رجعت الجدة بالثياب وهي حائرة ما الذي ستفعله وكيف ستبيع هذه الثياب واحتارت أيضا بأجرة السائق كيف ستدفعها وهي لا تمتلك أية نقود.
قالت الجدة للسائق أني لا أملك المال . ولكنني أمتلك بعض الثياب المحاكة يدويا جئت لأبيعها في المدينة ولم أوفق في ذلك. تستطيع أن تأخذ بدل النقود بعض القمصان كأجرة لك إذا وافقت على ذلك
سائق العربة :- أعطيني قميص واحد فقط يا سيدتي و إذا أردتي أن لا تعطيني شيئا فهذا يرضيني أيضا .
الجدة شكرا لك يا بني و أعطته القميص ومعه وشاح كهدية أمتنان منها أليه .
وصلت الجدة إلى المنزل وليس في جعبتها إي شيء من المال . دخلت إلى المنزل فوجدت سامي نائما تسللت إلى الداخل بهدوء حتى لا توقظه من نومه وضعت الثياب في غرفتها ثم ذهبت إلى المطبخ لترى ما الذي ستطهوه للعشاء في هذه الليلة . فلم تجد سوى القليل من ألأرز وقطعتين صغيرتين من اللحم ورغيفي خبز .
قامت بأعداد الطعام و أيقظت سامي من نومه لتناول وجبة العشاء معها .
بدأ سامي بتناول الطعام وكان جائعا جدا فقد نام بدون أن يأكل أي شيء . لاحظ سامي أن جدته لا تأكل الطعام فقط تقلبه في الصحن يمينا ويسارا . ويبدوا على ملامح وجهها الحزن .
فسألها :- جدتي ماذا حدث في المدينة ؟ لماذا يبدو عليك الحزن ؟ ولما لم تأكلي شيئا من الصحن الخاص بك ؟
الجدة :- لقد عدت بالثياب إلى المنزل . وقد نفذت كل النقود التي نملكها إضافة إلى انه قد انتهت مئونتنا الغذائية .
نحن الآن بلا مال ولا طعام . لهذا السبب أشعر بالضيق والحزن .
سامي:- ماذا حدث في السوق ؟ لماذا لم تباع البضاعة ؟
الجدة :- بينما كنت في طريقي إلى البائع الذي يستلم مني البضاعة التقيت بالدكتور فارس ولم أستطع أن أقول له أني جئت إلى هنا لكي أبيع الثياب وأنني لا أمتلك المال . وقلت له بأنني كنت اشتري بعض الحاجيات لي ولك .
سامي:- ماذا حدث بعد ذلك ؟
الجدة:- دعاني لتناول وجبة الغداء معه فخجلت أن ارفض ذلك وبعد الغداء قام باصطحابي إلى مكان عربات النقل وعدت إلى هنا خالية الوفاض .
سامي:- ما الذي سنفعله ألآن ؟
الجدة :- لا أعلم ......أنني مرهقة ألان ولا استطيع التفكير . سوف أخلد إلى النوم وغدا سنفكر في حل لهذه المشكلة .
كانت الساعة التاسعة مساءا خلدت الجدة إلى النوم أما سامي فقد أحضر كتبه المدرسية وبدأ بتحضير واجباته اليومية حتى انتهى في تمام الساعة الحادية عشر ليلا ثم ذهب إلى النوم .
أستيقظ سامي والجدة من نومهم في السابعة صباحا لكي يستعد للذهاب إلى المدرسة . استطاعت الجدة أن تجد نصف رغيف من الخبز تبقى من عشاء البارحة ووضعت عليه القليل من الجبن ووضعتها في حقيبته.
ذهب سامي إلى المدرسة أما الجدة فقد جلست على كرسيها الهزاز وبدأت بالتفكير بالطريقة التي ستبيع بها هذه الثياب فوجدت حلا وهو أن تبيعها إلى أهالي القرية ولكن الأمر ليس بالهين . فليس من المعقول أن تدور هي على أهالي القرية لكي يشتروا منها بضاعتها وهي لا تمتلك الصحة لفعل ذلك . وبعد التفكير الطويل خطرت على بالها فكرة وهي أن تجعل سامي يخبر أهالي القرية بأن جدته تصنع الثياب وعلى من يرغب بالشراء فليأتي إلى منزله .
بالفعل رجع سامي من مدرسته فأخبرته الجدة بخطتها ولقنته الكلام الذي سوف يقوله لأهالي القرية .
بدأ سامي بأخبار أهالي القرية بما لقنته به جدته وكانت فكرة جيدة حقا . فقد توافدت إليها نساء القرية بوقت سريع جدا وبدئن بشراء الثياب منها واستطاعت الجدة في يوم واحد فقط أن تبيع كل البضاعة وحصلت على ضعف المال الذي كانت تحصل عليه عندما كانت تبيع البضاعة كلها في سوق المدينة . استمرت الجدة على هذا المنوال وحددت يوما واحد فقط في الأسبوع يوم راحة لها . وطلبت من أهالي القرية عدم الحضور أليها في هذا اليوم . وهو يوم الجمعة تحسبا لزيارة الدكتور فارس .
كانت الجدة وسامي مثالا يقتدي به الجميع . فقد حاولا بكل ما يملكان من قوة أن يدبروا لقمة العيش بعيدا عن ذل السؤال والعوز للناس. فكانا مثالا رائعا للعائلة المتعففة الزاهدة على الرغم من أنهما يعتبران من الأشخاص الواجب رعايتهم والتكفل بهم ولكنهما أظهرا خلاف ذلك .
استمرت الجدة وسامي على هذا الحال وكان الدكتور فارس يزورهما كل أسبوعين في يوم الجمعة ويقضي معهما النهار كله .
بعد خمس سنوات كان سامي قد بلغ الثاني عشرة من عمره وأصبح صبيا وسيما ذا طول مناسب بالنسبة لأقرانه .
أنهى دراسته الابتدائية وبدأ مرحلة المتوسطة وكان طموحه أن يصبح طبيبا كالدكتور فارس لكي يساهم في إنقاذ الناس وتخليص المرضى من ألامهم .
أنت تقرأ
أنها تعاديني
General Fictionالقصة تتكلم عن شخص عادته الحياة فحرمته من أشخاص كثر ولكنه استطاع الصمود بوجهها رغم كل شيء . ارهقته ولكنه صبر فلم يستسلم بل أصر على النجاح وسترون ذلك في أحداثها