كان ذلك يحدث معي عادة، انفي ينزف خاصة في البرد، ركضت الى الحمام و غسلت انفي ببعض الماء، استدرت الى حاملة ورق الحمام كي امسح انفي فوجدت بتار امامي ماسكا منديلا ورقيا كي يمسح انفي، كان ينظر اليه بخوف، اعلم هذه النظرة. انها نظرة ابي اذا اصبت بمكروه.فور انتهائه، نظر الي بتلك العيون الواسعة وقال "هل انت بخير؟" اومأت برأسي لأنني لم اتمكن من الكلام، يا لها من رقة ولطف تظهرها عيونه العسلية ! عدت الى مكتبي، اطفأت الكمبيوتر و اغلق بتار مكتبه. ساعدني في ارتداء معطفي ووضع هو قبعته الصوفية السوداء.
حمل بتار مطاريته، اغلق المكتب وقادني بسرعة الى سيارته السوداء. فتح لي الباب، دخلت مسرعة كي احتمي من تلك الامطار و انطلق بتار باتجاه الاقامة.
- ميليسا، هل استطيع طرح سؤال غريب بعض الشيء؟
- تفضل.
- هل... هل تشعرين بأن هناك شخص يهتم بك ؟
- نعم، اعلم ان هناك اشخاص يهتمون بي. ابي، امي، اخوتي...
- لا، اقصد شخصا يكن لك مشاعر خاصة، هل تفهمين قصدي ؟
- اوه، لا اعلم ان كان هناك شخص يحبني ام لا.
ظل صامتا طوال الطريق، توقفت الامطار، وصلنا الى الاقامة فنزل معي حاملا في يده المطارية. استدرت اليه وشكرته على ايصالي وقبل ان استدير كي اغادر، اوقفني واراد ان يقول شيئا و لكن الثلوج بدأت تنساقط ببطء وكان الجو دافئا جدا رغم قساوة البرد.
- هل تعلمين ؟ انا اتفاءل بسقوط الثلوج.
- حقا ؟ أ لأنه ابيض اللون؟
- لا، بل لأنه هادئ . وهذا ما بحثت عنه طويلا و اظن انني وجدته.
كان يقول ذلك الكلام بصوت حنون وخافت رغم خشونة نبرته. رسم بسمة صغيرة على وجهه ثم ناولني المطارية.
- اكملي بها طريقك لغاية الباب و الا ستصابين بالزكام. انفك و وجنتيك محمرين.
قال بتار ثم اتسعت عيونه وقال
- آسف، اقصد انك تبدين جميلة بهذا الشكل. الشتاء يليق عليك.
ابتسمنا معا ثم توقفنا، نظر اليّ بتمعن ثم شكرته مجددا وغادرت بسرعة كبيرة. لم يغادر بتار، فقد ظل واقفا امام البوابة غير مكترث للبرد او الثلج. دخلت غرفتي و انا ابتسم، وفجأة ارتمت عليّ هاجر وهي تعنقني. سألتها لما هي مرتعبة، فقالت انها خافت ان يحدث معي مكروه مع هذه الامطار.
هناك، سمعت صوتا غريبا في المطبخ، تقدمت ببطء و اذ بي ارى ريان تبحث عن شيء في خزانة المطبخ.
- ريان، ولكن ما الذي تفعلينه هنا؟
قلت معنقة هذه المجنونة.
- حاليا، ابحث عن شيء يؤكل.
- كيف اتيت الى هنا ؟
- بالطائرة، ههههه. لقد حصل ابي على مبلغ من المال فأخذت بعضه و أتيت لزيارتكم. أخبريني، من هو بتار؟
نظرت الى هاجر، فابتسمت ابتسامة الابرياء. تنهدت ثم جلست بجانبها و اخبرتها عنه. ارادت ريان رؤيته ففتحت الانترنيت و دخلت موقع محلات جود كي اريها صورته البراقة.
بعد العشاء احسست وكأنني سأصاب بالزكام، وقفت امام النافذة وكان الثلج يتساقط راقصا ببطء فتذكرت ما قاله بتار عن الثلوج، في تلك اللحظة ، اصبحت انا ايضا اتفاءل بسقوط الثلوج. لما كان يسأل ان كنت احس بوجود شخص يحبني؟ أ لأنه يحبني؟ آمل ذلك.
لا استطيع نسيان اية كلمة من كلامه، نظراته و خاصة كيف مسح بمنديل الدم الذي كان على انفي وهو يسأل ان كنت بخير. ستكون صدمة كبيرة ان كان لا يحبني، فقد تعلقت به في مدة لا تتجاوز الايام.
أنت تقرأ
صدفة... أحببته
Romanceكيف يكون الحب اروع ما تحس؟ عندما يأتي فجأة، و تتغير حياتك في لحظات. هناك، يصبح العالم عالمك و الحياة ملكك و الشخص الذي تحبه هو السيد فيها،و السبب الذي تعيش من أجله.