الــفــــصـــل الــــرابــــــع
شاعرة بأنها وحيدة, أغمضت فيكى عينها آملة بأن تصفى العتمة ذهنها لكنها لم تفعل. تسللت يدا رجل المخاطر تحت معطفها و هما تلامسان جسدها. أحست, و من دون إنذار, انها عارية تحت الحرير, بما أن كاريسا لم ترتد ابداً الثياب الداخلية.
أحست فيكى بأن نظارتيا قد تصادمت بنظارتيه و أن إحدى يديه تحركت صعوداً نحو خدها , موجهة وجها, برقة, نحو وجهه.
و قال امراً: "عانقينى مرة أخرى. ضعى ذراعيك حولى."
ثم أحتضنها مرة أخرى, بينما رفعت فيكى ذراعيها و أحاطت بعنقه, شاعرة بالامتنان لتوجيهاته.
و سألت هامسة: "هل أنت ديسباين؟"
"نعم." و شدها نحوه لدرجة أنها شعرت بخفقات قلبه على صدرها.
قالت متدبرة أمرها و محكمة ذراعيها حول رقبته: "سرنى التعرف عليك."
"ذلك يشرفنى." ثم عانقها حتى انتابها شعور غريب غريب بأن الأرض تختفى و السماء تنقلب رأساً على عقب.
دفع معطف الفرو عن كتفيها بشغف خداع حت اصبحا عاريتين فى مواجهة هواء الخريف البارد. مرر يديه يتلمس نعومتهما مشعراً إياها بالدفء و البرد فى آن واحد.
"أرمى المعطف." همس بذلك و أنفاسه ما زالت تلامس جلدها.
حركت مسرحية جيدة, فكرت بذلك شاعرة بدوار, خفضت ذراعيها ليسقط المعطف على حجارة الشرفة. إسقاط المعطف بدا لها طريقة مخجلة فى التعامل مع شئ ثمين كهذا. لكنها كانت الطريقة المثالية من اللامبالاة التى كانت تستعملها كاريسا بإتقان.
و قال بنعومة: "الآن ضعى ذراعيك حولى مرة أخرى."
فعلت كما طلب. حملها بين ذراعيه و كأنها من دون وزن. دار بها ببطء مرة و مرتين و هو ما زال يعانقها, توجه بها نحو الغرفة و ركل أحد الأبواب المؤدية إلى إحدى غرف النوم. حملها إلى الداخل, و توقف قليلاً لإغلاق قبل التوجه إلى السرير, ثم أفلتها, رامياً إياها على السرير الكبير, لتثب جالسة.
نظرت إليه بإرتباك. نزع نظارتيه, أغلق فمه بطريقة صارمة ودفع بيده نحوها.
حملقت به فيكى و قلبها يخفق بقوة بين ضلوعها. أحست بدوار و كأن شريط حياتها يمر أمامها بطريقة معاكسة. كان هذا الرجل قد قبلها من دون إحساس و حملها حتى السرير و الآن, يطلب منها مصافحته و كأنهما شركاء عمل فقط.
أمسكت بيده بتردد, و كانت سمراء اللون, ذات عضلات قاسية و عدد لا يحصى من الجروح.
و قال فجأة: "انا آسف بشأن ذلك العناق."
تساءلت فيكى كيف يمكن لاى شخص أن يُعجب بـ جيل و لم تستطيع منع نفسها من التساؤل عن طعم عناقه لو كان حقيقياً. سببت لها هذه الفكرة شعوراً غريباً فى داخلها, حولت نظرها نحو عينيه اللتين كانتا على عكس عينى كيفن شاندلر الزرقاوين, داكنتين غير حالمتين إنما تشعان ذكاء.
قال و هو يترك يدها: "لم أرد أن أبدو فظاً, أيضاً. أحسست بأنك تجمدت برداً."
ابتسمت فيكى بطريقة عصبية محولة أنظارها بعيداً عن نظره الثابت, خجلة من لحظات الخوف التى انتابتها.
"لن يحدث ذلك مجدداً. أعدك بذلك يمكنك الاعتماد علىّ."
لقد عانت ما قالت. الهجوم المفاجئ لرهبة المسرح قد فاجأها و أخافها فى وقت واحد. كانت ممتنة لـ جيل ديسباين لأنه حدد مشكلتها. و تمنت لو أن روتش أخبرها كم كان جيل جذاباً. فكرت فيكى بأنه كان يبدو أكثر لطفاً من كيفن شاندلر الوسيم. و أضافت قائلة, محاولة إبقاء صوتها رصيناً لكن قلبها كان ما يزال يخفق: "شكراً."
ابتعد عنها هازاً كتفيه: "انسى الموضوع."
بعد أن تأكد من أن كل الستائر مغلقة استددار نحوها يتفحصها بعينين داكنتين.
و سألها: "هل تريدين هذه الغرفة؟ إنها الأوسع بين الغرف الأربعة, لا يهمنى على أى واحدة أحصل."
نظرت إليه ببعض الخوف و هى ما تزال مستغربة. أى نوع من الرجال هو. ومع أنه بدا من النوع المنطلق إلا أنه لم يكن يخلو من طبيعة عملية.
دخل روتش إلى غرفة النوم حاملاً معطف الفرو معه, يتبعه ذلك الرجل الطويل ليفرينغهاوس. كان وجها الاثنتين ينمان عن غضب. وحدق ليفرينغهاوس بــ فيكى. و سألها: "ما خطبك؟ هل هذا أفضل ما يمكنك القيام به؟ خرجت إلى الشرفة و وقفت و كأنك لوح من الخشب. إذا طلبت منك التحرك , يا فتاتى, فعليك القيام بذلك, إذا كان من الصعب عليك القيام بدورك بمهارة فسوف نستبدلك. ليس ذلك مستحيلاً."
قالت فيكى بتوتر فقد أغضبتها نبرة صوت ليفيرينغهاوس: "أنا آسفة. لقد كنت.... مشوشة الفكر."
فأجاب محذراً و فى عينيه نظرة عدائية : "تأكيدى من عدم كونك مشوشة الفكر مرة أخرى."
حاولت فيكى الدفاع عن نفسها لكن جيل ديسباين تكلم عوضاً عنها. كان صوته هادئاً, سهلاً إنما بدأ فيه بعض الخطر. "كفى يا ليفرينغهاوس. كان علينا القيام بذلك ارتجالاً من دون تمرين. إضافة إلى ذلك, كان معقولاً أكثر لو كنت أنا ابتدأت بالتقدم نحوها."
بدا ليفرينغهاوس متجهماً و مستاءاً لكنه لم يضيف كلمة و تساءلت فيكى إذا كان يخاف ديسباين بعض الشئ.
رفع روتش المعطف و هزه. كان وجهه شاحباً. "ولا تسقطى معطف كاريسا مرة أخرى. هل تعلمين كم هو ثمن هذا الشئ؟"
قال جيل بالهدوء نفسه: "انا طلبت منها أن تسقطه, إنه الشئ نفسه الذى قد تفعله كاريسا."
هز ليفرينغهاوس رأسه. "كان إسقاط المعطف خطوة جيدة. إنه يعطى صورة أكثر صدقاً. إنك على حق, يمكن لـ شاندلر إرسال المعطف إلى التنظيف."
تجهم روتش فى وجه ليفيرينغهاوس. "بإمكان كاريسا تحمل مصاريف تنظيف معطفها." قال ذلك و فى صوته بعض المرارة, ملقياً بالمعطف على السرير قرب فيكى, "علقيه, و عامليه بلطف أكثر من الآن فصاعداً."
هزت فيكى رأسها ببرود لكنها لم تلمس المعطف. لم تكن تنوى القيام بذلك, على الأقل ليس قبل مغادرة روتش الغرفة, لن تقفز لتنفيذ أوامره.
"ما التالى فى المفكرة؟"
قال ليفرينغهاوس بلهجة يتجلى فيها العداء: "المهم أن لا تتجمدى مرة أخرى."
فقالت واضعة حداً للموضوع: ""قلت إن ذلك لن يتكرر مرة أخرى."
هز روتش رأسه و الكره بادٍ على وجهه. "تخرجان عند الساعة الرابعة متنكرين بشخصيتيكما الجديدتين. اشتريا إجازة زواج. سوف تستعملان اسميهما الأصليين ثم تعودان مباشرة إلى هنا. عندنا مندوب هناك و سوف يُسرب الخبر بسرعة إلى الصحافة الليلة, احتفظا بها لأنفسكما. أجلسا على الشرفة من العاشرة حتى حوالى الحادية عشرة... أعطيا المصور وقته فى التصوير, قبلا بعضكما البعض و كأن أحدكما لا يستطيع رفع يديه عن الآخر."
ألقت نظرة نحو جيل و فوجئيت بعينيه الداكنتين تحدقان بها. بدا و كأنه يرسم ابتسامة ملعونة على فمه.
أبعدت نظرها عنه بسرعة. "نقبل بعضنا." قالت ذلك بإزدراء. نظرت إلى يديها و بدت لها الجواهر الزائفة و كأنها تسخر منها.
"أمتعتك فى طريقها إلى هنا." قال روتش ذلك متجاهلاً اعتراضها. "الحمال هو مراسل للـ ناشيونال أنكويزيتور. يمكننا أستخدامه, إنما علينا الحذر." و تابع موجهاً حديثه لـ فيكى: "أبقى ساكتة, سوف أكلمهأنا. دعيه يراك. هذا كل شئ."
و استدار روتش نحو جيل و رمقه بنظرة و كأنه لا يثق به. "ألم يكن من المفترض أن تفعل شيئاً لشفتيك, ما هذا؟"
بدا ليفرينغهاوس مستاء و غير موافق. "لقد طلبت منه القيام بشئ ما, و طالبته بالحاح. لكنه لم يفعل."
و تغيرت ملامح جيل. "لقد سئمت من هذا الموضوع." و هز كتفيه و بدأ يفك أزرار قميصه ثم خرج من الغرفة نحو اخرى ملاصقة لها.
فصرخ روتش خلفة: "الى أين أنت ذاهب؟ أريدك أن تكون معها فى الغرفة عندما يصل الحمال. فقط أبق وجهك بعيداً عنه.... مفهوم؟"
لكن جيل كان قد أختفى, من دون أن يكلف نفسه عناء الرد عليه. و استدار روتش ليواجه ليفرينغهاوس. "إنه مُسبب للمشاكل, هذا الشخص, و إن تصرفاته لا تعجبنى. إذا لم يكن بإستطاعتك السيطرة عليه....."
فأجاب ليفرينغهاوس: "أستطيع السيطرة عليه, الذى لا أريده هو أن تحاول الإقلال من قوة سلكتى, على الأقل, ديسباين محترف. أما هذه.... هذه الصغيرة." قال ذلك و هو يومئ برأسه نحو فيكى. "الأفضل لك أن تقلق بشأنها و تترك لى ديسباين."
"حسناً, إذا كان بإمكانك تدبر أمره, أذهب و أفعل ذلك اريده هنا عندما يدخل الحمال. إذا كنت لا تستطيع القيام بعملك, سوف أطلع كاريسا على الأمر.... و هى سوف ترى أنك غير مؤهل للعمل."
غادر ليفرينغهاوس الغرفة و فى عينيه نظرة استياء و خوف. نظر إليه روتش يغادر الغرفة ة أعاد نظراته المستاءة إلى فيكى قائلاً: "أخلعى قفازيك. من المفروض أنك تتقاسمين هذا المكان مع عشيقك. أجعلى ذلك يبدو حقيقياً, هلا فعلت ذلك؟"
خلعت فيكى أول قفاز طويل ثم الثانى, ثم فكت سوارها و قالت بسرعة: "أنت وليفرينغهاوس قاسيان. يبدو و كأنكما تنسيان أنكما تعتمدان علينا... على ديسباين و علىّ, عليك تذكر ذلك لكى تجرى الأمور بشكل أفضل للجميع."
كادت عينا روتش الصغيرتان تنقلبان, "أنت الآن تتكلمين مثلها. أنا أكره هذه الألغاز السخيفة." و تابع متمتماً: "أكرهها." و ترك الغرفة. و سمعته فيكى فى غرفة الجلوس الرئيسية يحضر كأساً.
نظرت نحو غرفة النوم, و هى تشعر بالارتباك أكثر من قبل, كان الجناح فى البلازا فخماً جداً, لكن شقة السطح كانت تبدو أكثر فخامة و كان الديكور يختلف من غرفة إلى أخرى.
كانت غرفة الجلوس الأساسية ذات لونين, ذهبى و أبيض, و تسودها البساطة. بينما فاجاتها غرفة النوم بفخامتها, كانت شرقية رائعة على شكل طاووس. و كانت الجدران مغطاة بورق حريرى ذى لون أزرق شاحب, بينما كان السجاد الأزرق المخضر منثوراً على الأرض. و كان أحد الجدران مزينة بالموزايك و الأحجار شبه الكريمة. بدت و كأنها باحة مهراجا بسبب الطواويس المذهبة, لم تكن فيكى قد رأت غرفة مماثلة من قبل و لا حتى فى الصور.
لمست التجويفات فى الكرسى متسائلة إن كانت مطلية بالذهب الحقيقى.
كان بإمكان الغرفة أن تكون مبهرجة, لكنها لم تكن كذلك, حدثت نفسها عابسة. أخذت نفساً طويلاً و مطت ذقنها فأحست أنها أفضل حالاً نزعت قرطيها المزيفين و وضعتهما قرب السوار.
جعلها روتش تقص شعرها و تصففه هذا الصباح فى البلازا. و كان قد أعطاها أيضاً ثوباً أزرق اللون حريرى و المعطف الأبيض مع بقية المجوهرات.
الآن يريدها أن تظهر كامرأة رائعة تعيش بسعادة مع عشيقها. لم تكن فيكى تعلم ما عليها أن تفعل لتبدو كذلك. لم تكن أية علاقة من علاقات رواندا رائعة أو حتى سعيدة.
نزعت أثنان من عقودها, و تركت الثالث, الأكثر بساطة متدلياً بين نهديها.
نزعت حذاءها لتبقى حافية القدمين, إذ أن كاريسا لم تكن ترتدى الجوارب أبداً, فكت حزام الثوب الأزرق.
كان احمر شفاهها لحاجة لبعض التعديل, فدخلت حافية القدمين إلى الحمام لتجد بانتظارها مجموعة من مستحضرات التجميل الغالية الثمن و العطور الثمينة موضوعة على رف من الرخام. بالقرب منها, كان يوجد صابون حلاقة انكليزى, و عطر ما بعد الحلاقة و عطر رجالى.... لـ شاندلر. لا.... لـ جيل. و جعلتها طريقة ترتيب الأغراض تحس برعشة غريبة عبر جسدها.
لم تعش فيكى مع رجل لسنوات عدديدة فهى لا تتذكر والدها, و ما تتذكره عن زوج عمتها رواندا كان شخصيته المستقلة. و لقد أرادت فيكى تناسي كل ما يتعلق بأصدقاء روندا, فقد كانوا مجموعة سيئة و تذكرهم كان يُشعرها بقشعريرة.
أبعدت ذكراهم عن ذهنها, و كانت ماهرة فى هذا. فتحت أحمر الشفاه, و أخذت ريشة و بدأت ترسم فم كاريسا الرائع. كان باب الحمام مفتوحاً جزئياً, لو أحضر الحمال أمتعتها, بإستطاعته لمحها من فتحة الباب واقفة قرب المرآة. ألن يكون ذلك كافياً؟
سمعت روتش و ليفرينغهاوس يعطيان الأوامر معاً للحمال. ثم فُتح باب الغرفة الثانية و ودخل جيل غرفة نومها, كان عارى الصدر مغطيا القسم السفلى من وجهه بصابون الحلاقة.
بادر فيكى بابتسامة ساخرة و هو يدخل الحمام و يقف قربها. مع أن الغرفة كانت واسعة جدا إلا أنها بدت و كأنها تضيق عندما اقترب منها. كان بأمكانها أن تشم الصابون على فكيه و تتحسس النبض على جسده العارى.
"انظرى..... لا شفاه." و دل على وجهه المغطى بالصابون, فقد يظنوننى شاندلر أو كلباً مسعوراً." و زمجر بطريقة غريبة مما جعل فيكى ترتجف.
قامت بحركة لإغلاق باب الحمام جزئياً, هز رأسه بالموافقة. "لكن ليس تماماً. استرخى, دعيه يرانا. سوف أقف بطريقة جانبية, عندها لن يستطيع رؤية وجهى كله...
لما لا تقفين خلفى و تضعين ذراعيك حول خصرى؟ فهذا قد يغطى بعض الجروح. دعى الأمر يبدو حميمياً. دعيه يرانا فى مظهر يتذكره لفترة طويلة."
نظرت فيكى إلى انعكاس عيني جيل فى المرآة. كانت عيناه داكنتين و نظره ثابتاً لدرجة أنها أرادت الوثاق به مع أنها لم تكن تثق بعدد كبير من الناس, كانت تقدر قدرته على ارتجال المواقف لكنها كانت تخجل من القيام بما يطلبه.
بدا و كأنه أحس بتو ترها. "هيا, ليست حقاً كلباً مجنوناً أنا لا أعض. هيا من أجل صدق التمثيل."
انحنى و قبل كتفها الأيسر الذى كان عارياً تقريباً. كانت شفتاه دافئتين و فكه مغطى بالصابون رطباً و بارداً. و ترك شارة بيضاء من صابون الحلاقة على جلدها.
"لا بأس بها." قال ذلك و هو يحدق بالشارة بإمعان. هناك عدة وسائل أخرى لجعل المشهد يبددو اكثر واقعية. تعالى إلى هنا. شاندلر هو من النوع الذى يدفع نساءه."
أخذ وجهها بيده القوية, ثم أنحنى و قبل خدها بنعومة مبالغ بها ثم ابتعد و على وجهه شبه ابتسامة, و ترنح قلب فيكى.
سمعت الحمال و هو يجر عربة أمتعتها نحو الغرفة, ورأت باب الحمام يفتح, حدقت مرة أخرى بالمرآة لترى شيئاً من رغوة جيل على خدها.
"عانقينى الآن من الخلف." قال هامساً. "لا تضغطى كثيراً عندى ضلع مشقوق."
تحركت فيكى خلفه بسرعة و لفت ذراعيها حول خصره. كان خصره نحيلاً و بطنه كثيرة العضلات. كان جرح حديث العهد بيدو عبر أضلعه, أحست به ناعما الملمس تحت أطراف اصابعها.
سمعت أزيز العربة الناعم بينما كان الحمال يجرها عبر الغرفة. كان صوت روتش يقترب معطياً الأوامر للحمال. و قال جيل بنعومة: "الآن. كل ما عليك القيام به هو التظاهر بأنك تتمتعين بما تفعلين. أخدعيه, يا صغيرتى."
مرر آلة الحلاقة ببطء على طول فكه, أحست فيكى بعينى الحمال و هما تراقبانهما و ضغطت بخدها على كتف جيل البرونزية اللون: "أنا خائفة من أن أتسبب لك بجرح نفسك." همست بذلك, و شفتاها تلامسان تقريباً أوتار ظهره القوية. احست بجسده يرتعش عندما أطلق ضحكة صامتة. أدار وجهه الذى أصبح بعيداً عن انظار الحمال و همس من فوق كتفه. "هل أنت مجنونة؟ هل تظنين أننى وضعت شفرة فى هذه الآلة؟"
ابتسمت فيكى و قد ارتاحت قليلاً. انتفض عضل فى ظهره عندما لا مسته, ضمته بقوة أكثر و ضغطت بخدها بحرارة أقوى على كتفه. انتفض العضل مرة ثانية كما و كأنه يشاكسها أو أنفعل من ملامستها. و قالت لنفسها أن ذلك مجرد تظاهر.

أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير:التظاهر
عاطفية"لتحب و تحترم......" تركزت نظرة الكاهن على فيكى! و أخذت إنطباعاً باهتاً فى أنه سألها أن تتعهد بالحب و احترام الرجل الواقف إلى جانبها. أومأت برأسها و هى تشعر بعدم إستطاعتها الكلام. شد جيل على يدها. "أجل أتعهد." أستطاعت أخيراً أن تقول. و من مكان ما زع...