الــفــصـــل الأخـــــيــــــر
غمر الرعب قلب فيكى. عضت يد الرجل, لا شعورياً, بكل قوتها ليصرخ ألما, تاركاً فمها.
تدحرجت على السرير الكبير, قفزت عنه و أمسكت بمزهرية رمتها فى وجه الرجل. إلا أنها أخطاته و ارتطمت المزهرية بالحائط.
هذه المرة, و عندما صرخت ساعدها صوتها. "جيل! موزس! والدو! يوجد رجل فى غرفتى!" رمته بمزهرية أخرى لكنها مرت من فوق كتفه و تحطمت على طاولة صغيرة قرب السرير.
لكن الرجل ظل يتقدم نحوها و رأت شيئاً فى يده تمنت أن لا يكون مسدس. و صرخت: "جيل موزس! والدو!"
القت بنفسها على الباب المؤدى إلى غرفة الجلوس, لكنه كان مقفلاً, كانت قد أقفلته بنفسها.
أحست فيكى بهواء بارد يدخل من باب الشرفة فاتجهت إليها محاولة المرور عبر الستائر المتطايرة فى الهواء.
ركضت عبر الشرفة و كانت عارية القدمين و اتجهت نحو المغارة الصغيرة حيث شجر البلح قرب الشلال.
لم تصرخ مجدداً حتى لا يتمكن الرجل من معرفة مكانها. توقفت فى ظل الأشجار لاهثة. كان نظرها مركزاً على باب غرفتها.سمعت صوتاً مألوفاً و بعض أصوات الكسر و الخلع فى سكون الليل. "جيل!" فكرت فى ذعر, كان يردد اسمها بدا و كأنه حطم الباب الذى يوصل غرفتها بغرفته.
جيل -لا تقفل فكرت, و هى تتقوقع أكثر فى الظلال. أظن أنه يحمل مسدساً....
"فيكى." جاء صوت جيل حاداً و يائساً. "فيكى؟"
سمعت صوت كسر فى سكون الليل, ثم سمعت صوت طلقة نارية ثم صوت أخرى. ارتجفت ساقاها و أحست أنها أضعف من أن تقف. كانت تعلم أن جيل لا يحمل مسدساً.
المجنون كان مسلحاً, أما جيل فلا. لماذا طلبت مساعدته؟
ظهر الرجل مرة أخرى على الباب. نظر حول الشرفةباحثاً عنها.
لقد أذى جيل, فكرت فيكى, جثت على ركبتيها شاعرة بأنها مريضة, ماذا لو كان جيل ممدداً, ينزف و بحاجة لمساعدة؟ ماذا لو أنه مات؟ مات - كلا- لم تستطيع التفكير بهذا, لن تفكر هكذا.
ثم توجه الرجل نحو مغارة البللح حيث كانت فيكى جاثية و حابسة أنفاسها.
بدت كل خفقة من خفقات قلبها تصرخ بألم, جيل! جيل! جيل! لكن جيل لم يظهر.
اقترب الرجل أكثر و كانت باستطاعتها رؤية ابتسامته الغريبة من خلال الأضواء المشعة على الشلال.
غصت بريقها. تقدم الرجل نحو مخبأها. هل رآها هناك قبل أن يحاول جيل مساعدتها؟
عادت تتراجع أكثر فى الظلال. أين هم رجال الأمن؟ ألم يسمع أحد صراخها: ألم يسمعوا جيل, أو الطلقات؟ فكرت فيكى بعدة طرق للخروج من المخبأ و التوجه نحو الشقة حيث بأمكانها الاتصال بأحد ما و طلب المساعدة.
مدت يدها و أخذت بعض الحصى و ركتها نحو الجهة الأخرى من المغارة.
توقف الرجل و ابتسم و توجه نحو الصوت. انتظرت فيكى حتى اصبح فى الظلام و خرجت بسرعة.
ركضت نحو الأبواب المفتوحة للغرفة, و عندما سمعت وقع أقدام خلفها اسرعت أكثر.
"قف!" أتى صوت قوى من خلفها.
"قف!" قال صوت آخر.
موزس! والدو! اعتراها شعور من الراحة.
لكن سعادتها اختفت لأنها احست بيدين تمسكانها من الخلف. ضمها الرجل نحوه بقوة و وجه المسدس نحو رأسها.
بادرته فيكى بضربة من كوعها على معدته و ركلته.
انحنى من الألم لكنه لم يفلتها. "لا تحاولى و إلا قتلتك. ليس عندى شئ لأخسره. إن لم أحصل عليك, فلن يحصل عليك أحد."
كان الرجل قد ابعدها حوالى عشرة اقدام عن الشقة. كانت تعلم أن روتش و موزس يرابضان فى نهاية الشرفة, موجهين مسدسيهما نحو الرجل. لكنه كان يستخدمها كدرع بشرى.
و صرخ الرجل: "إنها معى, من المفروض أن تكون معى. أنا من تغنى له. لىّ وحدى, و نحن الآن معاً. لن نفترق من جديد. لا تحاول شيئاً, و إلا قتلتها و قتلت نفسى معها."
"أين الرجل؟" تعرفت إلى صوت موزس الهادى.
"اخبرنا أين هو؟"
"شاندلر؟" ارتفع صوت الرجل. لقد أطلقت عليه النار, هى لست من حقه. إنها لى, اللعنة عليكم."
لقد قتل جيل. لقد قتله. لا . لا. تضاربت الأفكار فى رأس فيكى و كادت تقع على الأرض. أمسكها الرجل بقوة أكثر محاولاً إعادتها إلى الواقع.
أبقى واعية, قالت فيكى لنفسها, سوف يخطئ أنه خائف, أيضاً. سوف يخطى و أذهب أنا إلى جيل.
و قال موزس: "دع كاريسا تذهب. لن يمكنك الخروج من هذا الفندق. رجال الامن قادمون إليك من كل الجهات. استسلم ربما لن تُرفع دعوى ضدك, قد تذهب معاك برضاها. ليس عليك تعريض نفسك للخطر, أو تعريضها هى."
"إنها لىّ." قال صارخاً. أبعد المسدس عنها و أطلق ثلاث طلقات نحو الشرفة.
سُمع صوت قوى, فجأة أتٍ من سقف الشرفة و رمى رجل بنفسه من فوق.
وقع المجنون على الأرض لكنه حاول النهوض و تصويب مسدسه إلا أنه تأخر. فالرجل الذى سقط عن السطح كان قد وقع عليه و أمسكه من رسغه و جره نحو الحجارة.
وقعت فيكى أيضاً من جراء الصدمة لكنها أحست بأنها أصبحت حرة. كان الرجل ذو العينين الشاحبتين ممداً على ظهره يقاوم بوحشية لكن الرجل الآخر بدا أكثر قوة منه.
وجدت فيكى نفسها تحدق عبر جسد الرجل الممدد إلى عينى جيل اللامعتين. لم تفكر يوماً بامكانية وجود رجل بهذا الجمال, لكن هكذا بدا جيل- جميل حقاً.
مد جيل يده لمساعدتها على الوقوف. ظنت أنه سوف يعانقها لكنه لم يفعل.
"جـ....جيل." قالت. "لقد سمعت طلقات نارية. لقد قال..... ظننت.... أنه قتلك."
تمتم جيل و أنفاسه تتسارع: "لقد أطلق النار, و عندما سمعت اول طلقة عبر الباب. إنبطحت أرضاً.ركل الباب و دخل ثم أطلق النار مرة ثانية و مثلت أنا دور الميت."
"مثلت دور ميت؟ ثم صعدت إلى السطح لتقفز عليه؟" أرادت أن تضمه, و أن يضمها, أن تشعر بقربه, أن تؤكد لنفسها بأنه حقاً هنا, حقاً بخير. لكنه أمسك بكتفيها و هو لا يزال بعيداً عنها.
و سألته: "كيف تدبرت أمر خداعه؟ ثم القيام بتلك القفزة؟"
"أنا رجل مخاطر. أمثل دور الميت و اقفز عن السطوح طوال الوقت. هذا ما أقوم به, هل أنت بخير؟"
فقالت كاذبة: "نعم," إنها الآن بأمان. كانت تحس بألم فى يديها و ركبتيها.
"عندنا رجل هنا, اطلبوا سيارة الاسعاف." صرخ صوت فى الظلام. تعرفت فيكى إلى صوت والدو. أحست بالخوف من جديد. كان موزس مع والدو -هل أصيب هو الآخر؟ و صرخ جيل: "مورف! هل انت هنا؟"
أجاب صوت من مكان ما خلفهما: "نعم," فاستدارت فيكى بإرتباك.
قال جيل امراً: "تعال وخذ الفتاة. و أطلب سيارة اسعاف."
"نعم."
ترك جيل فيكى. "خذها." و سأل والدو: "هل حالته سيئة؟"
"إنه مصاب بكتفه, لا أستطيع تحديد مدى الخطورة."
رمق جيل فيكى بنظرة باردة. "ادخلى و أهتمى بنفسك. فى المرة الثانية التى تقولين فيها إنك لا تثقين بالرجال, تذكرى أنه كان رجلاً....." و اشار نحو موزس "...و رجل جيد, تلقى الرصاصة بدلاً منك........"
عرفت فيكى عندها أن موزس قد أصيب و هو يحاول الدفاع عنه.
"هيا." قال الرجل المدعو مورف, و هو يمسك بذراعها يحثها على الدخول إلى الشقة. لكنها لم تتحرك, بل وقفت تحملق خلف جيل, متسائلة عن سبب قولها لكل تلك الأشياء الرهيبة التى قالتها له.
"سوف نطوى ملف هذه المهمة." قال روتش بعد ساعة من وقوع الحادث. كان يتمشى فى الغرفة الفسيحة. "لقد حققنا هدفين, أبعدنا الصحافة عن العرس الأصلى, و ابعدنا أكثر المعجبين جنوناً. لن ينزعج أحداً بعد الآن."
جلست فيكى على الأريكة. و كانت الغرفة مليئة برجال الأمن. كان ليفرينغهاوس يشرب القهوة و يداه ترتجفان.
نظرت فيكى إلى روتش. "ذاك الرجل, كنت تعلم انه خطر؟"
"كان عندنا بعض الشك."
"ماذا تعنى, أنه لن يزعج أحداً بعد الآن؟"
اصرت فيكى بحزم. "نحن.... نحن لم نقتله, أليس كذلك؟"
حاولت تفادى النظر إلى جيل الذى كان واقفاً امام البار. كان قد أصيب ببعض الرضوض و الجروح لكنه لم يظهر إحساسه بالألم. بل كان وجهه متجهماً.
ضحك روتش بسخرية. "لم تقتليه. إنه فى حالة مستقرة. لقد سببت له ألماً فى الرأس يتذكره جيداً. هذا كل ما فى الأمر."
عدلت فيكى جلستها فى الأريكة. أرادت أن تسترق نظرة إلى جيل لكنها لم تفعل. كان قليل الكلام متجهماً منذ وقوع الحادث. و بدل ذلك, تفرست بالرباط على إصبعها التى جرحتها عندما انكسر القنديل فى يدها.
كان موزس فى حالة جيدة, كما قال روتش, وسوف يبقى فى المستشفى ليلة واحدة فقط. و شعرت فيكى بالارتياح لسلامته.
رن الهاتف الذهبى و رفع و روتش السماعة. "أجل؟ أجل؟ أجل؟ كان يردد. "أجل؟ حسناً, ثم -يمكننا الأعتماد عليك, سوف تكون هناك تسوية- فى المحكمة أو خارجها. فكر بالموضوع."
اقفل الخط و على وجهه ابتسامة رضى. "كان ذلك أمن الفندق إنهم يعترفون بأن غانزر......."
كان غانزر اسم الرجل الذى هاجم فيكى.
و كان روتش يقول: "غانزر, دخل الليلة الماضية و اختبأ فى الطابق الأرضى, ولقد نوم أحد الرجال الإضافيين المعنيين بالاهتمام بالطواويس و ارتدى ثيابه و استعمل بطاقته المزورة للدخول إلى الشرفة. لقد وجدوا الرجل موثوق الأيدىفى القبو." و ابتسم. "سوف تحصل كاريسا على مليون اضافى بسبب هذا الرجل."
واصلت فيكى التفرس فى رباط يدها. لا يهم كيف يبدأ روتش الحديث لكنه ينتهى دائماً بالحديث عن المال. لقد سئمت منه.
"لقد تم اختراق جهاز الأمن مرة و لا نريد أن يتكرر ذلك, سوف ننتقل من هنا. نسرب أخبار بأن كاريسا و شاندلر ذهبا لقضاء شهر العسل فى ساموا, نفترق حالياً و يأخذ كل منا أجره كاملاً."
نظرت إلى جيل بخوف, ولكن, ما أن التقى نظره بنظرها حتى ادار وجهه.
أوهـ, لا تدر وجهك عنى, أردت أن تصرخ لكنها لم تفعل شيئاً و نظرت هى, أيضاً بعيداً. علينا أن نتحدث معاً. لا تعقد الأمور أكثر مما هى عليه.
نظر روتش إلى ساعته. "طائرة كاريساتستعد الآن. كل جماعة نيويورك سوف تغادر خلال ساعة من الوقت. سوف نصل إلى مانهاتن فى الفجر. موظفو كاليفورينا...." نظر إلى جيل ة ليفرينغهاوس نظرة باردة. ".....توجد طائرة خاصة جاهزة متى اردتما الرحيل. احزما حقابئكما." بدا ليفرينغهاوس سعيد بينما زاد تجهم جيل.
و قال روتش مضيفاً, "ليس علىّ تذكيركما, أتمنى, إنما لن تقولا أية كلمة عن هذا الموضوع. أى خرق للعقد سوف يُلاحق قضائياً."
فقال جيل: "أنت على حق, روتش. لا أحد بحاجة للتذكير."
رمقه روتش بنظرة ساخرة. "لِمَ لا تكف عن السخرية يا ديسباين؟ لماذا لا تحزم حقائبك؟"
فقال جيل: "صحيح, لِمَ لا؟" و نظر بسخرية إلى فيكى.
"الوداع يا صغيرتى, تمتعى بكونك امرأة عادية فى نيو جيرسى."
اهتز ذقن فيكى و هى تعتدل فى جلستها و غمر نفسها الألم و الإنكسار طبعاً لن ينتهى الأمر هكذا, لن نسافر فى اتجاهين مختلفين من دون أية كلمة بعد كل الذى حصل بيننا.
تعانقت نظراتهما لفترة مؤلمة. ثم مرة أخرى ادار نظره عنها بطريقة غير مبالية و ترك الغرفة مغلقاً الباب وراءه.
"تعالى." قال روتش لـ فيكى. أنت و والدو و أنا و مورفى سوف نغادر فى الحال إنهما سيتولون أمر متاعنا. هيا نذهب لن نتحمل أية مخاطر أخرى."
لا, فكرت فيكى و هى تشعر بخيبة أمل أكبر, لا يمكن للأمر أن ينتهى بهذه السرعة, لا يمكنه ذلك.
لكن الرجل المدعو مورفى, كان يساعدها كثيراً. أمسك بذراعها, قائلاً بنعومة: "هيا... لقد أنتهى الأمر, لقد أنتهى أخيراً."
قال صوت لاهث خلال الهاتف: "اريدك أن تعتبرينى عرابتك." كانت كاريسا. "لقد سبب غانزر لنا القلق لفترة طويلة. ولقد ساعدتينا, أنت, أليس كذلك؟ سوف احقق لك ثلاث امنيات - ضمن المعقول."
كان ذلك بعد أسبوع من الأنفصال و كانت فيكى فى الكواليس فى الميراجيس. كان روتش قد أخبرها فعلاً عن أن اتصالاً ما سوف يأتى. و كانت تتوقعه.
تنفست بعمق. كانت فى البدء تخجل من التحدث إلى شخص مهم و غنىّ مثل كاريسا. أما الآن, و بعد الذى عانته, فأنها لم تعد تخجل.
فقالت. "حسناً." كانت تضع زى و شعر و تبرج كاريسا. ما أغرب أن تتصل فى هذا الوقت بالذات.
فقالت فيكى بصوت خشن: "الأمنية الأولى و هى أكبرها إحدى حصص هذا النادى هى للبيع. صديقتى تمتلكها و تريد التخلص منها. أريدك ان تشتريها."
مرت فترة من الصمت. "غنك لا تخجلين من شئ." قالت كاريسا بسخرية. "حسناً, سوف أطلب من العاملين معى أن يتحققوا من الموضوع إذا كان السعر مقبولاً سوف اشتريها. الأمنية الثانية؟"
ضغطت ففيكى على السماعة و كانها لاتصدق حظها. تفرست بجدران النادى التى كادت تتداعى. سوف تخرج من هذا المكان قريباً و الأهم من ذلك أن إيفلين ستغادره ايضاً.
و قالت فيكى متشنجة الأعصاب: "ثانياً, لا أريد أن يعطى اسمى للصحافة, ابداً إننى فتاة عادية و أريد أن أعيش...."
و ارتجف صوتها قليلاً: ".....حياة عادية."
مرة ثانية مرت فترة صمت. "لكننا نريد إخبار هذه القصة, إنها إعلان جيد, أنها....."
فقالت فيكى بحزم تقريباً: "إنها ما أريد, يمكنك شراء كل شئ. حسناً يمكنك أن تشترى فتاة تدعى أنها كانت هناك بدلاً منى, لقد قلت لك. أريد خصوصيتى, استقلاليتى."
تنهدت كاريسا غير رأضية: "سوف تكونين مشهورة خلال عدة أيام. فكرى بما ستحصلين عليه. عروض عمل, الكثير منها. اسم مشهور بين الناس."
و كان صوت فيكى حازماً: "كلا.... لا أريد شهرة. أى شئ قد أحصل عليه. أريد الحصول عليه بمفردى."
تنهدت كاريسا مرة أخرى. أنت تقومين بمقايضة صعبة, يا عزيزتى. لكن اعتبرى الأمر منتهياً. سوف يختفى اسمك من السجلات. لن تكونى هناك ابداً. سوف تختفين, كالسحر.
خففت فيكى من قبضتها على السماعة. تنفست بسهوله مرة أخرى. لقد حصلت على ما أرادت, سوف تُتحرر إيفلين من هذا النادي و فيكى تتحرر من تهديد الصحافة.
و تابعت كاريسا: "الآن, و ماا بعد؟ أمنيتك الثالثة المال؟ لقد دفع روتش أقل مما تستحقين, تعلمين ذلك. إنه يعمل عندى و هو بخيل بعض الشئ فى هذه الأمور, إنما, فى وضعك أنت..."
فقاطعتها فيكى: "لا أريد مالاً إضافياً, لقد وافقت على العمل مقابل مبلغ معين و هذا ما سأحصل عليه."
فقالت كاريسا ممازحة: "إذن, ماذا تريدين؟ خاتماً من الماس؟ فراء؟ سمعت أنك بدوت جميلة جداً فى فرائى الأبيض, سيارة؟ ليس منزل, تذكرى أننى قلت ضمن المعقول."
مررت فيكى يدها فى شعرها. "لا أريد شيئاً آخر, سوى أنا أبقى كما أنا و أن أترك بسلام." توقفت و كأنما علق شئ فى حلقها. و أضافت بصوت خافت, "لكنك بامكانك ارسال احد ما ليقول لـ جيل ديسباين إلى اللقاء و حظاً سعيداً, لم... لم تسنح لىّ الفرصة لأقولها له."
ضحكت كاريسا. "قال روتش أنك انسانة غريبة. اتهدرين أمنية لتقولى مرحباً و حظاً سعيداً لشخص ما؟ حسناً, هل هذا كل ما تريدين قوله له؟"
كان دور فيكى هذه المرة بالسكوت. أخيراً قالت. "أرجوك, قولى له أننى..... أشكره من كل قلبى, لم يتسن لىّ الوقت لأقول له هذا ايضاً."
فقالت كاريسا: "اعتبرى الأمر منتهى. سوف تصله الرسالة." ثم قالت وداعاً قصيراً و أقفلت الخط.
بعد اسبوع تلقت فيكى رسالة من هوليود. فتحتها بأصابع مرتجفة' غير مدركة ماذا تتوقع. كانت عبارة عن كلمة قصيرة مكتوبة بأحرف كبيرة واضحة. خفق قلبها بسرعة و كان عليها أن تحدق جيداً حتى تركز على الكلمات.
كانت رسالة بسيطة:

أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير:التظاهر
Romance"لتحب و تحترم......" تركزت نظرة الكاهن على فيكى! و أخذت إنطباعاً باهتاً فى أنه سألها أن تتعهد بالحب و احترام الرجل الواقف إلى جانبها. أومأت برأسها و هى تشعر بعدم إستطاعتها الكلام. شد جيل على يدها. "أجل أتعهد." أستطاعت أخيراً أن تقول. و من مكان ما زع...