١

342 8 8
                                    

سامي صبي عمره خمسة عشر عاما يسكن هو وجدته البالغة من العمر اثنان وثمانون عاما في قرية زراعية بعيدة عن المدينة.
نشأ سامي في منزل يملئه الدفء و الطمأنينة والحب مع والديه وجدته. فقضى طفولته أو جزء صغير منها حياة هانئة في كنف والديه .حتى بلغ السابعة من عمره حيث تغير كل شي .
ففي صباح يوم ربيعي هادئ ذهب والداه بعربتهما المتواضعة إلى السوق الذي يقع على بعد مئة كيلو متر عن القرية التي يقطنون فيها.وفي منتصف الطريق إلى السوق وعلى طريق جبلية ضيقة سقطت إحدى عجلات العربة من مكانها مما أدى إلى انقلابها على تلك الطريق الجبلية .
بعد نصف ساعة من الحادثة تم نقل ألزوجين إلى المستشفى وحال وصلهم إلى المستشفى فقد الزوج حياته .أما الزوجة فقد كانت حالتها خطيرة جدا حيث ادخلوها فورا إلى غرفة العمليات واضطروا إلى بتر إحدى ساقيها فضلا عن الكسور التي ملئت جسدها .كانت تنازع الموت .
وبعد ساعات طويلة قضتها الأم في غرفة العمليات استطاع ألأطباء إنقاذ حياتها لكنها شلت تماما عن الحركة. بعد انتهاء تأثير المخدر واستعادتها لوعيها بدأت بالصراخ ............ زوجي .....زوجي أين هو ؟ هل هو على قيد الحياة ؟ هل نجا من الحادث ؟ خذوني أليه أرجوكم أريد أراه ......!
فحضر الطبيب والممرضة مسرعين بعد سماع صراخها وأمر الطبيب الممرضة بتحضير حقنة مهدئة للام . أعطى الحقنة للام ثم طلب من الممرضة أن تحضر له الملف الخاص بالمريضة وبدأ الكشف الروتيني الذي يتم أجراءه للمرضى بعد أن يفيقوا من تأثير المخدر ..... قال الطبيب للام:- الحمد لله على سلامتك يا سيدتي . بماذا تشعرين ؟
ألام:- أشعر بالألم المطلق .
الطبيب :- هذا طبيعي كونك خرجت من العملية بزمن ليس بالبعيد سوف يخف الألم بعد تلك الحقنة التي أعطيتك إياها.
ثم سألت ألام بعد أن هدأت حالتها :- أيها الطبيب كيف حال زوجي ؟ أهو بخير ؟
الطبيب :- للأسف لم ينجوا من الحادث .
فبدأت الأم بالبكاء بشكل هستيري فأمر الطبيب بإعطائها جرعة صغيرة إضافية من المهدئ حتى سكنت وغطت في نوم عميق .
في صباح اليوم التالي حضر الطبيب للكشف على الأم .وبجانبه الممرضة لتساعده في عمله وعندما انتهى قال للأم:- كيف حالك اليوم ؟
قالت الأم:- أفضل من الأمس ولكني مازلت أتألم ...
قال الطبيب :- ستتحسنين بأذن الله. وسنحاول معالجة الشلل الذي تعرض أليه أطرافك الثلاثة لاحقا .... قالت:- لا أظن بأنني سأستطيع تحريك جسدي مجددا. قال الطبيب:- لا تيأسي سنحاول بكل ما أوتينا من قدرة لكي نجعلك تتحركين من جديد . ثم سألها:- لا أرى أحدا من أقاربك ؟
فأجابت :- أنهم لا يعلمون شيئا عن الحادث الذي تعرضنا له . أظن أنهم قلقين ألان . فقد تركت ولدي الصغير وجدته في المنزل وخرجت أنا وزوجي للتسوق ثم تعرضنا للحادث ونحن في طريقنا ألي المدينة .
الطبيب :- سأطلب من الممرضة بأن تأخذ رقم الهاتف لتتصل بهم .
ألام :- نحن لا نمتلك هاتفا وذلك لأننا نسكن كوخا صغيرا في قرية زراعية تفتقر لأكثر الخدمات . الطبيب:- أذن سأذهب بنفسي لأخبرهم و سأجلبهم معي إلى المستشفى .
الأم:- أن القرية بعيدة وسوف ينقضي يومك كله في الذهاب والعودة من هناك . حيث أننا عندما كنا نخرج للتسوق من المدينة نخرج في الصباح الباكر ولا تكون عودتنا إلى المنزل إلى عند حلول الظلام .
الطبيب:- أن هذا من واجبي أنا طبيب و ألأطباء يجب أن يتعاملوا بإنسانية مع المرضى و عائلاتهم
الأم:- تحتاج إلى عربة للذهاب إلى هناك فهل تمتلك واحدة ؟
الطبيب :- نعم امتلك عربة قديمة ولكنها تستطيع إيصالي إلى قريتك.
ثم سألها :- كم تبعد القرية عن المدينة؟ و أي طريق يجب أن اسلك ؟
أجابته:- تبعد مئة كيلومتر عن المدينة ولكنها تقع وراء الجبل لذا يجب عليك أن تسلك الطريق الجبلية وأتمنى أن تتوخى الحذر فقد تعرضنا لتلك الحادثة المروعة على هذه الطريق .

أنها تعادينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن