3.نورسين

880 43 6
                                    


  قضيت باقي أيام الأسبوع بين أوراقي والكتب وبين مكتبي وغرفة الجلوس والتلفازوالطلعات المعدودة وكان علي اليوم زيارة الجريدة , وصلت هناك عبرت ذات الممر وتوجهت لذات المكتب طرقت الباب ودخلت نظرت لهم بابتسامة وقلت
" مرحبا أرى اجتماعا مغلقا اليوم "
وقف الذي كان يجلس على أحد الكرسيين أمام المكتب وصافحني بقوة وقال ضاحكا
" ما أسعد صباحك يا جون "
ضحكت وقلت " هل توجد عبارة صباحية لا تُدخل فيها اسمك "
ضحك ضحكة قوية وقال " لا يتغلب علي أحد غيرك في هذه البلاد "
صافحت الجالس خلف المكتب قائلا " كيف أنت اليوم "
قال مبتسما " أسعد من الأمس كجون "
وضحك ثلاثتنا ثم قال جون  " ستريان "
جلست ووضعت الأوراق على الطاولة أمامي فقال جيمي
" جاهزة بالتأكيد "
قلت بهدوء " ما كنت سأحضرها لو لم تكن كذلك "
قال جون " حتى متى ستبقى تعيد صياغة ما يكتب الغير ليأخذوا المجد وأنت خلف الكواليس "
قلت ببرود " أنا مرتاح هكذا "
تنهد وقال " زين متى ستعود "
قلت بابتسامة سخرية " لم أعلم أنني سافرت "
قال بابتسامة حزينة " بل تعي ما أقول الحياة تحتاجك إن كنت لا تحتاجها "
تجاهلته وقلت ناظرا جهة جيمي
" المقالات السياسية لا تقدمها لي ثانيتا أو فصلت رأسك عن جسدك "
ضحك وقال " أمازلت عدوا للسياسة "
قلت بتذمر " إنهم يخلطون الأدب والفلسفة وكل شيء ويعكرون المزاج ولا يخرجون بنتيجة "

ضحك وفتح درج مكتبه قائلا " هذا لأنك تعشق المقالات الأدبية لكنت نظرت لهم بنظرة مختلفة , لدي مفاجئة لك "
ابتسمت ابتسامة جانبية وقلت " وأي مفاجأة تخرج من جريدة "
اكتفى بالضحك دون تعليق وأخرج ورقة مطبوعة مدها لي وقال
" ستكون أول من يقرأها "
أخذتها وقلت " ما هذه !! "
قال بابتسامة واسعة " نورسين "
قلت ببرود " آه أجل صفقة جون المحترمة "
ضحك جون وقال " ستدمرك بكل تأكيد "

نظرت له وقلت " من سيدمر من "

قال بابتسامة تحدي " إنها قنبلة في المقالات النقدية الهجومية لقد أسكتت مايكل في مقال واحد فقط منذ ثلاثة أشهر "
ضحكت وقلت " ومن هذا الذي يسكت مايكل"
ضحك وقال " أنت من أشعله في الماضي وهي من أسكته إنكما ثنائيا رائعا هههههه "
نظرت جهة جيمي وقلت " ولما تركت تلك الجريدة "
نظر جهة جون وقال " الأخبار لديه "
نظرت جهته فقال رافعا كتفيه " لا أعلم !! الأمر مبهم لقد كانت في الخارج وعادت منذ عام وبضعة أشهر , عملت لعام كامل لمصلحة تلك الجريدة ثم توقفت فجأة "
ثم ضحك وقال " رئيس التحرير كاد يجن عند اتخاذها تلك الخطوة لقد قفزت بجريدتهم خطوة واسعة للأمام "
ضحكت وقلت " حاذر من أن تجن أنت أيضا حين تترك جريدتكم دون سابق إنذار "
قال مبتسما " لا تخف فكنزي هوا أنت وليس هي "
ابتسمت بسخرية وقلت " كنزك حتى من خلف الكواليس يا جون "
قال بضحكة " كم أتمنى أن أتحدث بالألغاز في وجودك فأنت تفهمني دون كلام "
ضحكت ضحكة خفيفة ونظرت للورقة وقرأت بضع سطور ثم نظرت لجون وقلت
" معه حق يفقد عقله "
قال بابتسامة " المقالات الأدبية إنها جنونك الحقيقي "
قلت بابتسامة مماثلة " نعم إنها كنوز الحياة اسمع هذا السطر
( الألماس في الداخل ونحن في الخارج إنه جزء من كياننا لكننا نبحث عنه في كل مكان عدا ذلك المكان فيكون البؤس والإحباط واليأس  "
ضحك وغمز لجيمي وقال " يبدوا أنها ستحرك ذاك الجبل "
قلت بضحكة جافة " لا تتأمل كثيرا فلن تجد ما تتوقع مني "
ثم نظرت للاسم مطولا وقلت بهدوء
" نورسين هذا الاسم معناه ضوء القمر هل هوا اسمها الحقيقي "
قال جون بهدوء " لا أعلم يبدوا لي كذلك "
نظرت له وقلت " وكيف تعمل معها ولا تعلم "
قال " لا عقد بيننا سترسل المقلات عن طريق الفاكس كهذا الذي بين يديك هكذا اشترطت "
ضحكت وقلت " لذلك هي تهرب كالنسيم مثلما تدخل غلبتكم بذكائها "
ضحك وقال " بل لسبب ما تركت تلك الجريدة أنا متأكد "
قال جيمي مبتسما " كم لدي من فضول لرؤيتها قد تحضر حفل الكتاب "
ضحك جون وقال " يمكنني تصور شكلها فتاة هاجمت مايكل بتلك الشراسة ستكون ترتدي بنطلون جينز وقميص يشبه الرجالي وخطوات ثقيلة واسعة وصوت مدوي في السماء هههههه "
ضحكنا جميعنا وقال جيمي " بالفعل القوة والرقة لا يجتمعان "
وقفت ووضعت الورقة على الطاولة وقلت مغادرا " أراكما لاحقا "
قال جيمي بصوت مرتفع لأني وصلت للباب " زين لم تقل هل ستحضر الحفل "
قلت دون أن ألتفت لهما " ما يزال الوقت مبكرا على أن أقرر "

ثم خرجت عائدا لمنزلي وما أن دخلت حتى بدأت الأمطار بالهطول جيد أنني وصلت آه أجل كيف نسيت كان عليا زيارة المكتبة قبل الجريدة , التفتت للخلف وأخذت المعطف الذي علقته للتو , من قال أن الروتين شيء ممل هوا يعلمك أن التغيير قد يكون سيئا جدا , ارتديت المعطف وخرجت وركبت السيارة من فوري كي لا أجمع قدرا كبيرا من برد هذا الكون وحبات الأمطار الرقيقة عند هذا الصباح وصلت المكتبة نزلت ركضا لأدخل بسرعة وهذا هو حال الجميع هنا نهرب من المطر وفي أرض ما من هذا الكوكب يرقصون فرحا تحته لأنهم لا يرونه إلا فيما ندر , وهذا هوا طبع البشر يعشقون المفقود وينبذون الموجود في آن واحد حتى يصبح الموجود مفقودا والمفقود موجودا ليعرفوا القيمة الحقيقية لكل منهما دخلت للداخل وأنا أنفض كتفا معطفي بيدي مزيلا حبات المطر التي علقت فوقه قبل أن تتسلل إلى الداخل وتوجهت من فوري لتلك الرفوف التي يجذبني سحرها كالمغناطيس اقلب الكتب وأبحث عن الموجود وألا موجود وبعد جهد وجدت ضالتي الكتاب الذي جئت لأجله وككل مرة حملت معي مجموعة أخرى من الكتب لم تكن وجهتي لها ولكني هكذا أذوب في سحرها , رفعت الكتاب بقوة من الرف وأنا أهمس قائلا بحماس
" وجدتك أخيرا "
ليسقط الكتاب المجاور له أرضا نزلت لأرفعه فشدني العنوان ( أكسير الحياة ) رفعته ونظرت للاسم تحته ( نورسين ) تبدوا تلك الكاتبة , غريب لم ألمح اسمها سابقا هل هذا كتابها الوحيد , فتحت الكتاب من المنتصف لأن البدايات لا تعطيك انطباعا حقيقيا عن الشيء ولأن النهايات قد تجعلك لا تقرأه بتاتا , قرأت من رأس الصفحة وكان
(كذلك هم وكذلك نحن هم تركوا كل شيء لأقدار الله ونحن لم نفعل فلو رأيت شخصا صباح الغد الباكر يبتسم من قلبه ستكون وجدت السعادة عند أحدهم وتأمل أن تأتي إليك يوما وأحب أن أبشرك بأنك لن تلتقي بهذا الشخص لا في الغد ولا بعده هل تعلم لما لأنه لم ينسى أخطاء الماضي ويفكر كيف سيصلح المستقبل لذلك هوا تعيس ولذلك العصفور والنملة سعداء لأنهم لم يسألوا ولم يجيبوا وخالفونا نحن البشر وضحكوا على سذاجتنا فعندما سأل أحدٌ منا الآخر عن السعادة قال أنها في بلاد لا توجد على الخارطة فسألوا السعادة أين نجدك قالت بكل بساطة تحت أقدام التعساء , فلا تبحث طويلا عنها لأنها ستهرب منك ولا تحزن إن لم تجدها فهي تسخر ممن ركضوا ورائها وبكوا لأنهم لم يدركوها )

مررت بعض الصفحات الأخرى وقرأت من نصف الصفحة

( من قالوا أنهم بنو المجد فهم واهمون لأنهم لم يروا المجد بعد فلم ينزل المسيح ابن مريم ويصلي بالمسلمين في بيت المقدس وكسر الصليب وقتل الخنزير ولم تخضر الأرض حتى تكفي تمرة الرمان العشرة من الرجال أي لم تشرق الشمس من مغربها فالمجد لم يبنى بعد )
قلت بابتسامة " رائع وأخيرا كتاب لا يتحدث عن السياسة والأدب المعاصر للقديم ومشاكل الحياة "
وضعته على مجموعة الكتب وقلت بحماس " يستحق القراءة "حملت الكتب وتوجهت لطاولة المسئول عن المكتبة كانت ثمة فتاة تقف متحدثه معه بصوت رقيق وهادئ ومنخفض أنا خلفها لا أفهمه , بعد وقت قلت بضيق
" عذرا يا آنسة فالتعب في وقت حملك للشيء وليس في وزنه "
التفتت إلي ونظرت لي مطولا لا أعلم ما تلك النظرة بتلك العينان العسلية الواسعة نظرة حيرة أم صدمة أم ضياع , لقد زعزعت هذه العينان كياني وكأني لا أراهما للمرة الأولى , كانت تنظر لعيناي بضياع وكأنها تبحث عن شيء داخلهما أو تنتظر شيئا مني ولا تعلم أني بدأت أفقد حواسي أمام عينيها شيئا فشيئا ... لو تبتعد عني ما الذي تنوي فعله بي .... بقيت عينانا معلقتين ببعض ثم انتقلت عيناها سريعا للكتب في يدي وأعلاهم كان كتاب ( أكسير الحياة ) نظرت له مطولا ثم ابتعدت جانبا خافضة رأسها للأسفل لتخرج
منها أحرف تشبه الهمسات بالكاد تخرج وبالكاد تُسمع وهي تقول برقة
" تفضل "
اقتربت من الجالس خلف المكتب فابتسم من فوره وقال
" مرحبا بالسيد مالك مجموعة جديدة إذا "
وضعت الكتب وقلت بضحكة خفيفة
" جئت لأجل واحد فقط وككل مرة خرجت بمجموعة "
حرك الكتب أمامه ليدونها لديه وعندما وصل لذاك الكتاب وضعت يدي
عليه وقلت " لا هذا سأشتريه "
ابتسم ونظر لي وقال " هذه طبعة المكتبة النسخ المعدة للبيع انتهت "
حملت الكتاب أمام عيناي وقلبته وقلت " منذ متى صدر هذا الكتاب "
ثم وقع نظري على التاريخ فقلت " منذ عام لم أره أو أسمع به "
قال " لأنه كتابها الوحيد وقد تمت ترجمته للعربية من مدة قصيرة "
وضعته على الطاولة وقلت " حسننا سأستعيره إذا ثم أعيده "
وقفت عنده أنتظر أن ينتهي ولم تغفل عيناي عن العينان الواقفتان بجانبي وهما تدققان فيتفاصيل ملامح الجانب المقابل لهما من وجهي , ما بها هذه هل تشبه عليا بشخص ميتأم ماذا , من أخبرها أنني أريد أن أختبر صمودي أمام نوع جديد من النساء لم ألتقية يوما نظرت باتجاهها بسرعة فتوترت ملامحها بوضوح وانخفض نظرها أرضا وانتقلت العدوى لي لأتفحص ملامحها بكل جرأة , العينان الواسعة والبشرة البيضاء كالثلج والملامح الرقيقة الدقيقة , ملامح أقل ما يقال عنها أنها عنوان من عناوين الأنوثة الحقيقية ليزيدها هذا الهدوء الغريب توهجا , عجيب أمازال هنالك من تحمل كل هذا السحر الأنثوي مجتمعا وكأن ثمة مغناطيس في هذه الملامح الفاتنة الجذابة , سبق والتقيت بنساء جميلات كثر في حياتي لكن هذه شيء مختلف تماما جمالها مختلف
" يمكنك أخذها لقد انتهيت "
عدت بنظري له وقلت " شكرا "
حملتهم وغادرت حين استوقفني صوته قائلا
" سيد مالك لدي شيء من أجلك "
عدت ناحيته وكانت تلك الفتاة لا تزال تقف مكانها وقفت عنده بصمت نظرت ناحيتها نظرة خاطفة فكانت تنظر لي وشتت نظرها بعيدا عني , نظرتُ جهة مشرف المكتبة فأخرج ظرفا ورقيا ومده لي مقلوبا وقال
" أحدهم ترك هذا من أجلك "
أخذته منه وقلبته كان مكتوب عليه ( منازل القمر ) , نظرت له بحيرة وقلت
" من تركه هنا "
قال بهدوء " فتاة لا أعرفها وأراها للمرة الأولى قالت أنك تعرفها "
دسسته بين الكتب وغادرت المكتبة راكضا للسيارة كما أتيت , يبدوا أن تلك الفتاة تفكر بدهاء وتعلم أنني سأسألها عنها لذلك ستتخفى عني لم أتوقع منها هذه الحركة ولكن لماذا ؟وما مصلحتها من ذلك؟ 



وقفــــــــــــة


وقفت تلك الفتاة أمام الطاولة وقالت بنعومة وهدوء
" ما أن يأتي ذاك الشاب الذي غادر للتو فأعطه نسخة الكتاب وسأعطيك واحدة مماثلة "
نظر لها بحيرة ثم قال " ولكنها القوانين يا آنسة ولا مماثل لتلك الطبعة "
أخرجت بطاقة صغيرة من جيب حقيبتها وقدمتها له نظر لها مطولا ثم رفع نظره لها يتفحص
ملامحها ثم قال " حسننا لك ذلك ولكن ليس قبل أن تأتيني بالنسخة الأصلية "
ابتسمت برقة وقالت " في الغد "


**********
دخلت المنزل علقت معطفي وضعت الكتب في مكتبي وتوجهت عنوة للمطبخ أعددت وجبة خفيفة غسلت يدي وعدت للمطبخ وضعت الطبق على الطاولة وسكبت الطعام وجلست أقلبه بالملعقة وسافر خيالي لتلك الفتاة في المكتبة , يبدوا لي تعرفني أو لا أعلم تعرف شخصا يشبهني يا لها من قذيفة ملتهبة فتنة مرسلة للبشرية , ضحكت على أفكاري وعدت لتناول الطعام أنهيت طعامي ثم عدت لمكتبي وضعت الكتب جانبا وأمسكت بذاك الظرف ثم ضحكت , صدقت تلك الفتاة يبدوا أنني سأدمن هذا ولكن لم أفهم حتى الآن قصدها بالأمنية , تجاهلت كل تلك الأفكار وفتحت الظرف كان بداخلة كالمرة السابقة مجموعة من الأوراق منزوعة من ذات المفكرة وبذات العطر والخط ومرتبة الوضعية فيبدوا أنها لم تحركها بعد نزعها من مكانها , وضعت الأوراق أمامي رشفت رشفة من كوب القهوة وبدأت بالقراءة
( اليوم يسمونه يوم العيد لم أدون سابقا هذا الاسم عندي , لقد عشته مع والداي ولكني لم أعرف ما يكون غير ثوب جديد في الصباح الباكر وحلوى ولحم واحتفال جميل في الليل وأصدقاء يزوروننا , كان يوما غريبا عن أيامنا المعتادة ولكني لم أعرف اسمه حينها , فقط اليوم عرفت أن هذا عيد ولكن ليس كذلك اليوم أبدا , كنت فوق علبتي الحديدية عند سطح المنزل لأنني في هذا اليوم مسجونة في سجني الدائم , أقف على تلك العلبة برؤوس أصابعي لأشاهد عائلة الجيران وهم يشوون اللحم الرائحة لذيذة لكن الألذ في نظري كان شيئا آخر , لما لا يعطوني واحدا
ليس من الشواية ولكن من الجالسان معهم ... أب أو أم , واحد فقط لا أريد كلاهما ,," سيلينا "نظرت باتجاه الصوت ثم نزلت عن العلبة وحملتها بين يداي مبتسمة وركضت بها جهة ذاك الصوت وضعتها وصعدت فوقها وقلت " زين هذا أنت "قال بابتسامة " نعم ماذا تفعلين "
قلت بابتسامة مماثلة " أراقب الجيران "عقد حاجبيه وقال " ولكن تلك عادة سيئة "قلت باستغراب " ولما تراقب أنت القمر "ضحك وقال " القمر لا بأس الجيران لا "مددت شفتاي مستاءة وقلت " ماذا افعل إذا "قال " انزلي وشاركي عائلتك العيد "قلت " لا أستطيع "قال بتساؤل " لما !! " أشرت للباب وقلت " لأنهم أغلقوه "قال بعفوية " أطرقي الباب لابد وأنه الريح أغلقه "ثم أخرج لي من جيبه شيئا ومده لي وقال " خذي "ليصبح منذ ذاك اليوم اسم زين مسجل لدي بمعنى الحلوى لأني لم أكن آكلها إلا منه ولم يعطني غيره إياها , كانت أحيانا نصف قطعة وأحيانا قطعة كاملة ليقول لي عقلي الصغير حينها أنه يأكل حصتي في السلالم ويعطيني نصفها فقط لأكتشف بعد كل هذه السنين أنه كان يقتسم علي حلواه وأنه حين يعطيها لي كاملة فهوا أعطاني حصته كلها ومرت بي تلك الأيام والشهور غرفتي ذاتها مخزن المئونة ولا شيء غير الأوامر والشتم والضرب والتوبيخ أشياء كبيرة على عقل طفلة وصغيرة على قلبها فالأطفال لا يقدرون حجم البؤس فهم يضحكون ويلعبون في غمرة تعاستهم ولكن من يكبر في تلك الظروف سيعرف المعنى الحقيقي لتلك الكلمات التي كل واحدة منها لا تحمل إلا معنا واحد
.... الحرمان والأسى والضياع ....

Lunar mansionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن