الفصل التاسع : "مللت الحياة"

66 3 2
                                    

كورقة خريفية الأصل ، يسقط (الخفاش) دون إرادة منه بينما تحدق به (سيدة الجريمة) و كأنها لم تقترف شيئا.

دقات قلبه تضطرب ، الرعب يحتل أوطانه، و ها هو يمسي شبه غارق في المسبح القاطن أمام المنزل و تحديدا أسفل السطح مباشرة.

- لا أعرف _ ها هو ينزل للعمق من جديد.

- السباحة .. و يمسي غريقا مجددا.

خطوات بطيئة نحو الخارج ، إبتسامة سخرية ركيكة محفورة على وجهها الشاب.

تصل حذو المسبح فتمسكه بيدها من قميصه الذي يكاد يتمزق :

يأخذ (الخفاش) أنفاسا عميقة عله يعوض ما خسره من أكسجين .

يبدأ في ٱستفراغ المياه من جوفه ، صارخا:

- تبا لك يا مجنونة ! تعلمين أني لا أعرف السباحة !

تنظر له بحنق شديد :

- أعلم ، أعلم كل شيئ و أعلم أنك كاذب أيضا.

ملامحه تزداد غضبا ليصيح بها :

- من قال هذا !؟ منذ قليل قد صارحتك أني مللت الحياة و _

تنزل رأسه بكفها داخل المياه مجددا ، ليصارع ٱختناقه و تخرجه للمرة الثانية :

- لو كنت مللت الحياة لما قاومت للحفاظ عليها ، إن من يمل الحياة ، حين يكون غريقا يرى القشة و لا يتعلق بها . من يمل الحياة ، حين يكون غريقا ، يرى الأيدي ممدودة إليه و لا يفعل سوى أن يلوح لهم و يغادر ببطئ شديد.

تختم قولتها بنظرة باردة و تعيد (الخفاش) تحت المياه.

***

بعضنا يصارع و يكافح من أجل الحفاظ على الموت المنتظر ، ليس حبا في الحياة و إنما هوى في قسوتها ...

***

يتبع ...

غراب مغتربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن