٣

6.1K 144 2
                                    

مساء الثلاثاء تسللت فيكى منتكرة داخل البلازا, و أختفت هويتها الحقيقة صباح الأربعاء عندما خرجت مصحوبة بـ روتش و قلة من الحراس, كانت قد تحولت إلى كاريسا, كان التحول بفستان حريرى مصمم لـ كاريسا و معطف كاريسا من الفرو الأبيض و مجوهرات كاريسا الزائفة, كاملاً جداً لدرجة أنه أخفى فيكى أو بالأحرى أخافها.
بعد ذلك وجدت فيكى التى لم تسافر أبداً بالطائرة من قبل, نفسها فى طائرة كاريسا الخاصة. كانت متجهة نحو لاس فيغاس, المدينة التى لم تزرها من قبل لتتزوج رجلاً لم تقابله قط.
عندما بدأت الطائرة بالهبوط فى لاس فيغاس, بدأ التخوف, الذذى حاولت إخفاءه. أغمضت عينيها بقوة, عضت على شفتيها و بدأت بالصلاة.
فى فيغاس و فى شقة السطح فى فندق كزانادو, كان جيل يحصل على نصيبه من الصفقة.
قال ليفرينغهاوس يسأله: "ماذا ستفعل بالنسبة لشفتيك؟ أريدك أن تخضع لحقن كولاجين. أننى أمرك بذلك."
وقف الرجلان فى غرفة جلوس الجناح ذات اللونين الأبيض و الذهبى, بدا ليفرينغهاوس, الذى كان يرتدى بذلة من ثلاث قطع باهظة الثمن و ساعة رولكس, و كأنه ينتمى إلى ذلك المكان.
لم يكن جيل ديسباين كذلك. جلس على احدى الأرائك اليونانية عارى الصدر و هو ينزع آخر شريط لاصق عن جروحه, أحس أنه سخيف, كان يرتدى سرولاً جلدياً أسود ضيقاً و حذاء رعاة البقر.
تنافر شكلاً و روحاً مع السجاد الأبيض و المفروشات الثمينة فى الغرفة. كان يمكن أن يشعر بسعادة أكبر لو كان وحده فى الجبل يصطاد السمك من مستنقع أو فى أى مكان آخر وحيداً. لقد كان ليفرينغهاوس يضايقه كثيراً.
و صرح: "لن أتعرض لحقن كولاجين فى شفتى؟ هذا سخيف و خطر."
و قال ليفرينغهاوس باستياء: "خطر؟ لقد تدحرجت البارحة ست مرات من أعلى الجبل. ست لقطات. لقد كسرت ضلعاً لعيناً آخر و فى الأسبوع الماضى وقع عليك حصان و تخشى أن يكون الكولاجين خطر؟"
"لا أحقن جسدى بمواد كيماوية." قال جيل. و قد وقف يرتدى قميصاً حريرياً أزرق من النوع غالى الثمن الذى يرتديه كيفن تشاندلر.
"شفتاك رقيقتان جداً." قال ليفرينغهاوس بتوتر متفحصاً جيل بعين ناقدة. "إذا بقيت النظارات الشمسية بأمكانك الظهور على أنك هو ـــ ماعدا الشفتين."
مر جيل أحد أحزمة شاندلر داخل الفتحات المخصصة له فى سروال جلدى. على شاندلر أن يتخذ شارباً, مع الشارب قد أستطيع الظهور على أننى هو."
قال ليفرينغهاوس: "لا تحب كاريسا الشوارب. سوف يجب عليك إبقاء فمك مغطى إذا أقترب أحدهم منك."
شد جيل قفل الحزام الفضى. كان القفل كما السروال مرصعاً ببعض أحجار الأوبال الثمينة من استراليا, إلا أنها لم تعجب جيل. كان جيل يؤمن بالخرافات و الأشباح كسائر الرجال الذين يقومون و يقال أن حجر الأوبال لا يجلب الحظ.
و قال ليفرينغهاوس مقترحاً: "بإمكاننا وضع بعض المكياج على شفتيك." كان رجلاً طويل القامة و بديناً, رقيقاً و شاحب الوجه كان يضع نظارات سميكة. إتكأ على المدفأة و هو ينقر بعصبية على رخامها المطعم بالذهب.
"سوف يفى المكياج بالغرض."
فقال جيل بإزدراء: "لن أضع المكياج. إنس الموضوع." و توجه إلى المرآة متفحصاً نفسه بتبرم. و كمعظم منازل لاس فيغاس, كانت الشقة الفخمة فى الكزانادو مليئة بالمرايا.
كان قد قص شعره قصيراً جداًمقلداً شاندلر عندما كان يمثل دور رائد الفضاء فى فيلمه الآخير. التقط نظارات شمسية من نوع راى بان, و هى المفضلة عند شاندلر, و وضعها على عينيه, كان التشابه قاسياً إنما حقيقياً كان يبدو و كأنه الاسترالى عن بعد.
كانت هناك بعض الأختلافات البسيطة فى الخطوط حول الفم و العينين لكنه يفى بالغرض عن بعد.
وقف ليفرينغهاوس خلف جيل و نظر من فق كتفه فى المرآة. ربت على كتف جيل و كأنهما صديقين حميمين.
"يمكننا تضميد شفتيك, يمكننا القول بأن شاندلر تعرض لحادث."
فقال جيل بإزدراء: "تضميد شفتى؟"
فقال ليفرينغهاوس: "طبعاً. أسمع, بإمكانك القول إن شاندلر جرح نفسه و هو يحلق....."
أبعد جيل يد الرجل عن كتفه قال صارخاً: "لن تضمد شفتى." أقسم و هو يهز رأسه. "إن هذا العمل يقودك إلى الجنون, ليفرينغهاوس, هل تعلم ذلك؟"
"حسناً, شفتاك رقيقتان جداً, ماذا لو أراد أحد المصورين أستخدام عدسة مكبرة و التركيز على فمك؟ أعنى علىّ التفكير بأشياء كهذه."
استدار جيل و حملق من دون تأثير من نافذة الغرفة الضخمة. لاحت بعيداً ملاعب الجولف الخضراء التابعة للفندق, بينما لمعت السيارات و البنايات و أحواض السباحة تحت أشعة الشمس, لكن خلف المدينة امتدت الصحراء الصخرية, عارية و خطرة كزواج جيل.

روايات احلام/ عبير:التظاهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن