بعد أن انتهى سامي من تناول العشاء ذهب الطبيب لكي يدفع ثمن الطعام ثم خرج الثلاثة قاصدين العربة للاستمرار في رحلتهم .
وفي تمام الساعة التاسعة وصلوا إلى وجهتم. فقال سامي والسعادة تغمر قلبه جدتي وأخيرا سوف نرى والدي إني مشتاق لهما كثيرا .هيا فلنسرع بالدخول إلى المستشفى .
ابتسمت الجدة ظاهرا حتى لا تبين الحزن الذي يملئ قلبها . وقالت له نعم سوف نراهما أعطني يديك ولنسر معا إلى الداخل .
دخلوا إلى المستشفى و أثناء مسيرهم في الممر المؤدي إلى غرفة ألام لاحظوا الأطباء يتسارعون من اجل الوصول إلى غرفة احد المرضى حيث كان ينازع الموت . سئل احد ألأطباء الممرضة من الطبيب المسئول عن المريضة ؟
أجابت:-الدكتور فارس ولكنه ليس موجود ألان.
خرجت الممرضة من الغرفة فرأت الدكتور فارس أمامها . قالت له يا دكتور سوف نفقد المريضة رجاءا أسرع إلى الداخل .
ذهب الطبيب لتفقد المريضة وترك الطفل والجدة التي لم تلبث سوى دقيقة واحدة قبل أن تخر بالوقوع على الأرض .
حيث سمعت الأطباء وهم يتهامسون لقد فقدنا المريضة ظننا منها أنها ابنتها .
استطاع رجل كان مارا بجانبها بمساعدة أحدى الممرضات بإيقافها على قدميها .وأحضرت الممرضة من بداية الرواق مقعد متحركا وأجلسوها عليه .
خرج الدكتور فارس أليها فقالت له بعد أن أبعدوا الصبي عنهم حيث أمره الطبيب بالجلوس في الردهة . يا طبيب اخبرني بأنها ليست ابنتي أرجوك قلي لي أنها ليست هي تقول ذلك والدموع لا تتوقف عن السيلان حتى ابتل جيدها .
خفض الطبيب رأسه والتزم الصمت .
قالت الجدة:- إنها ابنتي الوحيدة كيف استطعتم أن تحرموني منها . لقد أخبرتني أنها بخير .لماذا كذبت علي يا طبيب.
الطبيب:- أنا أسف سيدتي لقد كانت بحال جيدة عندما تفقدتها ليلة الأمس .ولكن اليوم حدثت لها مضاعفات صحية وكان الأطباء يراقبونها منذ الصباح .ولكن للأسف فقد تعرضت لسكتة قلبية فور وصولنا إلى المستشفى أدت إلى توقف قلبها .
حاول الأطباء إعادتها إلى الحياة عن طريق إجراء صدمة كهربائية. ولكن دون جدوى لقد حاولنا بكل قدرتنا للمحافظة على حياتها . ولكنها مشيئة القدر . إني متأسف جدا لخسارتك الكبيرة سيدتي .
الجدة:- الأسف لن يرجع ابنتي وزوجها إلى الحياة من جديد .
الطبيب:- أرجو منك أن تكوني قوية . فأنت الشخص الوحيد المتبقي لسامي من عائلته وهو بحاجتك ألآن أكثر من أي وقت مضى .
الجدة:- من أين تأتي القوة وقد خسرت للتو ابنتي الغالية . انه شيء مستحيل .
الطبيب:- أعلم ذلك ولكن على الأقل تظاهري بالقوة أمامه فنحن لا نريد أن ينتكس الصبي .
الجدة :- سأحاول ذلك .
الطبيب:- سيدتي هل بإمكانك إخبار سامي بالأمر . الجدة:- لا استطيع فعل ذلك سأنهار حالما أنظر إلى عينيه .بالإضافة إلى انه طفل ذكي ولا أتوقع أنه ستنطلي عليه أية حيلة نقولها . لذا من الأفضل أن نقول له بأن والديه قد توفيا .ولكني مثلما قلت لك لن أستطيع فعل ذلك .فهل يمكنك أن تخبره عوضا عني ؟ خفض الطبيب رأسه وبدا حائرا إذا تطوع لأخبار الصبي فما الذي سيقوله له ؟ وإذا لم يفعل ذلك من سوف يخبره ؟
وبعد دقيقتين من الصمت وافق الطبيب على إخبار الصبي بوفاة والديه واختار الطريقة التي سوف يوصل بها هذا الخبر أليه.
كان الصبي يتمشى في الرواق ويردد بخفاء مع نفسه أنشودة (كم احبك يا اماه) ذهب الطبيب أليه وبدأ السير مع سامي ذهابا وإيابا في الرواق .
وكان حائرا كيف سيدخل للموضوع . هل يبدأ الحديث معه عن أمور ثانوية حتى يصبح الوقت مناسبا لكي يخبره بالأمر أم يخبره بذلك مباشرة ؟
قرر الطبيب بأن يسأله بضعة أسئلة عن مدرسته ومعلميه وأصدقائه في المدرسة . فأجاب الصبي عن كل الأسئلة التي طرحها الدكتور فارس بأسلوب مهذب جوابا ذكيا . ثم سئل الدكتور فارس الطفل الصغير هل تحب والديك؟
أنت تقرأ
أنها تعاديني
General Fictionالقصة تتكلم عن شخص عادته الحياة فحرمته من أشخاص كثر ولكنه استطاع الصمود بوجهها رغم كل شيء . ارهقته ولكنه صبر فلم يستسلم بل أصر على النجاح وسترون ذلك في أحداثها