شارف العام الثالث من زواجنا علي الانتهاء ..دون ان تتغير عاداتي في معاملة لارا ...و دون ان تنجح هي في انتزاع شكوكي من صدري ..
لم اكن قد رايت او سمعت شيئا عن ساميويل طوال هذه الاعوام الثلاثة ..و لكنه كان يعيش في اعماقي ...في شكوكي
و منذ شهر واحد تنبهت الي خلو القفص الصغير في شرفقتنا من العصفور الانيق الذي احضرته لارا معاها عند زواجنا فسالتها في دهشه
اين ذهب العصفور ؟
هل لحق بأنثاه؟
اشاحت بوجهها عني و هي تقول في هدوء لقد اطلقته ..
حدقت في وجهها في دهشه ..و صمت كلنا طويلا
قبل انا اسالها في حدة
اطلقته ؟! لماذا ؟
فرت بعينيها من عيني و قالت في هدوء
لانني احبه
لم افهم منطقها في البداية ..فسالتها في حدة
كيف اطلقته لانك تحبيه ؟
استدارت تواجهني بعنين حزينتين و قالتلقد ادركت الحب يدفعني لاطلاق سراحه
ختي لو كان هذا يؤذيني ..مادام سيحقق له السعاده
خيل الي ان كلماتها تحمل مغزي خطيرا فقلت في حنق
اي هراء هذا ؟
اجابتني في هدوء
انه منطقك انت ..هل تذكر حديثنا في حجرتي (البارت الثاني لو فكرين ) منذ ما يقرب من خمس سنوات ؟
ربما كان هو يفضل الموت في حرية وسط الطبيعة التي خلق من اجلها ...بدلا من العيش في قفص من الخشب و السلك
ساد الصمت بيننا لحظة ثم قالت في هدوء ..
و لقد ادركت اليوم ان السجن سجن و لو كانت قضبانه من دهب
قالت عبارتها هذه و تركتني وحدي و اغلقت خلفها غرفة نومنا......
يالها من رسالة تركتها لي من خلال كلماتها !!
انما تذكرني بالقيود التي احكمتها حولها..
مزقت منطقي السابق في لحظة..
جعلتني اؤمن ان للثقة و الحب وجهان لعاطفة واحدة
و انني اعترف بخطإ منطقي السابق
لا حب بلا ثقة
ادركت ان النماذج التي ذكرتها سابقا لم تكن حبا ..
بل نوعا من الرغبة يغلفه الشيطان بغلاف عاطفي
يا إلهي !! ...كم كنت قاسيا معها..
كم كنت وحشا و سجانا ...
شعرت في لحظة بعذابها ..طوال السنوات الاربع الماضية ..
و ارتفع صوت ضميري يصم اذني و يخفي صوت دقات قلبي المرتجف
قررت في لحظة ان انزع من حولها الاسوار ..
ان امنحها الثقة التي تصبو اليها ..
اسرعت الي حجرة نومنا و وجدتها تبكي في صمت فوق الفراش ..فامسكت بكتفيها و قلت في حنان
لارا لقد فهمت ..
رفعت عينيها الدامعتين الي وجهي و قالت في حزن
حقا ؟!
ضممت جسدها الرقيق الي صدري في حنان
و همست في اذنها بحب
منت مخطئا طوال الوقت يا حبيبتي ..كان ينبغي ان امنحك ثقتي منذ البداية
قالت في اسي
كنت انتظر هذا منذ زواجنا
هتفت في حماس
سيحدث يا لارا سيحدث
لم اصحبها في اليوم التالي الي معهد الباليه ..
لم احاول حتي ان اذهي لاصطحابها في العودة ..
كان من العسير علي نفسي ان ابدل اسلوب معاملتي لها في لحظة و لكنني قاومت و نجحت ..
كنت اريد ان اؤكد لما ثقتي اللامحدودة فيها بعد ان فهمت رسالتها ..
و في ذلك اليوم عادت الي المنزل واضحة السعادة
و قفزت تعانقني و هي تقول في فرح
احمل اليك مفاجأة مذهلة لن تصدقها يا ماكس
سالتها ما هي في حنان ...قبل ان تقتلني اللهفة
صاحت في سعادة بالغة ..سيقيم المعهد حفلا خاصا و ساقوم فيه بدور البطولة في اوبريت جديد اعده اكبر موسيقار خصيصا من اجلي ..
ضممتها الي صدري و انا اقول
هذا رائع يا لارا رائع جدا
كان هذا انتصارا لسنوات الصمود الخمس الماضية...
كان تحقيقا للوعد الذي قطعته علي نفسي ..منذ خمس سنوات ..بعودتها الي الباليه
و كان انتصارا لارادتها ..
لم تسترح هي طوال هذا الشهر ..
كانت تقضي وقتا اطول في معهد الباليه للتدرب علي دورها...و كانت تواصل تدريبها في المنزل و انا كنت في قمت السعادة و اعجابا بما تفعله ..
كانت سعادتها تفوق الوصف و سعادتي ايضا
كان الموعد يقترب في سرعة و الصحف تمتلي باخبار راقصة الباليه التي عادت الي فنها بعد صراع سبع سنوات مع العجز و المرض
كانت لارا اسعد مخلوق في العالم
كان كل شئ يسير علي ما يرام حتي الصباح ليلة الافتتاح ..
استيقظت من نومي علي رنين جرس الباب و قبل ان انهض من الفارش قفزت هي منه قبلي و صاحت سافتح انا ...
تثاءبت في كسل في فراشي و انتظرت عودتها
ثم قررت ان الحق بها لتناول طعام الافطار معا..
خرجت من الغرفة علي اطراف اصابعي و انا انوي مفاجأتها و لكن المفاجأة كانت من نصيبي انا..
لقد رايتها منهمكة في قراءة برقية من النوع المخصص للتهاني ..و قد نمت ملامحها عن الاهتمام الشديد
راودني شعور الغيرة مرة اخري بشكل اقوي
و تسلل الي قلبي انقباض عجيب ..
ممن هذه البرقية التي استحوذت علي انتباهها الي هذا الحد ؟ ..
اهو الشخص نفسه الذي سبب لنا العذاب طوال الاعوام الخمس الماضية ؟
اقتربت منها بخفة و حتي اصبحت علي بعد خطوة واحدة منها و سالتها..
ممن هذه البرقية يا لارا
ارتجف جسدها و حدقت في وجهي في ذعر ثم اطلق
ضحكة عصبية قصيرة و قالت
لقد افزعتني
عدت اسالها في صرامة
ممن هذه البرقية ؟
ترددت طويلا ثم اجابت في تلعثم
انها مجرد برقية تهنئة و..
اختطفت البرقية من يديها قبل ان تقول عبارتها
و قرات كلماتها في غضب ..كانت تقول
((تهاني بالحصول علي دور البطولة تمنياتي بنجاح باهر الليلة ))
و في نهايتها توقيع غلي له الدم في عروقي ..توقيع يحمل اسم الدكتور ساميويل
كان ظهور ساميويل المفاجئ في حياتنا مرة اخري
اقوي من ان تتحمله اعصابي ..ففوجئت بنفسي انفجر صائحا في غضب
ايتها الخائنة ...
حدقت لارا في وجهي بذهول و قالت في الم
خائنة ؟! ماذا تقول يا ساميويل
صرخت في جنون
اتناديني باسمه ايضا
و دون ان ادري صفعتها صغعة قوية علي وجهها القت جسدها الضئيل ارضا و رفعت عينيها الدامعتين تحدق في وجهي .. و انا اتابع صراخي قائلا
هل تظنين انني لم اكن اعي ما تفعلان من خلف ظهري ؟!رايكوا ؟!
توقعات ؟!

أنت تقرأ
The Sparrow Wounded
Romanceلست ادري كيف ابدأ قصتي هذه .. أبدؤها منذ تلك اللحظة التي وقعت فيها في حب (لارا) ؟ ام ابدؤها لحظة ان فقدتها تري اصفها اولا ام اصف نفسي ؟!!