part 8

76 7 3
                                    

كم تمنيت لحظتها ان يكون لي ابناء حتي امنحهم تلك العاطفة
حتي و لو لم يشعروا بها
هذه هي انسانية البشر و جمال العواطف التي لا تسعي الي اهداف محددة ...
عدت انا الي حبيبتي لارا و لم اكد اعبر ردهه منزلها حتي وقفت و عقدت حاجبي في ضيق و عصبية ...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تتحدث هاتفيا الي شخص ما و لست ادري لما كنت واثقا من انه ساميويل ...
اقتربت منها بخطوات سريعة و سالتها بحدة
مع من تتحدثين ؟
قالت في بساطة
انه ساميويل و هو يهنئنا بالخطبة
قلت بعصبية
يهنئنا ؟! و كيف عرف ؟ و لقد تم ذلك منذ دقائق فقط
تطلعت الي في حيرة و قالت
كنت قد اخبرته في الصباح و...
اختطفت منها السماعة و قلت في توتر
كيف حالك يا ساميويل ؟
خيل الي ان تدخلي المفاجئ قد اربكه فقد صمت لحظة و قال
اردت ان اهنئك بالخطبة و
قاطعته في برود
شكرا لك
ساد الصمت لحظة ثم قال
اردت ان اكون اول من يفعل
قلت في برود
هذا ظريف
صمت لحظة اخري ثم قال
سلامي ل لارا ...اركما في الصباح
اغلقت الخط دون ان اتبادل معه كلمه زائدة ثم التفت الي لارا و سالتها في عصبية
اكان من الضروري ان تسرعي لاخباره
ارتجفت شفتاها و هي تقول في حيرة
و لكنه هو الذي اتصل ماكس
صحت في غضب
لا تكذبي ...انني لم اسمع رنين الهاتف
احنت راسها في الم و قالت
ربما لم تنتبه اليه ....كنت تتحدث الي والدك
هرعت والدتها من المطبخ علي صوتي المرتفع
و سالتني في دهشه
ماذا حدث
قلت في صوت كالصراخ
انها تقول ان ساميويل من اتصل بها و ...
ظهرت الحيرة في عين الام و قالت
هذا ما حدث بالفعل يا ولدي و لقد اجبته انا
و نقلت الهاتف اليها و انت تتحدث مع والدك
ثم اردفت في قلق
هل يصنع هذا فرقا ؟
شعرت ببرودة كالثلج تسري في اطرافي و بخجل شديد يعتريني فنقلت بصري الي لارا التي خفضت راسها لتداري دموعها فقلت في اعتذار
معذرة ..لم يكن الامر يستحق مل هذا و لكن يبدو ان اعصابي متوترة او ...
لم اتم عبارتي و لم يطالبني احد باتمامها و لكن والدة لارا ظلت تنظر الي وجهي لحظات و ظلت لارا مطرقة راسها ...حتي قالت امها في هدوء خير ما حدث يا ولدي ..
شعرت بمدي التوتر الذي اضيفته عليهما فقلت في عصبية
سانصرف الان فامامي الكثير من العمل قبل ان آوي الي فراشي
لم تعترض احدهما علي انصرافي و لكنني كنت اشعر بالحنق ..
الحنق علي نفسي افسدت ليلة لقاء القلوب

كان مظهري في الصباح التالي يظهر ارقي الطويل...
كانت اجفافي متورمة و عيناي محمرتين و وجهي شاحب
لقد قضيت ليلتي كلها افكر في مكالمة ساميويل
كنت اتسأل ..لماذا اخبرته لارا بامر خطبتنا المتوقعة ؟
صور لي عقلي المريض بالغيرة حوار طويلا بينهما في قسم العلاج الطبيعي في الصباح السابق لخطبتنا ...
تصورتهما يتبادلان نظرات حيري و حزينة
تصورته يسالها في الم
هل صحيح انك وافقت علي الارتباط ب ماكس ؟
تخيلتها تخفض عينيها في حزن و تقول في اسي
و كيف علي ان ارفض ؟ هل نسيت انه صاحب الفضل علي فيما و صلت اليه من شفاء
لاريب انه هتف في مرارة .. وانا يا لارا
الم اكن صاحب الفضل في خطوتك الاولي ؟
هو الذي عبث في نفسي الامل
و انا الذي بعثت في قلبك الحب
انت و سيم يمكنك ان تجد من هي افضل مني
اما هو...
و لكنني احبك
هو ايضا يحبني
و انت هل تحبينه
انا احبك انت يا ساميويل و انت تعلم ذلك
انا واثق من انه يعلم ذلك ايضا
لم يعد يهم ..ساصبح ملكا له في المساء
شعرت بالحنق الشديد قتوقفت تلك الافكار التي صنعت كل هذا الحديث الوهمي في عقلي و ارتديت ملابسي في عجل ثم صعدت الي لارا كانت تنتظرني و هي ترتدي ثيابها استعداد لذهبنا الي المستشفي ....و لست ادري لم اغضبني جمال ثوبها
فقلت في عناد
لن نذهب الي المستشفي و ان كنت تتوقعين ذلك
حدقت لارا في وجهي بدهشه و قالت في حيرة
لماذا ؟
قلت في صرامة لاني اري ان هذا هو الافضل
ظلت عيناها بوجهي في حيرة ثم سالتني
ماكس ..لماذا تفعل ذلك ؟
قلت في حده
افعل ماذا ؟
بدأ صوتها يكتسب بعض الحدة و هي تسالني
لماذا تحاول منعي من الشفاء ؟
ادهشتني عبارتها دهشه بالغة ..ثم لم البث ان هتفت في حنق
من وضع هذه الفكرة في راسك ؟
قالت في غضب
اسلوبك ..انت ترفض مواصلتي للعلاج
و تصر علي بقاء حالتي كما هي
اردت ان انفجر في وجهها قائلا وجود ساميويل هو السبب و لكنني لم اشأ اعلان غيرتي علي هذا النحو فتمالكت اعصابب و انا اقول
لم اقصد ابدا ان تتوقفي عن العلاج يا لارا انما قصدت ان نذهب الي مكان اخر ختي لا يصيبك الملل
اسرعت تقول
لن يصيبني الملل هناك ابدا ...
تصاعدت دماء الغضب الي راسي و قد خيل الي انني قد فهمت مغزي عبارتها و لكنها اردفت بالسرعة نفسها
ما دمت اشعر بالتقدم
لم استطع ان اجد جوابا شافيا لاقناعها بالتخلي عن المكان الذي يوجد به ساميويل
لم يكن امامي الا اصطحابها الي المستشفي و هناك تركتها في قسم العلاج الطبيعي و ذهبت الي عملي
فكرة وجودها مع ساميويل تؤرقني طوال الوقت و لكنني قاومت رغبتي في الذهاب الي هناك حتي لا يفضحني اسلوبي و لم يكد يحين الموعد الانصراف حتي اسرعت الي هناك و دفعت الباب دون استئذان
كانت تجلس هناك وحدها الي جوار احدي ممرضات القسم و لقد ابتسمت في وجهي وهي تقول
مرحبا ماكس...تصور انني قمت اليوم بحركة معقدة غريبة
سالتها و انا اتلفت حولي
هل انصرف ساميويل مبكرت اليوم ؟
اجابتني الممرضة
لم يحضر دكتور ساميويل اليوم ...لقد تقدم بطلب اجازة
سالت الممرضة في اهتمام
لمادا؟
هزت كتفيها و اجابت
لا احد يدري
و لكنني انا كنت ادري
لقد عجز عن مواجهة لارا بعد ان اصبحت ملكا لغيره...
لم يتحمل رؤية خاتمي يزين اصبعها
لقد فر من مواجهتها و من مواجهتي...
تملكني شعور القوي فخرا بانتصاري مما جعلني ابدو شديد الرقة و الحنان مع لارا
ظلت طوال الطريق الي المنزل تشرح لي الخطوة الجديدة التي اقدمت عليها ..
كنت استمع لها باذني ..و لكن عقلي كان بعيدا كنت افكر ب ساميويل
لقد فر اليوم من لقائها و لكن ماذا سيفعل غدا او بعد غد ؟
هل سيضطر لمواجهتها و ستضطر هي لمواجهته ؟
ماذا سيفعلان عند اللقاء ؟
هل سيفجر اللقاء حبهما من جديد ؟
هل سيخفق قلبهما مره اخره ؟
شعرت في هذه اللحظة ان ابتعاد ساميويل يؤكد شهامته
لولا لظل الي جوارها مستمتعا بقربه منها...
و لكن هل سبتعد طوال الوقت ؟
راودتني فكرة انه لو كان شهما حقا لطلب نقله الي قسم اخر ...
و من العجيب ان هذا ما فعله بالضبط
في الصباح التالي اخبرتنا الممرضة انه انتقل الي قسم العظام حيث يوجد قسم صغير لتاهيل شفاء كسور العظام و يقدر ما اسعدني موقفه الا ان اغضبني موقف لارا ..
لقد شحب وجهها و هي تسمع الخبر و تعثرت الكلمات في حلقها قبل ان تقول
و لماذا ينقلونه ؟...انه افضل طبيب هنا
قالت الممرضة
انهم لم يفعلوا ..هو الذي طلب نقله الي هناك
استجابوا لطلبه علي الفور لانه طبيب ممتاز
عادت لارا تقول في حزن
انه طبيب رائع سنفتقده حقا
قلت في حنق انا لن افتقده
التفتت الي لارا و الممرضة في دهشه فتمالكت نفسي و ابتسمت و قلت في هدوء مصطنع
اعني انني استطيع زيارته في قسم العظام في اي وقت
تالقت عين لارا و هي تستمع الي كلماتي
ثم قالت
فكرة رائعة ..هيا نفاجئه الان بزيارة
صحت في غضب
لا
سالتني في دهشه
و لماذا
عدت اتمالك نفسي و اقول
سنؤجل ذلك الي ما بعد انتهاء جلسة العلاج الطبيعي
و لكنني لم افعل ما وعدتها به ...
اي احمق هذا الذي يذهب بحبيبته الي خر يحبها ؟
اي مجنون هذا الذي يسمح لمنافسه بالفوز ؟
لم اصطحبها لزيارته ..و لم تكرر هي مطلبها بل ظلت صامته طوال طريق العودة وفي منزلها جلس كل منا صامتا و شعرت والدتها بتوترنا فقالت
هل من جديد في علاجك يا لارا ؟
اجبتها لارا
انني اتقدم كل يوم يا امي
التفتت والدتها الي و سالتني
ما رايك يا ماكس
اجبتها هو ما تقول لارا
شعرت والدتها بتوتر الامر بيننا ف لاذمت الصمت هي الاخري مما دفعني الي الاستئذان و مغادرة المنزل الي منزلي ..
لم اعد انعم ابدا بالسعادة..
كنت اعيش في عذاب دائم
دائما افكر في علاقة لارا و ساميويل
و دائما انسج بينهما مواقف عاطفية كثيرة في خيالي
مل يوم كنت اصتحبها الي المستشفي واعود بها الي المنزل دون ان نتبادل الكلام

و ذات يوم و نحن نعود فوجئت تقول
ماكس ...ساسالك سؤالا و ارجو ان تجيبني عنه بقول صراحه
قلت في هدوء
تفضلي
صمتت لحظة ثم قالت
انت نادن علي ارتباطك بي ؟
هتفت في دهشه
انااا ؟!!
سالتني في ضيق
لماذا تعاملني بهذا الجفاء اذن ؟
بحثت عن جواب لسؤالها و لكنني لم اجد امامي
سوي جواب واحد ( ساميويل )
و لكن لم اجرؤ علي مصارحتها به صمت ..و عادت هي تقول
حتي امي لاحظت جفاءك في معاملتي و سالتني عن سببه
و لكنني لم احد سوي انك نادم علي الارتباط بي
اطرقت براسها وهي تقول في حزن
بفتاة نصف عاجزة
فجرت عبارتها مشاعري كلها و ازالت من قلبي مل اثر غضب و غيرة
قبضت علي كفها و احتضنتها و هتفت في حرارة
كيف تقولين هذا ؟
الا تدركين انني احبك لارا ؟
رفعت راسها بعينيها الدامعتين من علي صدري و هتقت في لهفة
احقا ما تقول
قبلت يديها و انا اقول في حنان
الم تدركي هذا منذ البداية يا حبيبتي ؟
ترقرقت الدموع في عينيها و هي تقول
انا ايضا احبك ماكس و يؤلمني ان تعذبني الي هذا النحو
هتفت في الم
اعذبك ؟! هذا اخر ما اتمناه حبيبتي الرقيقة
انني اخيا من اجل سعادتك فحسب
تالق في عينيها بريق عاطفي و مسكت يدي الاثنين و هي تقول
فلنتعاهد علي الا يؤذي احدنا الاخر او يعذبه ما بق لنا من عمرنا
هتفت في حماس
اعدك يا حبيبتي ...اعدك
ثم قلت في داخلي لا عذاب بعد اليوم

رايكوا ؟
توقعات بقي ؟

ملحوظة
هذا الهدوء ما قبل العاااااصفة 🙊

The Sparrow Woundedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن