الصدفة رقم...

64 2 0
                                    

كنت اسوق السيارة وعيناي ممتلأتان بالنوم، فقد امضيت الليل كله وأنا افكر في ميليسا. دخلت المكتب وأنا اقول :"صباح الخير ميلي...." لم تكن ميليسا في مكانها، التفتت الى فكتوريا سائلا اياها عن ميليسا وأقسم ان وجهي قد اصفر واخضر خاصة عندما اومأت برأسهاقاصدة انها لا تعلم.

هناك ، دخلت فتاة سمراء جميلة وقد كانت مع ميليسا يوم التقينا ( لنقل صدفة) قدمت نفسها وقالت انها تدعى هاجر. اعلمتني ان ميليسا مصابة بالزكام، فأحسست ان قلبي دخل العناية المركزة، وقالت انها يمكنها تعويضها اذا كان هناك عمل. لم يكن هناك اية اوراق تحتاج الترجمة، فأخبرتها انه يمكنها الذهاب .. بعد برهة صغيرة، نزلت السلالم اتبع تلك الفتاة، فقد تذكرت انها يمكنها مساعدتي في شيء ما.

- هاجر، هل يمكنك الحديث عن ميليسا ؟ هل يمكنك وصف شخصيتها؟

- حسنا، ميليسا فتاة طموحة وتقدس المطالعة والكتابة. تفكر بعقلانية ولا يروق لها الكذب او المزاح الثقيل. ولكن لما تسأل كل هذه الأسئلة؟

- اصبحنا اصدقاء، واريد اكتشافها عن قرب. هل تتكلم عني في البيت؟

- كثيرا ... اعني في معظم الاوقات. دائما تتكلم عن العمل ومحلاتك.

- فقط ؟!

- فقط، وهل انتظرت سماع شيء آخر ؟

ايقنت حينها انني املك رابط بيني وبين ميليسا. فقد عرفت انها تحب عصير الليمون والموسيقى الكلاسيكية خاصة آلة البيانو والغيتار. غادرت هاجر بعد ان تمنت لي مساءا هنيئا. هناك، قلت دون تحكم في لساني "دون ميليسا؟! لا اعتقد " نظرت لي هاجر و فجأة التصقت بالكرسي ولم أعلم ما الذي كان علي قوله حتى وجدت جملة سخيفة جدا.

-  ما الذي قلته، سيد خان؟

قالت هاجر فابتسمت ابتسامة ترتعش من الخوف.

-  لا شيء، تمنيت لك مساءا سعيدا.

ابتسمت كالحمار وأنا عالم كل العلم انها سمعت ما قلت.

   غادرت هاجر المكان فقاومت قلقي على ميليسا مدة عشر دقائق ثم قفزت على الهاتف وشكلت رقم ميليسا وبدأت أشعر بالقلق لأن الهاتف بدأ ولم ترفع السماعة.

-  ألو؟

سمعت صوتها فرميت رأسي على المكتب وابتسمت بين وبين نفسي.

-  من المتصل؟

ماذا؟ أ لم تعرف صوتي؟ ولكنني لم أتكلم بعد؟ ما هذا الغباء؟

-  ميليسا؟ هذا أنا.. بتار.

قلت بصوت عاشق يشتاق لحبيبته.

-  أوه، كيف الحال؟ أ لم تصل هاجر؟

أنت لا تعلمين ما الذي حدث، حبيبة قلبي!

-  لقد وصلت ورحلت، نحن لا نملك عملا كثيرا اليوم. شكرا لاهتمامك، ميليسا.

صدفة... أحببتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن