و اقتربت النهاية ..
كنت اعلم كيف سينتهي الاوبريت من مراقبتي لها للتدريبات التي كانت لارا تجريها في المنزل
و قبل نهاية الاوبريت بلحظات قررت ان ابدأ التصفيق حتي اكون اول المصفقين
رفعت كفي استعدادا لذلك ...
و لكن فجأة دوي في قاعة المسرح صوت تصفيق ..
تصفيق رجل واحد ...
و لم اكد التفت الي الرجل الذي انتزع مني وعدي لها حتي انبعث الكراهيه مره اخري في اعماقي ..
لقد كان. (( ساميويل ))~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اصابني الجنون مما فعله ساميويل هذه المرة ...
لم يكن انتزاعه مبادرة التصفيق مني ..هو ما اورثني الجنون ...
و لكنه التوقيت..كنت اعلم نهاية الاوبريت لان لارا كانت تتدرب امامي ..و لكن كيف عرف هو النهاية ؟
صور لي جنون الغيرة انها كانت تقابله و انه كان يشاهدها تؤدي تدريباتها امامه...
عادت الغيرة تصور لي علاقة وهميه بينهما ..و تملكني الغضب ..حتي انني لم اصفق لها ..
لم افعل مطلقا والمشاهدون يلتهبون بتحيتها
و هي تنحني لهم في رشاقة دون ان تبتسم ..
اسرعت وسط تصفيق المشاهدين الي هناك
الي حيث يجلس ساميويل ..
لم يكد يراني حتي هتف في مرح
ماكس ؟! كيف حالك يا رجل ؟ لقد كانت لارا رائعة هذه الليلة
لم ارد تحيته و لكني قلت في خشونة
اريدك وحدنا ..
لمحت الدهشه و الحيرة علي وجهه و هو ينهض من مقعده و يقول
حسنا يا ماكس ..
صحبته الي ركن خال في بهو المسرح ثم التفت اليه في غضب و تاملت وسامته و قوته في كراهيه ثم قلت في غضب
انت حقير ..
بدت عبارتي كالقنبلة و ظهر اثرها في الذهول الذي ارتسم علي ملامحه و هو يقول
هل اصابك الجنون ؟
قلت في غضب
انت تخونني مع زوجتي ايها الحقير تبا لك
اعلم انك تحبها منذ بدأت جلسات العلاج الطبيعي ...
اعلم انك.....قاطعني في غضب و هو يقول
لقد اصابك الجنون لا شك ...من قال لك انني احب زوجتك انني احب ابنة عمي منذ سبع سنوات و لقد تزوجنا منذ عامين ..انظر
قال عبارته هذه و رفع كفه امام وجهي ..فرأيت الخاتم و تملكني الذهول لحظة ثم عدت اهتف في عناد
انت كاذب ...
اشار الي صالة العرض في غضب و هو يقول
زوجتي هناك في قاعة المسرح يمكنك ان تذهب و تسالها
اصابتني الحيرة و تزلزلت افكاري و مشاعري
فقلت في شحوب
لماذا عارضتني اذا في خطبة لارا ؟
قال في حدة لانني كنت اراها خطوة غير مناسبة بالنسبة للعلاج و كان جزعي لسبب عقلاني و طبي
قلت ..و لماذا كنت تمسك يدها في حجرة العلاج الطبيعي ؟
قال كنت اعونها علي السير هذا كل ما في الامر
ازدادت حيرتي و انا اقول
لماذا انتقلت من القسم بعد خطبتنا ؟
هز راسه في ضجر و قال
لقد لاحظت من اسلوب حديثك معي انك تغار مني و خشيت ان يسبب وجودي بعض المشاكل لكما و رايت انت من الافضل لعلاجها ان ابتعد هن طريقكما
و قلت ...و حديثك معاها
قال في حدة
ان طنت تقصد حديثنا يوم نجاحك في الماجستير
فسأشرح لك معناه ..لقد ادهشني ان اعلم ان لارا
قد تماثلت الشفاء تمامت فانت تعلم ندرة حدوث ذلك
و اردت التاكد مما اسمعه فذهبت اليها و حينما سالتني عن سر نقلي من القسم اخبرتها بصراحة ان غيرتك هي السبب ..
قلت فيما يشبه الانهيار
و البرقية .
صاح في حدة ..
امر طبيعي ان ارسل برقية تهنئة لمريضة من مرضاي تماثلت للشفاء علي هذا النحو المذهل
شعرن انني اترنح من عجب ما اسمع و كدت انهار تماما ...لولا ان تذكرت نقطة اعادت دماء الغضب الي وجهي فعدت اصيح
و لاوبريت...كيف عرفت نهايته ؟
قال في عصبية
انه اوبريت شهير و ليست هذه المرة الاولي التي اشاهده فيها و لست ادري ماذا يعنيك في معرفتي لنهاية الاوبريت ..
سالت الدموع من عيني غزيرة
لقد عذبتها و عذبت نفسي خمس سنوات كاملة
و انا اعيش في وهم لا اساس له من الصحة...
وهم صنعته بنفسي وعشت اتعذب به و منه دون مبرر...
وهم مزق اواصر الحب بيني و بينها ..
يالي من احمق مجنون !!
لم لم اصنع هذه المواجهه منذ خمس سنوات ..
لم لم اوفر علي نفسي و علي لارا عذاب سنوات طوال
لارا ....كيف نسيت موعدي مع مديرة المعهد بشانها ..
تركت ساميويل فجأة دون اعتذار او تبرير و اسرعت الي حجرة لارا
لم اكد اصل الي هناك حتي ارتجفت ساقاي رعبا
كان هناك جمع كبير يحيط بحجرة لارا و كان الذعر و الحزن يسيطر علي وجوههم
ذهبت الي هناك فارتطمت باحدهم و سالته في رعب
ماذا حدث ؟!!
اجابني و هو يبكي في الم
لقد انتحرت البطلة ...انتحرت السيدة لارا
و قفت لحظة ذاهلا كالمجنون و انا احدق في الجماهير التي التفت حول حجرة زوجتي ثم اطلقت فجأة صرخة انكار و اندفعت نحو الحجرة اشق طريقي بين الجموع و ادفع الناس عن يمين و يسار
و انا اطلق صرخات متتالية حتي سمعت احدهم يصيح في الاخرين
افسحوا له الطريق انه زوجها و هو طبيب
افسحوا الي الطريق بالفعل و دخلت حجرتها
كانت ترقد علي ارض الحجرة هادئة كملاك و ديع و قد اكتسي وجهها بالسكينة و السلام ...
كانت ترقد كعصفور رقيق حطمت الرياح جناحيه فاصبح قتيلا...
و كانت عيناها مسبلتين ..
عيناها اللتان سحرتاني ببحرها الازرق العميق ..
لقد فارقت الحياة ...
انطلقت فجأة صرخة اعتراض في اعماقي قوية عاصفة
و وجدت نفسي انقض علي جسدها الضئيل و بكل خبرتي في الطب شبكت اصابع كفي و اخذت اضغط بهما صدرها في قوة و انتظام ..و انا ادفع بعضا من انفاسي في صدرها ...
التف الجميع حولي ..يرقبون عملي في صمت و اشفاق ..و انا اتحرك كآلة تمت برمجتها ببرنامج واحد و هو انقذ لارا ...
تصبب العرق علي جبيني و بلل حلتي و وجهي و تساقطت قطرات منه علي وجه لارا الساكن المستسلم و انا اواصل محاولاتي في قوة ..
و فجأة خفق صدرها في قوة ...
بعثت خفقته املا قويا في صدري فزدت من سرعة تدليكي لقلبها و منحها انفاسي التي تقطعت ...
و في هدوء عجيب فتحت لارا عينيها ...
توقفت عن الحركة ..عندما التقت عيناي ببحر عينيها .
كانت تتطلع الي وجهي في تامل ثم لاحت علي شفتيها ابتسامه شاحبه و قالت في صوت ضعيف
لا يكاد يسمع
ماكس ..
و توقف قلبها عن النبض مره ثانيه ..
عدت احاول انعاش قلبها الصغير في جنون
مرة و مرة و مرات ...و لكن القلب الذي تعذب طويلا رفض العودة الي عذاب الدنيا
و استكان الي الابدسؤال تفتكروا كلام ساميويل صح ولا لا ؟؟
رايكوا في ماكس ؟؟
رايكوا في البارت ؟
توقعات ؟
أنت تقرأ
The Sparrow Wounded
Roman d'amourلست ادري كيف ابدأ قصتي هذه .. أبدؤها منذ تلك اللحظة التي وقعت فيها في حب (لارا) ؟ ام ابدؤها لحظة ان فقدتها تري اصفها اولا ام اصف نفسي ؟!!