أنها تعاديني

13

انتهى سامي من الاستحمام وخرج فوجد أشهى أنواع الطعام موضوعة على المائدة وقال له غسان هلم إلى هنا لتناول الطعام وألا سأتناوله لوحدي أسرع فالطعام شهي ولا أستطيع أن اكبت نفسي أكثر من ذلك .

جلس سامي على المائدة لتناول الطعام كان يأكل بشراهة كأنه لم يذق الطعام منذ وقت طويل وكان غسان يضحك على طريقة أكله ويلقي عليه بعض النكات ولكن سامي لم يهتم لنكاته لأنه كان مشغولا بالطعام .

أنهيا الطعام فقال غسان لسامي لنذهب ولنجلس على ضفة النهر أعلم بأنك تحب ذلك المكان .
سامي:- لست بمزاج يسمح لي بالخروج .
غسان :- لماذا تفعل كل هذا في نفسك ؟لقد جئت لكي أخرجك من هذه الحالة المزرية التي أنت بها ألان . سوف نذهب إلى النهر هيا بنا ولن أقبل أية أعذار .

سامي :- أنت شخص قليل الذوق فلتحترم قرارات ألآخرين .
غسان :- سوف نناقش هذا لاحقا هيا لنذهب .
فأخذه وسارا باتجاه النهر وصلا إلى النهر وكان غسان الشخص الوحيد الذي يتكلم ويمزح أما سامي فقد كان ملتزما بالسكوت طول الطريق .

جلسا على ضفة النهر التقط سامي بعض الاحجار الصغيرة من على الأرض وبدأ يرمي بها واحدة تلو الأخرى في النهر عندما رأه غسان يفعل ذلك حاول أن يلطف الجو أكثر فالتقط بعض الاحجار من الأرض وقال له فلنتسابق اينا يستطيع أن يصنع اكبر عدد من الدوائر في الماء بواسطة هذه الأحجار .

سامي :- أنت الفائز بالتأكيد لا حاجة لكي نتسابق . غسان :- كم أنت ممل هيا ارمي حجرا .
لكي يرتاح سامي من أصرار غسان وعناده رمى حجرا وصنع بضعة دوائر في الماء
قال له غسان اهذا كل ما صنعته أنظر ماذا سافعل . رمى الحجر بطريقة غبية فغطس الحجر في الماء مباشرة فضحك عليه سامي ضحكا شديدا وكانت أول ضحكة له منذ وفاة جدته .
فرح غسان لرؤيته لسامي وهو يخرج من حالة الكأبة والعزلة التي كان يعيشها .
غسان :- سأتفوق عليك هذه المرة هيا ارمي حجرك ........ رمى سامي الحجر ولكن هذه المرة رماه وهو مستمتع بذلك ومتشوق لمنافسة غسان فصنع دوائرا أكثر من دوائر الرمية السابقة .
أما غسان فعندما رمى حجره للمرة الثانية استطاع أن يصنع ثلاث دوائر في الماء قبل أن يغطس الحجر فقال لسامي أني أستسلم أنت الفائز هيا أترك الأحجار ولنجلس فأني اود أن اضع قدمي في الماء.
جلس سامي وغسان على الضفة ووضعا قدميهما في الماء فأخذ غسان و كعادته يحرك الماء يمينا ويسارا بقدميه وأحيانا يرفع قدميه للأعلى فينتشر الماء معها ويبلل سامي وذلك لكي يزعجه قليلا مثلما كان يفعل سابقا . بعد ذلك سكن غسان عن الحركة وقال لسامي ........ متى ستعود الى العمل ؟
سامي :- لا اعلم متى ولكني أعلم بأنني سأبقى في البيت هذا الأسبوع .
غسان:- وما الذي ستفعله في البيت لأسبوع كامل ستشعر بالملل ؟
سامي:- أريد أن ارتاح قليلا و أن اخلص جسدي من الضغوط العصبية والنفسية التي مررت بها .
غسان :- هل يمكنني قضاء هذا الاسبوع كله معك في منزلك ؟
سامي :- لا
غسان:- شكرا سامي أنت صديقي المفضل سأجلب أغراضي في المساء .
سنمرح كثيرا طيلة هذا الأسبوع .
سامي :- لقد قلت لك أريد أن أكون بمفردي الا تعي ما أقول ولكن بداخله كان يشعر بالفرح لأنهما سيقضيان الاسبوع بكامله معا.

غسان :- لن أسمح لك بذلك فلقد قضيت الأسبوع السابق بمفردك ولم يزعجك أحد . أما الأن فقد وجب عليك أن تتحمل أزعاجي طيلة هذا الاسبوع .

سامي :- لا فائدة منك هيا لنذهب الى منزلك لتجلب أغراضك .
غسان :- ألا تريد أن تنتضر لترى الغروب ؟
سامي :- كلا ، فكل من رأيت معه الغروب رحل وتركني أخشى أن ترحل أنت أيضا .