس عني و لكن (بدأت دموعها في الإنهمار) لأول مرة في حياتي أصبح لدي شيء يجعلني أرغب في العيش ، أصبح لدي شخص أفكر به عندما أستيقظ من النوم ، شخص يجعلني أبتسم كلما أفكر فيه (شدت على إحتضانها له) هذا الشخص هو أنت.
أنت تقرأ
هل ستتغير حياتي ؟
Romanceكانامي رينا هي بطلة القصة التي تعيش في عالمها الخاص عازلةً نفسها عمن حولها ، تخفي نفسها تحت قناع البرود خوفاً من أن يتحطم قلبها مرة أخرى ، هل هي بهذه القوة حقاً ؟ هل ستظل باردة كما تدعي ؟ . . الحالة : مكتملة . . عدد البارتات : 15 . . تم النشر : 06...