الفصل العاشركان جناح روتش مؤلفاً من غرفتين فى الطابق الثانى عشر, تحت شقتهما تماماً.
كان الديكور ذا طابع امريكى, سجاد نافاهو لوحات زيتية ذات مواضيع امريكية أصلية و مرايا معلقة على االجدران.
تمتم روتش و هو يتمشى فى الغرفة: "إما أنه لديك نظر ثاقب.... أو مخيلة واسعة. مجانين و معجبون, معجبون و مجانين. يأتون من كل مكان حينما تكون كاريسا فى الجوار. لقد أمضيت كل تلك السنوات فى كلية الحقوق.... لماذا؟ للتعامل مع مجانين و معجبين."
كان جيل قد خغ نظارتيه و وضع قبعته على الطاولة. "ماذا بشأن السيلفرادو, ألست كل الغرف المقابلة للفندق مراقبة؟ إذا كان بإمكان المصور مراقبتنا, فهذا سهل على القناص أيضاً."
جفلت فيكى عندما قال ذلك. كان ذلك احتمالاً قد أبعدته عن فكرها عمداً.
و قال روتش بسرعة: "طبعاً, لقد رُقِبت." لقد أخبرتكم أنها سوف تكون كذلك. إن جهاز الأمن فى السيلفادرو يعمل معنا. لكن إذا سمح الكنرانادو لأحد بالتسلل على أنه أحد الحراس فسوف أقاضيهم."
راقب جيل توتر فيكى, كما لو كان يبحث عن بعض علامات الخوف فى عينيها. بينما عقدت هى ذراعيها مُصرة على عدم إظهار أى نوع من أنواع الخوف.
و تمتم روتش بغضب: "سوف أتصل بأمن الفندق مرة ثانية. سوف اجعل حياتهم جحيماً حتى توضيح هذا الموضوع." أقسم ثم غادر غرفته للقيام باتصال آخر.
"سوف تنامان هنا الليلة . سوف استعمل غرفة موزس و فالدو, واضعهما فى شقتكما." و ركل الباب وراءه.كانت فيكى حائرة, فاستدارت نحو جيل. "لا أريد قضاء الليلة هنا معك. هذا المكان صغير جداً. ليس فيه إلا غرفة نوم واحدة."
قال جيل بصوت ساخر: "هل تعودت على الدلال؟ هل أنت معتادة على العيش مثل الأميرات؟"
أجابت فيكى بسخط: "كلا, بل أنا معتادة على بعض الخلوة من وقت لآخر, هذا كل ما فى الأمر."
من المفروض أنك كاريسا, و كاريسا غير معتادة على الخلوة, اتذكرين؟" جلس على الأريكة و أخرج من جيبه المسدس الذى اعطاه إياه موزس و بدأ بتفحصه.
قالت فيكى بنبرة آمرة: "ابعد هذا الشئ . هذا ليس لعبة و هو يثير أعصابى."
"إننى أجيد إستعماله." تحقق من صمام الأمان ثم وضع المسدس فى جيبه.
"لا أريدك أن تضطر لأستعماله." قالت فيكى و هى تبتعد.
"هذا تطور يمكننى الاستغناء عنه."
"و انا أيضاً." كان صوته هادئاً. "لكنك تعلمين أن ذلك قد يحدث عندما قبلت العمل. هذا من الإتفاق."
عقدت ذراعيها بقوة أكبر و حملقت باهتمام فى اللوحات على الحائط. فكرت أنها كانت نوعاً من النافاهو المسمى بالعين الحارسة, أى إبعاد الشيطان. تمنت أن يصح ذلك.
كان بإمكانها سماع صوت روتش من خارج الغرفة و هو يضايق رجال الأمن.
عضت فيكى على شفتها. كانت ما تزال ترتدى سترة جيل كان عندها إحساس بأنها سوف تصبح غير محمية إذا خلعتها.
"سوف أرمى قطعة نقدية لنرى من يحصل على الغرفة."
قالت ذلك و هى ترفع كتفيها من دون لا مبالاة: "إنها الطريقة العادلة الوحيدة."
"نحن نتقاسم الغرفة." قال جيل بطريقة الواثق من نفسه. فاستدارت فيكى بسرعة لتواجهه.
"خففى من حدة نظراتك, هذا ليس اقتراحاً. طلب منى موزس أن لا أبعدك عن نظرى. أنه على حق و أنت... تعلمين ذلك."
"حسناً, لكنى فى الواقع لن أنام معك." قالت و وجنتاها تشتعلان غيظاً.
فأجاب: "و من طلب منك ذلك؟ توجد أريكة فى الداخل سوف أنام عليها. بإمكان أى كان أن يدخل من أى من هذه النوافذ إلى غرفة النوم, أو حتى إلى هنا."
"ليس بإمكان أحد الدخول من هذه النوافذ. عليه قبل ذلك أن يكون بشرياً طائراً."
"خطأ, أنا أعرف أكثر من عشرين شخصاً بإستطاعتهم الدخول من هذه النوافذ."
جلست فيكى على كرسى أزرق قابلته. أغضبها أن يبدو هادئاً جداً و منطقياً, لكنها كانت مصممة على أن تبدو بهدوئه و تعقله نفسيهما. "أنت حالة خاصة, أنت رجل مخاطر. أنت تكسب قوتك من خلال القيام بأعمال مجنونة."
مرر يده على شعره الداكن. "ليس الموضوع كيف أكسب قوتى. الموضوع هو ما إذا كان بإمكان أحد الدخول إلى هنا. بامكانه ذلك. و كحارس أمن,بأمكانه الحصول على مفتاح رئيسى. لا نعلم. يجب ان نحضر أنفسنا."
رفعت فيكى رأسها. "أن نحضر أنفسنا. تبدو مثل شاب فى الكشافة."
بادرها بابتسامة ساخرة: "فكرى بىّ كشاب فى الكشافة.... نظيف, خدوم, أهل للثقة و ووقور."
قالت فيكى دون رحمة: "ها....."
رمقته بنظرة باردة و قالت: "لا يوجد فى عقدى أى بند عن وجوب نوم رجل فى غرفتى."
حافظ على ابتسامته المتعالية. فتح ذراعيه على طول ظهر الأريكة. "لكن من قد يعترض على شاب فى الكشافة كحارس؟ هل أخبرتك أننى أيضاً وفيّ, خدوم, شجاع, و غير مسروف؟"
"أذن أذهب و أنصب خيمة, يا لورد بادن.... باول. أكرر, لا يوجد فى عقدى بند عن وجوب نومى مع رجل فى غرفتى."
تلاشت ابتسامته, إنما ليس تماماً: "أراهن أنك حفظت كل كلمة فى العقد عن ظهر قلب. أليس كذلك؟"
ضغطت فيكى على الكرسى حيث تجلس و حملقت به ببرود. "فى الواقع لقد فعلت."
أومأ و ابتسم مجدداً فخوراً بنفسه. "كنت واثقاً من ذلك, حسناً, يا فيكى. جزء من عملنا هو تضليل الصحافة و الجزء الأخير أمنى. هذه مسألة أمنية و موزس هو رئيس الفرقة. و هو يطلب منى أن أبقى بجانبك و أنا أنوى أن أقوم بذلك. كما و أننى أنوى أن أكون مثال الرجل المهذب. لن أقيم علاقة معك حتى و لو ركعت أمامى راجية ذلك."
"رجوتك؟ توسلت إليك؟ سوف يكون هذا حدث الموسم." اختفت الابتسامه عن وجهها و لمع شى فى عينيه الداكنتين. و قال بصوت ساخر: "اجل. سوف يكون حدث الموسم, أليس كذلك؟"
فُتح باب الغرفة و دخل روتش حاملاً ورقة. "لقد أجريت بعض التعديلات للغد فى حال لم يسوى هذا الموضوع."
و ناول فيكى الورقة عابساً: "خذى اقرأى لى هذا. أريد أن أسمع كيف يبدو الأمر على هذا النحو."
تقوقعت فيكى فى كرسيها. وضعت الورقة على الطاولة الصغيرة قربها ببطء و حذر. نظرت إلى روتش ببرود و قالت: "لست سكرتيرتك, و علاوة على ذلك نظارتاى لستا معى."
استدار روتش محملقاً, إلا أن جيل مد يده و التقط اللائحة متمتماً: "سوف أقرأها."

أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير:التظاهر
Romance"لتحب و تحترم......" تركزت نظرة الكاهن على فيكى! و أخذت إنطباعاً باهتاً فى أنه سألها أن تتعهد بالحب و احترام الرجل الواقف إلى جانبها. أومأت برأسها و هى تشعر بعدم إستطاعتها الكلام. شد جيل على يدها. "أجل أتعهد." أستطاعت أخيراً أن تقول. و من مكان ما زع...