Part 15 |End|

7.9K 665 103
                                    


أخيرااً انتهيت من أول رواية لي
مرت تقريباً سنة من بداية كتابتي ليها
مريت بظروف و خلتني أتأخر بالكتابة جداً ، سوو حاولت أخلي البارت الأخير طويل و مرضي
شكراً لكل اللي ساندوني و دعموا روايتي من البداية
أتمنى أن تعجبكم النهاية
و رح أحاول أبدا برواية جديدة قريباً
__________________
الفصل الخامس عشر :
ذهب أكيرا لشركة رينا راكباً سيارته الرياضية البيضاء ، ركنها بمواقف سيارات الشركة ، خلع جاكيت البدلة و تركه بالسيارة ، عدل قميصه الأبيض ، دخل الشركة ليندهش كل من فيها ، فهذه أول مرة يأتي للشركة بملابس رسمية ، شعره المصفف لأعلى أظهر وسامته المثالية خاطفاً بذلك أنفاس جميع الموظفات.
يجلس على كرسيه في مكتبه ، يقوم بأعماله بينما عقله مشغول بالتفكير ، "سيتزوج من رينا" جعل هذا قلبه مضطرباً ووجهه مكسو بالحمرة ، تنهد للمرة المئة اليوم ، وضع رأسه على الطاولة ، يحاول تنظيم نبضات قلبه بلا فائدة.
أكيرا يحادث نفسه : تباً ، أبدو كمراهقة تلقت إعترافاً للتو.
تنهد مجدداً.
أكيرا : سأتأكد من كل شيء الليلة.
في المساء :
تجهزت رينا بالكامل ، ترتدي فستاناً أسوداً قصيراً بلا أكمام مع عقد و قرط لؤلؤ أبيض ، يزين فستانها بروش أبيض على شكل وردة ، شعرها مصفف و منسدل ، واضعة مكياجاً "smocky" مع أحمر شفاه مخملي.
وقف جينتا أمام باب غرفة أخته ، يصفق بيديه و يصفر من ما جعل وجه رينا يحمر بالكامل.
رينا :هل ... أبدو جميلة ؟؟
جينتا : جميلة ؟؟؟ تبدين رائعة عزيزتي !! سوف يفتن بك أكيرا اليوم !!
قهقهت رينا بخجل و ذهبت ووقفت أمام أخيها تشد خديه و تتلو عليه وصاياها المعتادة بأن يعتني بنفسه في غيابها ، تذمر جينتا من معاملتها له كالطفل.
صوت توقف سيارة يليه رن الجرس ، ركض جينتا ليفتح الباب ليستقبله أكيرا بكامل أناقته بالإضافة لمظهره الساحر ، إبتسم جينتا بخباثة ، وقف على أطراف أصابع قدمه ليهمس في أذن أكيرا.
جينتا : أنت و أختي ، تبدوان كالعروسين ، أنتظر يوم زفافكما بفارغ الصبر.
توسعت عينا أكيرا و إحمر حتى أذنيه ، أراد أن يتحدث و لكنه رأى رينا و التي كانت تقف و تحدق للأرض بخجل ، تجاهل أكيرا خجله و تقدم و أمسك بيد رينا ، رفع ذقنها بإصبعه و حدق بعينيها لثلاث ثواني ثم إبتسم و أحكم إمساكه بيدها و إقتادها لسيارته التي شهقت رينا لرؤيتها.
رينا : تملك سيارة ؟؟؟ سيارة رياضية !!!
أكيرا : وريث أحد الأغنياء ، مندهشة أليس كذلك ؟
فتح الباب لرينا و أدخلها السيارة ثم إنحنى فوقها ، توقفت رينا عن التنفس و أغلقت عينيها بشدة ، إبتسم أكيرا بخبث و همس قرب أذنها متعمداً أن تضرب أنفاسه رقبتها .
أكيرا : إسترخي سوف أربط حزام الأمان فقط.
رينا : تباً لك فقط.
قالت و هي تدير وجهها بعيداً عنه ، قهقه أكيرا بخفة ، أغلق الباب و جلس بمقعد السائق بجوار مقعد رينا ، مدهش كيف يستطيع تغيير شخصيته التي كانت مترددة و خجولة طوال اليوم إلى لعوبة أمام رينا. رينا لم تنطق بشيء طوال الطريق، بينما تتسائل هل هو حقاً غني ، فهو موظف عادي في شركتها ، لكن منصبه ليس بمزحة بالنسبة لعمره ، هل حصل عن المنصب عن طريق والده مثلها ؟؟ أم خبرته أوصلته لذلك ، قطع أكيرا شرودها موضحاً لها.
أكيرا : والدي مالك شركة "AK" التي جئت منها للمشروع المشترك ، فكرة المشروع أنا من إقترحها ، يريد والدي أن أكون وريثه لذا تبعت خطواته منذ كنت طفلاً ، حتى هذا المنصب بواسطته ، حافظت عليه بمجهودي ، رفضت أن يرقيني لمنصب أعلى ، إخترت هذا المشروع لكي أبدأ حياتي وحدي من المال الذي سأجمعه ، أنا في الثلاثين لا أريد أن أعيش بمال والدي للأبد، لذا كما ترينني لا تظهر علي علامات الغنى ، أحب أن أعيش ببساطة ، ما عدا ما يتعلق بهذه الصغيرة.
قال و هو يربت على مقود سيارته ، هربت ضحكة من شفتي رينا ثم تداركت نفسها فتحمحمت و عدلت خصلات شعرها.
أكيرا : رأيتِ !! أستطيع جعلك تضحكين بالقليل من الكلمات، هذا سحر أكيرا الجذاب.
رينا : تشه ، متكبر !! -بصوت أشبه بالهمس- لكنك محق.
تظاهر أكيرا أنه لم يسمع كلماتها وإبتسم إبتسامة جانبية.
ذلك الجو المقيت كما يدعوه أكيرا يحيط بالصالة التي يقام فيها الحفل ، و لكن إبتسامة رينا عندما تلتقي أعينهما تجعله ينسى ذلك الجو ليبادلها بإبتسامة دافئة.
تقف رينا بجانب والدها تلقي التحايا على أصدقاء والدها أو شركائه من المدعوين إلى الحفل ، تتلقى المديح و كلمات الإعجاب بجمالها ، و آخرهم إبن أحد معارف والدها الذي أثنى على جمالها ببعض كلمات المغازلة الدبقة بينما رينا تبتسم بخجل و تشكره على ذلك ، مما جعل أكيرا الواقف من مسافة ليست ببعيدة أن يستشيط غضباً.
بعد أن ذهب ذلك الشاب عدل أكيرا مظهره و ذهب ليقدم نفسه كإبن مالك شركة "AK" ، تظاهر بعدم معرفة رينا معرفة حميمة بل كأنه موظف عادي للمشروع ، يتصرف ببرود بينما دهشت رينا لذلك رغم أنها أعجبت بالكاريزما الباردة ، لنكن صريحين ، رينا لا تستطيع إلا أن تعجب بكل ما يتعلق بأكيرا ، همس في أذنها عند إنشغال والدها.
أكيرا : إذاً تتأثرين بالمغازلة المبتذلة ، بدوتِ كمراهقة تلقت المديح ، مبتذل.
ذهب أكيرا إلى طاولته مجدداً ليرتشف جرعة من كأس النبيذ الذي تم تقديمه له و هو غاضب الأحرى يشعر بالغيرة ، لكنه يبدو لطيفاً للغاية بعبوسه الطفولي.
ضحكت رينا بعد أن غادر ، بدى لطيفاً و طفولياً في نظرها فلم تتوقع أن يكون غاضباً لهذا السبب ، إضافة لعبوسه ذاك.
عاد والدها ليقف بجانبها و يهمس لها :
مورو : أريد محادثتك على إنفراد ، إتبعيني.
أومئت رينا و لحقت بوالدها حيث إتجه لغرفة في الفندق الذي توجد به صالة الحفل ، أشار لها بالجلوس بجانبه.
مورو : رينا عزيزتي.
رينا : نعم والدي.
مورو : أنوي تزويجك بإبن صديقي.
رينا : و لكن أبي ...
مورو : لا يسعك الإعتراض على هذا ، إنه آخر ما أطلبه منك.
رينا : لدي شخص أحبه ، لا أستطيع...
مورو : إقبلي ، هذه المرة فقط ثقي بقراري.
رينا : أبي وثقت بقراراتك و لم أعترض عليها مطلقاً ، فعلت كل ما رغبت أن أفعله ، هذه أول مرة في حياتي أرغب بشيء ما بهذه الشدة ، أبي!!
وقف مورو و تنهد ثم أضاف بصرامة.
مورو : لقد إتخذت قراري و لن أتراجع فيه و لن أقبل المناقشة.
غادر والدها دون الإستماع لإجابتها تاركها غارقة بدموعها ، وقعت بالحب مرة أخرى بصعوبة ليتحطم قلبها مرة ثانية ، هذا ما فكرت به في تلك اللحظة ، حينها يئست من حظها.
خرجت من الغرف كجسد بلا روح ، عادت ملامح الدمية الباردة القديمة لتعتلي وجه رينا ، إقترب أكيرا من رينا التي كانت ملامحها متجمدة تماماً ، بينما والدها إبتسم إبتسامة جانبية و إنسحب من جانبها بهدوء ، أحاط أكيرا خصر رينا التي كانت شاردة بيده ، تنهدت رينا فقد علمت صاحب اليد.
رينا : أبعدها.
أكيرا : و إن لم أفعل ؟؟
رمقته رينا بنظرة حادة ، بادلها أكيرا تلك النظرة بنفس جديتها مقلداً لها.
رينا بنبرة غاضبة : ما الذي تفعله !!
أكيرا بجدية : صراع الشعاع الليزري.
كانت رينا لتضحك على نكاته السخيفة و الطفولية في العادة و لكنها إكتفت بدحرجة عينيها بعيداً عنه محاولة إبعاد يده عنها لكنها لم تستطع.
رينا بنبرة متعبة : إتركني أرجوك إنه مؤلم.
همس أكيرا بلطف : ما هو المؤلم ؟ خصرك ، أم قلبك ؟
أغمضت رينا عينيها بخفة محاولة بلع غصتها لتتوسع أعينها و ينبض قلبها بشدة عندما همس أكيرا.
أكيرا : لما لم تجيبيني زوجتي المستقبلية.
رينا : م م ما الذي قلته !!
أكيرا : نعم أنا الزوج الذي إختاره لك والدك لذا لا أريد رؤية عبوسك هذا.
بعد ستة أشهر :
يقف كل من رينا و أكيرا أمام الكاهن الذي يتلو عليهما النذور بينما وجه رينا تعتليه حمرة خفيفة نسبة لخجلها.
الكاهن : ناكاموري أكيرا ، هل تقبل برينا زوجة لك في السراء و الضراء ؟؟
أكيرا بإبتسامة واسعة : نعم أقبل.
الكاهن : كانامي رينا هل تقبلين بأكيرا زوجاً لك في السراء و الضراء ؟؟
رينا : أجل.
الكاهن : و الآن أعلنكما زوجاً و زوجة يمكنك تقبيل العروس.
نظر أكيرا بخبث لرينا المحمرة بشدة فهذه أول قبلة لهما منذ ستة أشهر ، وضع يده على خدها و قبل شفتيها برفق ليتعالى صوت التصفيق في الصالة.
بعد أسبوعين (رينا و أكيرا يقضيان شهر العسل بالمالديف) :
دخلت رينا لغرفتها و هي تشتعل غضباً بالأحرى غيرة بينما أكيرا لحقها ، أغلق باب الغرفة ليقف أمام رينا التي إمتلأت عيناها بالدموع .
رينا : رأيت كل شيء بعيني ، كيف كنت ودوداً مع تلك الفتاة، لما لم تتزوجها هي ؟؟
أكيرا : عزيزتي إهدئي لقد كان حديثاً عادياً فقط.
رينا : عادياً ؟؟ أنت غريب فعلاً ، تكون ودوداً مع الفتيات في حين أنك تزوجتني لإرضاء والدينا بينما أنت لم تعترف و لا مرة بحبك لي إن كنت تحبني حتى ، طوال الستة الأشهر الماضية كنا نخرج بمواعيد فقط و لكن لم تقل أي شيء يثبت أنك تريدني ممممم...
قام أكيرا بإسكات زوجته الغاضبة بقبلة قوية ليبتعد قليلاً محيطاً خصرها بيديه.
أكيرا : كم تبدين لطيفة و أنتِ غاضبة .
ضربت رينا صدره بخفة هامسة : إبتعد.
أكيرا : كنت أريد التأكد من مشاعري ، لم أصدق أنني واقع لكِ حينها ، ربما لأنني كنت ما زلت أملك بعض المشاعر ليوكي ، ولكن ، أنا واقع لك منذ أول قبلة لنا ، أمام مبنى شقتي ، صحيح أنها لم تكن قبلة حتى فقط كنت تحاولين تشتيت إنتباهي عن يوكي و ميامورا ، لكن ، قلبي نبض بشدة ، لم تتجاوز معرفتنا لبعض يوماً فقط لذا كنت أنكر هذه المشاعر بشدة ، يوماً بعد يوم كنت أستمتع بإغاظتك بينما أحب قربي منك ، مشاعري المتناقضة التي لم تكن هكذا إلا بوجودي معك ، و لكنني الآن أدرك تماماً.
توقف أكيرا عن الحديث ليمسح دموع رينا التي هربت من عينيها.
أكيرا : أنا أحبك رينا و تزوجتك لأنني أريد ذلك ، أريد أن تكوني ملكي للأبد ، لن أجعلكِ تتألمين مجدداً ، سأحرص على أن يكون كل يوم لنا سوياً سعيداً ، أعشقك.
إحتضنته رينا لتبكي بشدة بين أحضانه بينما أكيرا يربت على ظهرها و يحتضنها إليه ليدفنها في صدره.
رينا : أنا أحبك أيضاً.
غفى الإثنان سوياً و قلبهما ينبض حباً و رينا تقبع في حضن أكيرا لتكون بداية حياتهما السعيدة.
_____________________
رينا التي كانت يائسة من حياتها و مستسلمة لبرودها و حزنها أدركت أن حياتها لم تكن بهذا السوء بل كان قدرها يخبيء لها سعادة لم تتوقع أن تحصل عليها في حياتها ، وجدت إنساناً يحبها ليخرجها من كآبتها لتعيش بقية حياتها مع من أحبته، والدها الذي ظنت أنه يكرهها طوال هذه السنين علمت أنه كان مجروحاً لوفاة والدتها أكثر منها مما جعله يعيش تحت قناع البرود طوال حياته ، تزوج لأجلها و جعلها مديرة لشركته من أجلها أيضاً، إختار أكيرا زوجاً لها ليس لأنه وريث و إبن صديقه كما إدعى ، و لكن لما سمعه عن إبنه أنهما واقعان لبعضهما بشدة .
بعض الأمور لا تكون كما نراها من جانبنا و نظرتنا للعالم قد تكون مقتصرة على الجانب الذي نراه منه ، لو وسعنا أفاقنا و أعطينا أنفسنا فرصة جديدة لنبدأ حياة أفضل سنحصل على السعادة على الأقل لنظرتنا الإيجابية و عدم إستسلامنا.
لتكون هذه خاتمة قصة رينا بينما أترك البقية لخيالكم ، متمنية أن يحظى الجميع بنهاية سعيدة أيضاً.

🎉 لقد انتهيت من قراءة هل ستتغير حياتي ؟ 🎉
هل ستتغير حياتي ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن