كورقة خريفية الأصل ، يسقط (الخفاش) دون إرادة منه بينما تحدق به (سيدة الجريمة) و كأنها لم تقترف شيئا.
دقات قلبه تضطرب ، الرعب يحتل أوطانه، و ها هو يمسي شبه غارق في المسبح القاطن أمام المنزل و تحديدا أسفل السطح مباشرة.
- لا أعرف _ ها هو ينزل للعمق من جديد.
- السباحة .. و يمسي غريقا مجددا.
خطوات بطيئة نحو الخارج ، إبتسامة سخرية ركيكة محفورة على وجهها الشاب.
تصل حذو المسبح فتمسكه بيدها من قميصه الذي يكاد يتمزق :
يأخذ (الخفاش) أنفاسا عميقة عله يعوض ما خسره من أكسجين .
يبدأ في ٱستفراغ المياه من جوفه ، صارخا:
- تبا لك يا مجنونة ! تعلمين أني لا أعرف السباحة !
تنظر له بحنق شديد :
- أعلم ، أعلم كل شيئ و أعلم أنك كاذب أيضا.
ملامحه تزداد غضبا ليصيح بها :
- من قال هذا !؟ منذ قليل قد صارحتك أني مللت الحياة و _
تنزل رأسه بكفها داخل المياه مجددا ، ليصارع ٱختناقه و تخرجه للمرة الثانية :
- لو كنت مللت الحياة لما قاومت للحفاظ عليها ، إن من يمل الحياة ، حين يكون غريقا يرى القشة و لا يتعلق بها . من يمل الحياة ، حين يكون غريقا ، يرى الأيدي ممدودة إليه و لا يفعل سوى أن يلوح لهم و يغادر ببطئ شديد.
تختم قولتها بنظرة باردة و تعيد (الخفاش) تحت المياه.
***
بعضنا يصارع و يكافح من أجل الحفاظ على الموت المنتظر ، ليس حبا في الحياة و إنما هوى في قسوتها ...
***
يتبع ...
أنت تقرأ
غراب مغترب
Mistério / Suspenseالحياة .. هي تلك المقبرة التي تجمع العائدين و المهاجرين عنا . الحياة .. هي تلك التي تجبر الحمام أن يكون غرابا ، أو على الاقل : أن يلبس قناع السواد. الحياة .. تقتلنا و تتركنا تحت رحمة الموت المتنفس بالوجع. ... الحياة .. هي مقبرة الغربان .. هي مقبر...