الفصل السادس : حظ سيئ

58 4 1
                                    

بينما يهرول (الخفاش) جزعا في ممر ما بين الغرف ، تمشي (سيدة الجريمة) ببرود و بطئ شديدين ممسكة بيدها قطاعة الحطب ، مطبقة قولتها : "أنت ممن سأقضي عليهم ."

- أقسم أني لن أزعجك مجددا ، أقسم !

- إن قتلتك !؟ طبعا لن تفعل ، و تضحك كأن الأمر في منتهى البساطة.

- فقط ، إن لم تكوني محبة للحياة ، أنا لست بهاو للموت !

- البيانو أمامك ، إعزف مقطوعة مرعبة ، أتركك حيا بضع لحظات ، تختم (سيدة الجريمة) .

يجري نحو البيانو القديم ، ناطقا بصعوبة بالغة :

- ليس لي رغبة في العزف ..

- إذن لما أبواك طرداك من المنزل ، أليس بسبب العزف ليلا ؟

- أجل ..

- إعزف و إلا قطعتك إربا متقايسة !

تبدأ النغمة المخيفة بالإنتشار في الجو المشحون.

خوف (الخفاش) يؤثر على الصوت المنبعث من المفاتيح.

رعشته بارزة و جبينه يقطر عرقا.

خائف ، لا بل مرتعب من صديقته و من جنونها الأخرق.

ينهي المعزوفة سريعا و يستدير نحوها بمبسم كاذب لتباشره :

- لم تعجبني .. يال حظك السيئ !

***

قطرات من الدماء تضيف رونقا على الأرضية الخشبية و صوت ضحكة مدوية ، مليئة بالفكاهة ، تنبعث من فاه تلك المجنونة بواقعها.

تنظر له بسخرية :

- خوفك هو من جنى عليك ، و ليس أنا.

و ها هي الآن تقنع نفسها أن لا دخل لها في كل ما حصل من جرم مشؤوم .

***

يتبع ...

غراب مغتربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن