قضيت النهار التالي كله ، استشير كبار اطباء مستشفي الجامعي - حيث اعمل - عن حالة لارا و عن الامل في الشفاء ، و احتمالاته ...
لم تكن اراؤهم مشجعة ، و لكن احدهم لم يجزم باستحالة الشفاء ، فتطور الطب و وسائل العلاج لا يتوقف ، و كل يوم يظهر جديد ، و يتحطم مرض اخر امام اصرار البشر و ارادتهم....
كنت احتاج اولا الي ارادة لارا ، و رغبتها في الشفاء ، و الي قدر كبير من المال ، و الجهد و سامنحها انا كل هذا ...
عرضت الامر علي والدتها في السماء ، فتاملت ملامحي في قلق و قالت
هل تعتقد انه هناك امل يا دكتور
اجبتها في حماس
قلبي يمتلئ به يا اماه ، و لكننا نحتاج الي فترة من العلاج الطبيعي ، فقد
رقدت لارا في فراش المرض طويلا و اخشي ان تكون عضلات ساقيها قد دمرت او تكون مفاصل قديميها و ركبتيها تيبست و ....
قاطعتني في امل
كلا ...انني اجري لها تدليكا يوميا منذ لازمت الفراش فقد نبهني طبيبا الي ذلك
هتفت في سعادة
هذا عظيم ....سيوفر هذا وقتا كثيرا و سيضمن نتائج افضل
شملها الحماس و قالت في لهفة
هل تعتقد ذلك ؟!
اجبتها : بكل ثقة
لم تكن نفسي حقا تمتلئ بكل هذه الثقة التي اردت منحها اياها و لكنني كنت اعرف ان اولي خطوات العلاج هي الامل.... الامل للجميعقابلت لارا و انا ابتسم هذه المرة و هي ايضا استقبلتني بابتسامتها الرقيقة و هي تقول
لماذا تاخرت يا دكتور ؟ انني انتظرك منذ الصباح
خفق قلبي بشدة و بعثت في نفسي سعادة بالغة فهتفت و ان اجلس علي المقعد المجاور لفراشها
كيف حال عصفوري الصغير ؟
اصبح و جهها الجميل الرقيق بالون الاحمر من الخجل و هي تقول
لقد افتقدتك ...
لم اصدق اذني !!!
هي تفتقدني !!
ذلك العصفور الرقيق يشعر بالحاجة الي !!!
كدن اضماها الي صدري و اقول مناديا اياها بلقب حبيبتي لولا اني تذكرت المهمة التي اتيت من اجلها فهمست في حنان : هل تقبلين اعتذاري عن حوار امس
لم اكن اعلم ....اومأت راسها موافقة و هي تبتسم ارق ابتسامة رايتها في حياتي و تقول
انني اغفر لك كل شئ
يا لساعدتي !!
لقد ربطت تلك العاطفة بين قلبينا في آن واحد ...
اصبحنا عصفورين يضمهما امل واحد ...
و جدت نفسي اميل نحوها فجأة و اسألها
هل تريدين الشفاء يا لارا ؟
خفضت عينيها و هي تبتسم و تقول لا اريد التعلق بأمل ماكس : و لكن بنبغي ان نحاول.....لارا: لقد اعتدت عجزي و اخشي ان اتعلق بالامل ثم ينهار فاعود مرة ثانية الي البدايةماكس : لا حياة مع الياس
لارا : لسي ياسا و لكنه اعتراف بالواقع
ماكس : ربما و لكننا نصنع واقعا جديدا
و اذا وعدتك بالشفاء ؟
تطلعت بعينيها الساحرتين في عيني و سالتني في حيرة و تردد
هل انت جاد ؟
لم اشعر الا و انا اعطي قبلة لكفها الرقيق و اقول في حماس ...انا طبيب يا لارا و لا انطق الا ما اؤمن به
شعرت بالامل و هو يتسلل الي صوتها و هي تقول
هل ساعود لامشي علي قدمي من جديد
ماكس : اجل
و سيمكنني ان اتنزه في الحدائق و اسير علي شاطئ البحر ؟
ماكس : سنسير معا
و اجري و ارقص الباليه
اسعدني ذلك الشعور بالامل الذي ملأ نفسها
هذا يتوقف علي ارادتك و معاونتك لارا و لكنني اعدك اني ساكون اول من يصفق لك و يشجعك و يقف بجانبك و انتي تؤدي رقصتك الاولي علي المسرح
مسكت يدي و ملأت وجهها ابتسامة كبير ...بدأ علاج لارا ....
كانت لارا تبدي ارادة و رغبة في الشفاء و لكن حالة ساقيها اكبر مما اعتقد...
و مضي شهر كامل دون ان تتحسن حالة لارا خطوة واحدة .....بدأ الامل يزيل لم تعد تستجيب للعلاج بالحماس ..
وخلال شهر انتهت فترة الامتياز بالنسبة لي
و حصلت علي ترخيص المهنة و رشحني تقديري الممتاز للحصول علي وظيفة نائب باحد اقسام المستشفي الجامعي و بلا تردد اخترت قسم المخ و الاعصاب ...
قررت ان اهب حياتي كلها لدراسة حالة لارا و علاجها ..
ذات يوم و انا اصتحبتها فوق مقعد متحرك الي قسم العلاج الطبيعي ..
هتفت في ضجر
لقد مللت هذه الرياضة الاجبارية
قلت في حنان
لا تفقدي الامل يا لارا
صاحت في حزن
اي امل هذا ؟
ثم تسللت الدموع من عنيها و هي تقول في قهر
انني لا اتقدم خطوة واحدة علي الرغم من كل هذا الجهد
لم استكع ان اجد جوابا و تمزق قلبي مع احزانها
و بدون ان ادري وجدت نفسي اهتف بصوت مرتفع
ستشفين يا لارا
سمعت صوتا هادئا خلفي يقول لست اشك في هذا التفت انا و لارا راينا دكتور ساميويل ..
كان نائبا في قسم العلاج الطبيعي يكبرني بعام لكنه طويل القامة و وسيم الملامح كان يبدوا هادئا واثقا و هو ينطق عبارته هذه حتي ان لارا لم تنطق بكلمة واحدة و هي تتامله في حين انحني و حتي اقترب و جهه من وجه لارا و نظر في عينيها مباشر و هو يقول في صوت قوي النبرات
كيف تتصورين ان حالتك لم تتقدم ؟ نحن الذين نقرر هذا لا انت و انني اتفاءل بحالتك حظا
امتلا و جهها بدموع و هي تقول
هل تؤمن بذلك حقا دكتور ساميويل
اعتدل و هو يقول كل الايمان و اليوم باذات ستتحرك عضلاتك اول حركةلم تجد لارا جوبا و كذلك انا و التقي ساميويل مقبض الكرسي و تحرك و قاد لارا في هدوء الي حجرة العلاج الطبيعي ...
استسلمت له لارا تماما و هو ينقلها الي احد الاجهزة الحديثة ثم سمعته يقول
ادفعي هذه العجلة بقدميك ...
قالت لارا في الم
لا استطيع
عاد يكرر في صرامة
ادفعي العجلة
عادت تهتف
لا استطيع
قال : حاولي
شعرت بالم و حزن شديدين و انا المح كل هذا العذاب في ملمحها هي تحاول دفع العجلة حتي انني كدت اطلب من ساميويل ان يجنيها مشقة المحاولة و لكن ملامحه ظلت باردة صارمة و كان المشهد المؤلم لا يحرك وترا واحدا من اوتار قلبه.....
و فجأة خيل انني احلم و ان عيني تخداعني
لقد رايت لارا تدفع العجلة ببطء ...
رايت ساقيها تتحركان لاول مرة...
رايت فرحة هائلة تغمر ملامحها التي اكتست بالامل
سمعتها تهتف في سعادة
لقد فعلتها ....لقد فعلتها
تبدلت ملامح ساميويل في تلك اللحظة ...
اختفت الصرامة من ملامحه فجأة و حل محالها حنان عجيب ...فضحه صوته و هو يقول ألم اقل لك ؟
بدا لي انها لم تسمعه ، فقد كانت تنظر للعجلة في سعادة شديدة و هي تهتف بصوت سعيد للغاية ، رقص له قلبي في قوة
لقد فعلتها (( خطوت خطوتي الاولي )) 😍👇👇👇👇👇 ده ساميويل يا جماعة
الحمد لله البارت خلص رأيكوا لو عجبكوا vote
يلا سؤال مين احلي اكتر << ماكس >> ❤ ولا << ساميويل >> ❤
أنت تقرأ
The Sparrow Wounded
Romanceلست ادري كيف ابدأ قصتي هذه .. أبدؤها منذ تلك اللحظة التي وقعت فيها في حب (لارا) ؟ ام ابدؤها لحظة ان فقدتها تري اصفها اولا ام اصف نفسي ؟!!