part 11

83 7 8
                                    

كان ظهور ساميويل المفاجئ في حياتنا مرة اخري
اقوي من ان تتحمله اعصابي ..ففوجئت بنفسي انفجر صائحا في غضب
ايتها الخائنة ...
حدقت لارا في وجهي بذهول و قالت في الم
خائنة ؟! ماذا تقول يا ساميويل
صرخت في جنون
اتناديني باسمه ايضا
و دون ان ادري صفعتها صغعة قوية علي وجهها القت جسدها الضئيل ارضا و رفعت عينيها الدامعتين تحدق في وجهي .. و انا اتابع صراخي قائلا
هل تظنين انني لم اكن اعي ما تفعلان من خلف ظهري ؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
سالت الدموع من عينيها و هي تقول
من وراء ظهرك ؟!
صحت و انا لا استطيع السيطرة علي اعصابي
لقد ظننتما انني لم اعرف لمجرد انني لم اتكلم ..
و لكن لا ...لقد عرفت بعلاقتكما منذ رايته يضم كفك في حنان في حجرة العلاج الطبيعي و اعلم ان سبب عدم ردك علي ..عندما طلبت الزواج منك ..يرجع الي حبك له و لقد نقل نفسه من القسم بعد خطبتنا حتي يقاوم حبك و لا ريب انه كان يتحدث اليك ..ليلة وضعت الخاتم في يدك ليحاول اقناعك علي عدم قبول الزواج
و اعلم انكما كنتما تلتقيان من وراء ظهري ..
حتي انني سمعتكما بعد نجاحي ...تتحدثان عن خيانتكما دون ان تدريان انني اسمعكما...و لقد سمعتك بنفسي تقولين له انك تحبينه و انك قبلت زواجي مرغمة .....
اختلطت الحقائق بالخيال في عقلي ..و لم اعد ادري
ماذا اقول ..و تدفقت العبارات من فمي كالقذائف
دون ان اعي منها حرفا واحدا و هي تحدق في وجهي ذاهلة و وجهها مبلل بالدموع حتي انتهيت...
انتهيت من مصارحتي لها بشكوكي و غيرتي ..
انتهت من لفظ كل ما ضاق صدري طوال السنوات الخمس .... ساد الصمت طويلا و كلانا يحدق في وجه الاخر .... ثم نهضت لارا ..
نهضت ببطء و هدوء و اعتدلت. و كأن شيئا لم يكن
ثم نظرت لي نظرة عميقة حزينة ..خيل الي انها اخترقت قلبي و مزقته تمزيقا ..
و لكنني لم اتفوه بحرف واحد ..
ظل كل منا ينظر في عيني الاخر طويلا ..ثم تحركت لارا في هدوء الي حجرتها
تابعتها ببصري و انا اشعر بالم شديد ثم سالتها في حدة ..الي اين ؟!
اجابتني دون ان تلتفت
الي معهد الباليه ...لا بد لي من اداء بروفتي الاخيرة
قبل حفل اليلة ..
لم اعترض طريقها و لم نتبادل كلمة واحدة ..حتي غادرت المنزل و تركتني وحدي في الم و ندم و الوم
نفسي الف مرة علي ما تفوهت به ..
مرت ساعة كاملة و انا اقف مكاني ..
لم اتحرك خطوة واحدة اسال نفسي ..كيف امكنني ايلامها الي هذا الحد ؟
لاول مرة اشعر بكراهيه شديدة لنفسي و بحنق شديد عليها ..كنت استحق العقاب ..عقاب شديد
قد ينزع من قلبي بعد الندم الذي اشعر به
اسرعت ارتدي ملابسي و انطلقت الي معهد الباليه
و انا انوي الاعتذار منها عما بدر مني ..
و صلت الي المعهد في الساعة العشرة تماما و لم تكد مديرة المعهد تعلم انني زوج نجمة حفل اليلة
حتي استقبلتي باحترام شديد و طلبت احدي العاملات بالمعهد اخبار زوجتي لارا انني انتظرها في حجرتها
و جلست انتظر حضورها في لهفة ...
و لكنها لن تأت ..
عادت العاملة خجلة و قالت في تلعثم ان لارا لا تريد مقابلتي ..
شعرت بخجل شديد امام نظرات مديرة المعهد الدهشه و لكنني لم اغضب كنت اعلم انني استحق هذا ..بعد كل ما اهنتها به... قلت في استسلام
لا عليك... انا استحق هذا
خلعت مديرة المعهد منظارتها الطبي و تاملتني لحظة ثم سالتني في حنان
هل تشاجرتما ؟
اومأت براسي ايجابا ..فابتسمت ابتسامة مشفقة
قالت ...لا تجعل رفضها يقلقك كل الازواج يتشاجرون
و لكن نجمتنا اليوم تحتاج الي اعصاب هادئة حتي يمكنها اداء دورها في اتقان
قلت في الم
هذا صحيح
ابتسمت في عطف و قالت
اسمح لي ان اهنئك بزوجتك يا دكتور ماكس
انها سيدة رائعة ...نادرات هن من ينجحن في هزيمة
مرض خطير كمرضها
قلت نعم هذا صحيح
عادت تردف
لقد ابهرتنا جميعا بما وصلت اليه بعد ان كنا قد تيقنا من عجزها الي الابد
عدت تواصل لقد قرر المعهد تعيينها فيه فهي ممتازة اخلاقيا و ......
كان مديحها يعذبني و يزيد من احساسي بالندم و الخجل و العار حتي انني لم اعد احتمل كلمة واحدة زائدة
فهتفت فجأة
كفي ..
حدقت المديرة في وجهي بدهشه و لكن يبدو انها ادركت بسرعة ما اعنيه فعادت تقول في حنان
ستشاهد زوجتك الليلة اليس كذلك ؟
اومأت برأسي ايجابا فيما يشبه الاعتذار فقالت
بعد الحفل ساذهب معك الي حجرتها و سنصلح كل شئ
هتفت في لهفة
حقا !!
اومات برأسها و هي تبتسم في حنان ذكرني بأمي
فانحنيت نحوها و قلت في حرارة
كيف يمكنني ان ....
قاطعتني بإشارة من يدها وقالت
بعد الحفل يا دكتور ماكس
غادرت المعهد و قد اصبحت كلمة الحفل مرادفة
في ذهني لكلمة الامل .
اقسمت في نفسي ان ابدل طريقة معاملتي ل لارا
تماما اذا ما عادت الي بعد الحفل...
اخذت اردد هذا القسم حتي موعد الحفل ..
و انتقيت افضل ملابس لدي و استخدمت العطر نفسه
الذي اهدته هي لي في عيد زواجنا الماضي و قبل
ذهابي الي الحفل انتقيت من محل الزهور زهرة
واحدة حمراء و ثبت بها بطاقة تحمل اسمي و تحته
كتبت
(( مبروك حبيبتي -تقبلي تهنئاتي و اعتذاري ))

و حملت الزهرة في غلاف انيق الي الحفل ..
حاولت ان اقابلها في حجرتها قبل بدء العرض
و لكنها عاودت الرفض و لم اشأ تكرار طلبي
خشية من ان افسد استعدادها للحفل فعدت الي مقعدي ..و انتظرت بدء الاوبريت ..
و بدأ العرض

اطفئت انوار المسرح و انزاح الستار و غمرت الاضواء خشبة المسرح ثم ظهرت راقصات الباليه ..
كانت حركاتهن انيقة و رشيقة
كمجموعة من الفراشات يحوم حول زهرة انيقة
و بعد ان ارتفعت الموسيقي و هدأت مره اخري
ظهرت لارا علي المسرح
عبرت بين حشود الراقصات كعصفور انيق
و دارت بينهن في رشاقة رائعة ثم بدات تؤدي رقصتها بمرونة مذهله ..
شمل السكون قاعة المسرح لحظات ثم انفجر فجأة بالهتاف و التصفيق ..و تصاعدت صيحات المتفرجين الذين اذهلهم هذا العرض الرائع ...من فتاة كانوا يتوقعون منها عرضا متوسطا علي احسن تقدير
بعد ان قرءوا عن مرضها النادر و كفاحها له علي صفحات الصحف ...
لاول مرة في تاريخ فن الباليه ..توقف العرض
امام الهتاف و التصفيق و انحنت الراقصات و تقدمت لارا الصفوف ثم انحنت و ارتفع بعدها الهتاف
تساقطت دموع الفرح من عيني امام النصر الرائع الذي حققته لارا قبل حتي ان ينتهي العرض و التصقت عيناي بوجهها ..
يا لهول ما رايت !!
لم يكن وجه لارا يحمل لمحة واحدة من السعادة
كان صورة مجسمة للحزن ..
حزن بعثته انا في نفسها...
يا لي من مجرم
جرحت اجمل عصفور في الوجود...
افسدت فرحة انتظرها عمرها كله ...
بكيت هذه المرة بدموع القهر و الالم ..
بكيت دون ان يلتفت احد الحاضرين الي دموعي
كانت انظارهم كلها تتجه الي لارا التي عادت تواصل عرضها الرائع ..
كانت تؤدي دورها بمهارة كأعظم راقصة باليه في العالم
انا وحدي كنت اعلم انها حزينة...
انا وحدي كنت اعلم انها تتمزق
تتمزق بعد ان حققت املها ..
بعد ان حطمت المستحيل ..
و لكنني قررت ان احقق علي الاقل وعدي لها ..
ان اكون اول من يصفق لها ..
'' الحوار ده كان في البارت التاني لما كان بيشجعها لو فاكرين ''
عندما تنتهي رقصتها الاولي ..
و اقتربت النهاية ..
كنت اعلم كيف سينتهي الاوبريت من مراقبتي لها للتدريبات التي كانت لارا تجريها في المنزل
و قبل نهاية الاوبريت بلحظات قررت ان ابدأ التصفيق حتي اكون اول المصفقين
رفعت كفي استعدادا لذلك ...
و لكن فجأة دوي في قاعة المسرح صوت تصفيق ..
تصفيق رجل واحد ...
و لم اكد التفت الي الرجل الذي انتزع مني وعدي لها حتي انبعث الكراهيه مره اخري في اعماقي ..
لقد كان. (( ساميويل ))

رايكوا ؟!
توقعات ؟!

The Sparrow Woundedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن