28. تقتلينني

520 29 1
                                    

بعد ذاك اليوم الذي سقطت فيه بين يدي زين  لم أفقد صحتي فقط بل

وكسر شيء في قلبي لا أعلم إن كان للزمن قدرة على إرجاعه كما

كان فقد اكتشفت الآن أن كل ما مررت به معه منذ تزوجنا كان

يحدث شقاً صغيراً ليتحول مع الوقت لصدع لينكسر في النهاية

ولو لم تكن جدته خياري الوحيد لما لجأت لها وأنا موقنة من أنه

سيأتي إن علم بمكاني ليستفسر عن باقي الحقيقة أو لينهي انتقامه

أو لتستمر مسيرة شفقته علي , فما أن تنتهي مهمة والدي سأرحل

معه للأبد لأعيش بقلب مكسور ومريض ولكن حر وطليق

أخبرتني الجدة اليوم أن انجل وميا  قادمتان , كم كان خبراً مفرحاً

وكم أشتاق لهما وخصوصاً انجل فكم أحببتها وكم واست حزني ووحدتي

حين تخلى عني وتركني لديها كاليتيمة التي لا أهل ولا مأوى لها

حينما سمعت صوت أبناءها في الخارج ركضت لنافدة المطبخ ورأيتها

تحضن زين وتقبله وتبكي وكأنها تهنئه بعودتي , انجل كم أنتي طيبة

حقاً رغم كل ما حدث لا تزال تظن أنه يحبني , أستغرب تصرفاته هنا

لكن يصعب على قلبي تصديقه

ما أن دخلوا وسمعت صوت صراخ أبنائها وهم يصعدون السلالم

خرجت من فوري وما أن وقع نظري عليها حتى ركضت باتجاهها

واحتضنا بعضنا حضناً لا أقوى منه إلا حزني ولا أحزن منه إلا شوقي

لها , بكينا طويلاً وكل واحدة منا تتمسك بالأخرى بقوة وكأنها ستدخلها

في جوفها تشق ضلوعها وتدخل ولا شيء سوى البكاء والعبرات

أحضنها بقوة وكأنها هي من ماتت وليس أنا , قلت ببكاء وأنا أزيد من

احتضاني لها " انجل كم اشتقت لك , سامحيني إن أخطأت يوماً في حقك "

قالت من بين عبراتها " بل أنا من تطلب منك السماح , أقسم أني كنت

أتعذب كل يوم قبل أن اعرف أنك على قيد الحياة "

أمسكت ميا بكتفي وقالت " قمر دعيني أسلم عليك وكونا عادلتين "

ابتعدت عن انجل واحتضنت ميا التي كانت تمسك طفلة بين يديها وما

أن احتضنتها حتى بدأت بالبكاء هي الأخرى بل لتستمر مسيرة بكاءها

التي بدأت منذ احتضنت انجل ثم ابتعدت عنها وقلت وأنا آخذ الطفلة منها

" هل هذه ابنتك كم هي جميلة "

قالت بابتسامة " نعم أنجبتها منذ ثلاث أشهر وعلمت أنها فتاة قبل أن نعلم

Lunar mansionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن