ماكس يا جماعة اللي في الصورة انا غيرت بس موصفاته شوية....
اشرق الصباح ، و اشرقت معه تساؤلات و مخاوف ..
كيف يمكنني ان اغرق هكذا ، في حب فتاة رايتها مرة واحدة ، و للحظات معدودة ، و لم اتبادل معاها سوي كلمات تعد علي اصابع اليد الواحدة ..
هل اسرني جمالها ؟!
هل بهرتني رقتها ، و الهبني ضعفها ؟!
عدت استرجع ملامحها الرقيقة ، و قد تراجع خفقان قلبي ، و عاد عقلي يسيطر علي افكاري و مشاعري ، و يحاول دراسة الامر ، كما افعل مع اي حالة طبية تواجهني ..
بدأت بسؤال محدد ما هو الحب ؟!
اهو انفعال نفسي ، و توافق عاطفي بين شخصين من جنس مختلف كما يحدث بين تجاذب المغناطيس مع الحديد ؟ اهو تفاعل كيميائي ، ينشأ فجأة في الجسد ، و يؤثر في القلب ؟ ام هو شئ مجهول ...
فكرت طويلا ، و لكني عجزت عن تحديد ما هو الحب .. ، اسرعت الي كتب التحليل النفسية ..محاولا البحث عن ايجابة لكني لم اجد الاجابة
عدت ادرس حالتي من نقطة مختلفة ..اعترفت في البداية بوجود شئ ما يربطني بلارا و اخذت ابحث عن طبيعة هذا الشئ ...لقد شعرت بهذا الرابطة عندما رايتها لاول مرة ..شعرت انها ضعيفة ، رقيقة ، جميلة ، تحتاج الي الرعاية و الحماية ..
ربما جذبني ضعفها ، ربما كانت طبيعتي المنطوية هي التي دفعتني للارتباط باول فتاة ، تحتاج حقا مساعدتي
ربما لم يكن الذي احسه نحواها حبا و لكنه عاطفة قوية علي ايه حال ...
القيت كل حيرتي جانبا ، مع دقات الساعة التاسعة صباحا ، اسرعت ارتدي ملابسي ، و قد تنبهت تاخري عن موعد عملي ، خاصة و انني احب المرور علي لارا قبل ذهابي الي المستشفي ..
حرصت علي اناقتي كثيرا هذه المرة ، و ترددت طويلا في اختيار ملابسي ، ثم حملت حقيبتي الطبية و صعدت الي لارا و تصاعد انفعالي مع كل خطوة حتي و صلت و انا ادق باب شقتها . كدت اعود ادراجي في عصبية لا نبرر لها ..لولا ان فتحت ولدتها الباب و ملات الابتسامة وجهها و هي تقول في ترحاب
- مرحبا يا دكتور تفضل ان لارا تسال عنك منذ ان استيقظت ...خفق قلبي بشدة مع ذكر اسماها حتي انني بذلت مجهودا لاحافظ علي نبرة صوتي و انا اقول
- كيف حالها ؟
قالت والدتها في خير حال و قادتني الي غرفتها
- هل تناولت فطورك ؟!
تذكرت في هذه اللحظة انني حتي لم اتناول عشاء امس و لكن الخجل منعني قلت لها نعم شكرا لكي
لمحت بريق الحنان في عينيها و قالت في حماس
-ساعد لك كوب من الشاي اذن
ثم طرقت باب حجرة لارا و هي تقول الدكتور ماكس حضر لرؤيتك لارا... دفعت باب الحجرة ثم تركتني و اسرعت تعد الشاي ترددت لحظة ثم دخلت و انا ارتجف قليلا ...مازلت اذكر بعض خمس سنوات كاملة تلك الابتسامة الرقيقة التي استقبلتني بها لارا و هي ترقد في فراشها تماما كما تركتها امس ...و صوتها الرقيق و هي تقول في هدوء
-صباح الخير يا دكتور ماكس ..كيف اشكرك علي ما فعلته لي امس ؟
و قفت اتامل ملامحها الرقيقة في صمت دون ان اجد جوابا ثم انتبهت من استغراقي ، فاسرعت اقول في تلعثم ..
- انني لم افعل شيئا في الواقع ، فقدت استعدت وعيك قبل ان انتهي من الكشف عليك ...
اشارت الي المقعد القريب من فراشها
و كانها تدعوني للجلوس و هي تقول في رقة
- لكنك هرعت الي هنا و هذا يكفي
جلست و انا اقول هذا واجبي
ابتسمت في رقة و قالت و هي تتاملني بكل عينيها الساحرتين
-في عصرنا هذا حتي اداء الواجب يستحق الشكر
شعرت بعاطفة، و خشيت ان تكشف ملامحي ما يعتمل في نفسي فاشحت بوجهي متظاهر بتامل الغرفة
كانت غرفة صغيرة انيقة تنم عن ذوق رفيع و جمال.... توقفت عيناي عند قفص صغير بالقرب من النافذة ...استقر داخله عصفور رائع الالوان يقف صامتا ،يتامل جو الخارج من النافذة و كما لو كان يتحسر علي سجنه الانفرادي فسالتها :-عجبنا !! انني لم انتبه الي وجود هذا العصفور امس ، هل تنقليه الي حجرتك في الصباح
اجابتني و هي تبتسم
-كلا ..انه يلازم حجرتي طوال الوقت
قلت و انا اراقب العصفور
-لماذا لا يتحرك او يغرد ؟
تسللت الي صوتها نبرة حزينة، علي الرغم من ابتسامتها و هي تقول
- لقد توقف غن التغريد منذ فترة طويلة
التفت اليها اسالها في دهشة
- هل تتوقف الطيور عن التغريد ؟
اومأت براسها ايجابيا ، و قالت
-لقد كان يقوم بالغناء الرائع كل صباح ، و كانت انثاه تشاركه الغناء ، حتي عثرنا عليها ذات يوم و قد ذهبت روحها و من يومها لم يغرد ابدا ...ساد الصمت بيننا لحظة و كاننا نؤدي حداد علي روح انثي العصفور ، ثم قلت محاولا تحطيم روح الحزن
- ربما كان سجنه هو ما يحزنه
- كانت انثته تهون آلام سجنه ، فلما فقدها ازداد احساسه به
- انه يري العصافير و الطيور الاخري من خلال الناقذة في حرية كبيرة في حين يختنق هو داخل سجن ضيق
- هل تظن انه يغادر قفصه ، لو اننا منحناه فرصة الاختيار ؟
-بل طبع قد يتردد لحظة في البداية و لكنه لن سوف ينطلق خارج سجنه ، مرفرفا جناحيه في سعادة- فلنترك له مهمه تقرير نصيره
-سيؤنبني ضميري لو انه مات
-كلنا سنموت يوما ، ربما كان يفضل الموت في حرية ساد الصمت بيننا بعض الوقت و بدت لارا و كانها تدرس الامر في عقلها ثم ابتسمت و قالت في هدوء و رقة-اطلقه اذن
قلت و انا ابتسم و لما تطلقينه انت
ضحكت ضحكة رقيقة و قالت هل رايت كم من العسير اتخاذ مثل هذا القرار
لبتسمت لمنطقها و عدت ادور بعيني في الحجرة ، ثم اشرت الي الصورة تمثلها في زي ، و بدا عجيبا ، و سالتها : اهذا انت
اكتسبت ملامحها الحزن و هي تقول
نعم هذا انا منذ عامين
عد اسالها : و ماذا ترتدين في الصورة ؟
ابتسمت ابتسامة حزينة و قالت : واحد من ازياء الاوبريت ، حصلت فيه علي الجائزة الاوليتطلعت اليها في دهشة و انا اقول : اوبريت ماذا تعنين ؟
عادت تبتسم نفس الابتسامة الحزينة و هي تجيب : انه نوع من الاداء المسرحي ، يعتمد علي طبقات صوتية مرتفعة ، و حركات رشيقة
سالتها في اهتمام : انت مطربة
احنت راسها في راسي و قالت : كنت راقصة باليه
سالتها في حيرة
كنت ؟! و هل اعتزلت ؟
لمحت دمعة تترقرق في عينيها و هي تخفض راسها و تجيب <نعم>
حاولت ان ابتسم و انا اسالها : في مثل هذا السن الصغير !! كنت اعتقد انكن تعتزلن في الثلاثين علي الاقللم تجب هن سؤالي و انما انتفض جسدي عندما صرخت والدتها من خلفي
دكتور ماكس
استدرت اليها في دهشه ...و لم افهم سر كل هذا الذعر في عينيها لم افهمه ابدا
كان وجهها شاحبا ، و جسدها يرتعش ، حتي كاد كوب الشاي الذي تحمله يسقط فاسرعت التقطه ، و انا احدق في وجهها بدهشة و حيرة و تساؤل ، و فهمت ما تعنيه نظراتي ، فامسكت يدي و قالت و هي تنظر في عيني
ما رايك ان تتناول الشاي في ردهة المنزل ...لم افهم سر دعوتها هذه و لكنني اجبت ...حسنا سيدتيجلست في المقعد الذي اشارت اليه و جلست في لهفة و انتظار كلماتها ، و لكني فوجئت بها تبكي في صمت و هي تنظر الي عيني مباشر ، فارتجف قلبي و انا اسالها ماذا بك سيدتي ؟ ما الذي يحزنك الي هذا الحد ؟
ظلت تحدق في وجهي لحظة ، و عينيها الدمعاتين ثم قالت في حزن انفطر له قلبي و صرخت له الما و انهارت له نفسي
-هناك امر ينبغي ان تعلمه ، مادمت طبيب لارا المعالج ....يا دكتور ماكس . (( ان لارا مقعدة قعيدة الفراش منذ عامين 😢 ))الحمد لله ...
.رأيكوا و لو عجبكوا vote plz 🙏

أنت تقرأ
The Sparrow Wounded
Romanceلست ادري كيف ابدأ قصتي هذه .. أبدؤها منذ تلك اللحظة التي وقعت فيها في حب (لارا) ؟ ام ابدؤها لحظة ان فقدتها تري اصفها اولا ام اصف نفسي ؟!!