last part

38 4 2
                                    

انتهي الدكتور ، رئيس قسم الامراض النفسيه و العصبيه ، من قراءة الاوراق ، التي كتبها الدكتور ماكس ، ثم هز رأسه في حيرة و قال : هذه اعجب حاله رأيتها في حياتي...انه انقسام شخصيه عجيب .
سأله دكتور ساميويل في اهتمام ...هل هناك امل في شفائه سيدي ..هز الدكتور رأسه في حيرة و قال ..ربما ..و لكنني لا استطيع الجزم بذلك .
ثم قال في دهشه ..من العجيب انه يذكر كل شئ في دقه مذهله حتي حديثكما معا في المسرح و بعدها تختل الامور كلها في ذهنه .
قال الدكتور ساميويل في اسف ..ربما كان عقله الباطن يحاول التكفير عن ذنوبه في حق لارا
هز الدكتور رأسه موافقا و قال هذا صحيح
ثم التفت الي فتاه رقيقه تجلس ساكنه في ركن الحجره و قد اكتست ملامحها بحزن عميق و قال
اليس كذلك يا لارا
رفعت لارا عينيها في بطء و حزن و قالت
لست افهم الكثير في علم الامراض النفسيه
و لكن تخيله محاوله انتحاري و ذلك الخطاب امران يسيران حيرتي
هز الدكتور رأسه في بطء و قال بعد حديثه مع ساميويل كشف ان تعذيبه لك لم يكن له ما يبرره و تصاعد شعوره بتأنيب الضمير فاختل عقله ..و بدأ يبحث عن وسيله يعذب بها نفسه ، كعقاب له عما فعل بك و لما كنت انت احب انسان له في الوجود فقد اختلق عقله محاوله انتحارك و محاوله انقاذك و فشله في ذلك و لزيادة عذابه لنفسه اختلق وهم ذلك الخطاب الذي تركته و الذي شرح فيه وجهه نظرك دون ان يدري و كأنه يعذب نفسه اكثر بتصور انه السبب المباشر في مقتلك
قالت لارا في حيرة و الم و لكنني حيه
قال الدكتور ..انه يرفض الاعتراف بذلك لان هذا ينتزع شعور العذاب و الذي يسعي عقله الباطن اليه
و لقد تصورت في البدايه ان رؤيته لك حيه سيسبب له الصدمه فيسترجع صوابه و يعود اليه وعيه و لكنه حتي مع رؤيته لك رفض الاقتناع ..و بدأ يتصورك مجرد شبح ليثير في قلبه العذاب و الالم
ثم عاد يهز راسه في حيره و قال انها حقا اعجب حاله رايتها في حياتي
و قال الدكتور ساميويل في الم
يؤسفني ان كنت السبب في هذا
قال الدكتور في اهتمام لا تحاول اقناع نفسك بذلك فلو لم تكن انت لكان شخص اخر ان ماكس في بدايه اوراقه يعترف بانه شخص منطوي و يبدو من وصفه لنفسه انه يفتقد الثقه فيها كثيرا و لقد كان يتصور ان لارا اجمل من ان ترضي به و كان هذا يثير في نفسه القلق منذ البدايه .. كان سيصل الي هذه الحاله عاجلا ام اجلا
ساد الصمت المكان ثم قالت لارا
لست ادري و لكنه من العجيب ان كل كلمه تصور ماكس انني ارسلتها له في الخطاب كانت حقيقه
ابتسم الدكتور و قال هذا جزء من غموض الجنون يا سيدتي
و هذا ما دفع البعض الي القول بوجود شعرة صغيرة تفصل بين الجنون و العبقرية
سألته لارا في الم
هل هناك امل في شفائه
هز كتفيه و قال
الله وحده يعلم و لكن الامل لا ينقطع دوما ما دمنا نحاول و ما دمت انت الي جواره
تكررت هذه العبارة اكثر من مره في ذهن لارا
و هي تغادر مستشفي الامراض النفسيه و العصبيه و الي جوار ساميويل الذي قال و هما يهبطان درجات السلم
لما اكن اتصور مطلقا ان يصاب ماكس بالجنون
قالت لارا في حزن
نحن المسئولان عما ما اصابه يا ساميويل
قال ساميويل في الم
و لكن احدنا لما يخنه مطلقا يا لارا *صحيح ان كلا منا كان يحب الاخر* و لكنك وجدت انه يحتاجك باكثر مما احتاجك انا و احترمت قرارك و ضغطت علي قلبي من اجل صداقتي له صدقيني اننا لم نخطئ
قالت في حزن. هل قرأت ما كتبه في اوراقه؟ لقد سمع حديثنا * و انا اعترف بحبي لك* و لكن عقله يتصور الان ان خياله هو الذي صنع الحديث
قال سامويل مسكين ماكس
ثم قال في اهتمام ماذا ستفعلين الان
اجابته و هي تشرد ببصرها بعيدا
كما فعلت في السابق يا ساميويل انه الان اكثرا احتياجا لي منك
قال في الم و *حبنا يا لارا*
ابتسمت في حزن و قالت انك ترتدي دبله تحمل اسمي يا ساميويل الم تسأل نفسك ماذا كان يمكن ان يحدث لو ان ماكس طلب مقابله زوجتك المزعومه
ثم كشف انك تخدعه و انك اختلقت قصه ابنه عمك هذه؟
قال ساميويل انت تعلمين انني احبك يا لارا و انني مستعد لتحمل كل شئ من اجلك
نظرت لارا له و قالت و انا ايضا احبك يا ساميويل و لكنني لن اتخلي عن ماكس لقد كان بجواري في محنتي و سأبق الي جواره حتي يشفي
ثم رفعت و جهها الي السماء و تطلعت الي السحاب بيعينها الواسعتين و قالت وداعا يا ساميويل ..وداعا
و نزلت من عينيها دمعه حزن
دمع عصفور جريح

النهايه

رايكوا في البارت و ياريت vote
For you both thank you so much ❤
DojaAlgatos
MariamAllam5

The Sparrow Woundedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن