أجاب سامي :- بالتأكيد أحبهما.
ثم سئل :- هل تقبل أن ينزعجا ؟
سامي :- لا اقبل بذلك .
الطبيب :- هذا جيد هل تعلم أن والديك يستاءان وينزعجان عندما تنزعج أنت وتستاء ؟
سامي :- لقد علمت ألآن .
الطبيب:- ممتاز هذا يعني أنك لن تستاء من الكلام الذي سأقوله لك لأنك ستجعل والديك يستاءان أيضا. سامي:- سأحاول ذلك .
الطبيب :- إن والديك قد غادرا بعيدا .
سامي :- إلى أي مكان ذهبا ؟
الطبيب:- ذهبا إلى مكان جميل يوجد فيه الكثير من الأمور الجملية كالبساتين والأنهار والثمار وكل شيء. قال سامي ونبرة الحزن تعتلي صوته :- إذا كان المكان جميلا لماذا لم يأخذانني معهما ؟
الطبيب :- انه ليس الوقت المناسب لذهابك إلى ذلك المكان ولكنك بالتأكيد سوف تلحق بهما يوما ما. وستكونون معا مجددا .
سامي:- هل هذا يعني بأنني سوف لن أراهما مجددا ؟
الطبيب:- كلا ستراهما ولكن فقط عندما تغمض عينيك حيث ستجدهما يلوحان لك ويخبرانك بأن تكون طفل مهذبا وأن تكون شجاعا وان تلتزم بدراستك .
سامي :- هل هما في السماء؟
الطبيب:- نعم هما في السماء حيث كل شيء جميل هناك . إذا أردت أن تنظر إليهما فقط ارفع رأسك إلى السماء ليلا وانظر إلى النجمتين المتقاربتين المضيئتين ثم أغمض عينيك سوف ترهما بدل تلك النجمتين .قال سامي والدموع بدأت تتساقط من عينيه واحدة تلو الأخرى سأشتاق لهما كثيرا. من سيوقظني من النوم في الصباح ومن سيوصلني إلى المدرسة .ومن سأقبل قبل أن أخلد إلى النوم .لقد كنت اقبلهما دائما قبل ذهابي إلى الفراش حيث اشعر بعد ذلك بالطمأنينة والأمان .
ثم بدأ البكاء بحرقة شديدة فأخذ الدكتور فارس يواسيه ويقنعه بأن والديه سيستاءان كثيران لبكائه وأنه يجب عليه أن لا يزعجهما في مكانهما الذي يوجدان فيه . فهدأ الطفل قليل ثم قال له الدكتور فارس إن جدتك ما تزال موجودة بجانبك وهي تحبك كثيرا وسوف تكون معك دائما . سوف تقف بجانبك إلى أن تصبح شابا قويا . لقد أوصتني والدتك بأن أقول لك بأنها هي ووالدك يحبانك كثيرا وأنهما يكونان سعيدان عندما تكون سعيدا وأنهما واثقين من أنك ستكون شابا قويا . و أوصتني أيضا أن أخبرك بأن تكون مطيعا لجدتك وان تنفذ أوامرها وأن لا تغضبها مهما حدث فليس لها شخص غيرك أنت .
أجاب سامي وهو يتنهد من البكاء ......سأحاول ذلك .بعد يومين من وفاة الوالدة حان موعد الدفن فحضر الدكتور فارس مراسيم التشيع والدفن مع الجدة وسامي الطفل الصغير .
انتهت مراسيم الدفن واخذ الجيران بتعزية الجدة وسامي إلى أن انتهى الكل من التعزية .ألا الدكتور فارس فقد انتظر أن ينتهي الجميع .
بدأ بتعزية الجدة ثم قال لها :- سيدتي أنا سأكون بجانبكم دائما وسآتي إلى القرية بين الفترة والأخرى لأطمئن عليك أنت وسامي .
الجدة:- شكرا لك لقد كنت لطيفا معنا طول الوقت . الطبيب:- هذا من واجبي يا سيدتي .واني سعيد جدا بمساعدتكم وأتمنى أن أقدم لكم كل الذي تحتاجونه . الجدة :- أنت إنسان نبيل .أنه شيء جميل أن يكون في هذه الحياة القاسية أشخاص مثلك ينشرون الأمل بين الناس أين ما وجدوا . ثم طلبت الجدة من الدكتور فارس أن يأتي معهم لتناول وجبة الغداء وأصرت على مجيئه . فوافق الدكتور فارس وذهب معهما إلى الكوخ الصغير .
وبدأت الجدة بأعداد حساء الدجاج لكي تقدمه إلى الضيف مع طبق من الأرز الأبيض . انتهت الجدة من إعداد الطعام وبدأت بسكبه في الأطباق . ساعدها الدكتور فارس في ذلك بينما كان سامي يأخذ الطعام ليضعه على الطاولة ثم بدئوا بتناول الطعام وكان شهيا جدا .
أنت تقرأ
أنها تعاديني
General Fictionالقصة تتكلم عن شخص عادته الحياة فحرمته من أشخاص كثر ولكنه استطاع الصمود بوجهها رغم كل شيء . ارهقته ولكنه صبر فلم يستسلم بل أصر على النجاح وسترون ذلك في أحداثها